الحكمة الربانية في كشف الجهل وسوء الأدب

الحكمة الربانية في كشف الجهل وسوء الأدب
  • 30 مارس 2019
  • لا توجد تعليقات

د. حيدر إبراهيم علي

أحد حكامات النظام حباه الله ببسطة في الجسم ووفرة الشحم واللحم ولكن لحكمة يعلمها هو حرمه من أي ذرة في الذوق والأدب وحسن تقدير الأمور، فاتصف بالعجز عن احترام الآخرين وعدم القدرة على توقير الكبير وإنصاف الصغير ، أعمته الدوغمائية والمصالح المادية الزائلة والجهل المتمكن والجرأة التي تصل دائما درجة الوقاحة وعدم الحياء والحشمة حتى فقد عفة اللسان والقلم، فقبع في درك لا قرار له من التفنن في الشتم والاساءة والقذف في حق الاخرين، ومن المفارقة انه يمثل لسان الحركة الاسلامية الفرحة – أثناء الديمقراطية الثالثه – باكتشاف صبي صحفي – عينه قوية – سب الكبار ولايخشي إطلاق صفات عليهم . “درق سيدو ” “والتوم كديس ” وأطلقوا له العنان ، وكان له مبادرة إدخال لغة الازقة والحواري والانادي – إلى الصحافة الصفراء والاعلام الهابط .

تصور أيها القارئ الكريم – من عجائب آخر الزمن ان يقوم هذا الكائن بوصف صفوة ونخبة الوطن وثوار شباب البلد بالجرذان! أي “تجمع المهنيين” والذي يضم أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين! هم جرذان فقط لأنهم خرجوا معارضين لنظام رب نعمته – كما يعتقد .


ياله من موقف جاهل رضي عنه جهله ،ورضي عنه جهله! وفي غفلة الزمن يدعي الثقافة والفلسفة ويتفرشخ على أريكة في شاشة التفلزيون ناقلأ ثقافة القعدات والغرز الى الاعلام الذي يدخل كل البيوت .

لا أدري ماهي المرجعية التي يستند عليها هذا الشخص والحديث النبوي يقول : “الكلمة الطيبة حسنة” والتلميذ في الابتدائية يردد : “المسلم من سلم المسلمون من لسانه” .

هذا التيار بين الاسلامويين يقف ضد الخروج على الحاكم الظالم الفاسد ومن بين هؤلاء تاريخيا الشاعر بن هاني الاندلسي الذي خاطب الخليفة الفاطمي المعز لدين الله :

ما شئت إلا ما شاءت الأقدار فاحكم انت الواحد القهار

وكأنما أنت النبي محمد وكأنما انصارك الانصار

ويواصل : تملقة في مناسبة اخرى :-

تدعوه منتقما عزيزا قادرا

غفار موبقة الذنوب صفوحأ

أقسمت لو لا دعيت خليفة

لدعيت من بعد المسيح مسيحا

لقد عرف التاريخ السياسي الاسلامي ظهور العديد من المتملقين الذين أسسوا للاستبداد في الدولة الاسلامية على حساب الشورى والحكم الراشد ويتكرر هذا التاريخ لان في السودان استغلال الدين في تكريس الاستبداد والفساد لذلك تحولت الحركة الاسلاموية من حركة شعبية إلى تجمع الطفيليين والسماسرة والأمنجية والانتهازين ، ولم يعد لها أي نشاط في الشارع وحين هبٌ الثوار محتلين الشارع ومحاصرين الحاكمين لثلاث شهور كاملة لم يجد الاسلامويون غير أجهزة الامن والشرطة لحمايتهم وقبعوا هم في جحورهم لم يسيروا أي موكب مليوني – كما كانوا يدعون وأخفوا هويتهم الحزبية .

التعليقات مغلقة.