موكب ٢١ اكتوبر

موكب ٢١ اكتوبر
  • 11 أكتوبر 2019
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

لم تمض ٢٤ ساعة على المؤتمر الصحفي لقوى اعلان اعلان الحرية والتغيير، الذي أعلنت فيه عن عدم دعوتها إلى مواكب او اعتصامات في ٢١ أكتوبر ، حتى أصدر تجمع المهنيين على صفحته في الفيس بوك بياناً لا يفهم منه إلا أن التجمع يدعم هذا الموكب.

يعلم الجميع أن موكب ٢١ أكتوبر دعا إليه أحد النشطاء المعروفين بعدائهم للاتفاق بين قحت و لمجلس العسكري، من منظور انه ضد اللجنة الأمنية، والرجل تحت ضغوط التعرية المتواصلة لأفكاره المصادمة للاتفاق الذي ارتضاه الشارع تنازل عن فكرته الأساسية تدريجياً حتى وصل قبل يومين إلى أن الموكب ليس موكباً للاعتصام في القيادة ولا هو دعوة إلى إسقاط حكومة حمدوك، وإنما هو مجرد موكب مطلبي سيتجه نحو القصر الجمهوري ليطالب بحل المؤتمر الوطني، بينما اعتصام القيادة المقصود هو مجرد ونسة على ضفاف ساحة المجزرة لا أكثر.

لن يقف ثائر ضد خروج موكب لحل حزب المؤتمر الوطني ، بل سيشارك فيه ، إذ إن هذا هدف مجمع عليه وموضوعي، و لكنه سيقف مرات و مرات حين يرى أن هدف الموكب و الجهة المتجه إليها قد تم تبديلهما عشرات المرات قبل أن يصلا إلى النقطة الراهنة، وغير معلوم الآن بعد تدخل تجمع المهنيين أين سيستقر شكل الموكب وإلى أين يتجه.

الشكل العام الذي اظهره التنازع حول موكب ٢١ أكتوبر هو كمية (الجهجهة) والاضطراب التي تنتج من الفشل في إبراز وضوح فكرة الموكب وتفاصيله،إاذ إن المواكب لم تقف، وظلت تخرج باستمرار بتنسيق من لجان المقاومة أو بواسطة مهنيين أو ثوار بالولايات، واليوم خرج موكب طبول السلام. و لكنها كانت مواكب واضحة الهدف، تخرج عن أجسام لا أفراد، لذلك لم يثر حولها الضجيج، و ظل هدفها الواضح أنها لا تريد إعادة الثورة إلى نقطة ٦ أبريل وإنما تريد أن تتقدم إلى الأمام وأن تسند حكومة الثورة في لفت انتباهها لإنجاز ملفاتها لا أن تتنمر عليها او تعريها.

بعد التصادم داخل قحت بين المؤتمر الصحفي وبيان تجمع المهنيين وقفلاً لابواب عدم الوضوح فيجب على قوى اعلان الحرية و التغيير أن تكف عن لعبة توزيع الأدوار، و أن تتحمل مسؤولياتها، ليس مقبولاً بعد أن تم توقيع الاتفاق السياسي وقامت قوى اعلان الحرية والتغيير بتسمية طاقم الحكومة التنفيذية، أن تواصل الحديث بلسانين، لسان الحكومة ولسان المعارضة، و تربك الكل: الجماهير، والشركاء، والعالم، إذا كان هناك فريق يرى أن وجوده ضمن قوى اعلان الحرية والتغيير التي أصبحت حاكمة بنص الواقع والاتفاق والوثيقة لا يتوافق مع خياراته، فليكن شجاعاً كما كانت حركة قرفنا وليعلن خروجه من هذه القوى، و ليعلن معارضتها من الشارع ، لكن سياسة (لا بدورك لا بحمل فيك) هذه سياسة خداع وعدم وضوح، وسوف تضر الواقع الهش هذا أكثر من أن تفيده.

sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.