الامير نقد الله

الامير نقد الله
  • 08 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

عمار محمد ادم

طقطقات المسبحة في الثلث الاخير وهمهمات العابد المتبتل في زنزانته تشدني اليه رجل يشع نورا ويتلألأ وجهه بنور الذكر والعبادة الألق في عينيه تطلان من خلال النظارة الشفافة هو الامير نقد الله اما آن للزمان ان يقف تحية واحتراما للرجل الكبير المملؤ عزة وفخار السامق قامة والسامي مكانة والرفيع قدرا والمجلو بالذكر المطهر بالصفاء المشبع باليقين يفتر فمه عن بسمة لاتغادر وجهه الا لماما ليحل محلها الحزم او الوقار برغم الظروف التي كنا فيها والاوضاع السيئة التي كنا نعيشها ولكن الامير كأن لاشئ حوله يزجر كلاب الامن بصرامة وحزم فينطوون علي انفسهم ويتضألون فهم امام هيبته وقوته جرذان لاتسوي شئ كان ذلك مابين العامين1993و1994 والانقاذ حينها في اؤج سطوتها وعنفها وقهرها.. يسألني الامير وهو يراني اتحدي الة الة القهر والقمع والاستبداد واهزأ بادوات الخوف والارهاب والترويع في بيوت الاشباح واهز هيبة المكان يسألني الامير فجاءة.. يازول انت من وين.. فأجيبه انا من القرير من جهة ابي من قوز قرافي ومن جهة امي نحنا ناس ود التويم.. فيهز الامير راسه يعني جاياك من الجهتين ويرسل بصره بعيدا.. لم اكن وقتها ادرك مايقول..


ينتابني الان حزن عميق وتطفر دمعة من عيني وانا اذكر الامير وضيئا وقويا وثابت تبات الجبال الشم الرواسي بادي الألق كما قد ذكرت وطني مخلص غيور الي حد الثمالة ياتينا صوت من علي البعد يتغني(في الجهة الغربية.. اذكر معقل الوطنية.. امدرمان) ويتجه بصره نحو الارض مطرقا ويقول وكانه يهمس الي نفسه (قيقم) ويبدوا ان الاغنية التي تعدد مآثر الانصار قد فعلت فعلتها في هذا الانصاري والرجل الانصاري الكامل شجاعة وزهدا وورع وتقوي ويقين..

والامير لايأبه باي حال هو فيه فهو مع الله دائما حتي وهو الان في غيبته الروحية علي قدم ابتلاء نبي الله ايوب (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب)،،


وحينما اخرجني ذلك الكلب من كلاب الامن من زنزانتي في اخر الليل الي ساحة التعذيب رايته يغدو ويروح وينحني الي الارض ثم يرتد واقفا وهو مرتبك ارتباكا شديدا يريد ان يلقي علي الوان العذاب ولكن شيئا ما يمنعه من ذلك وظل علي هذا الحال مدة من الزمان ثم مالبث ان ردني الي زنزانتي دون ان يعذبني وما ان انصرف الرجل وكان الليل قد ارخي سدوله ولاتسمع سوي صرير الريح علي الابواب سمعت صوت الامير يأتيني من الزنزانة من علي الجانب الايمن…. ياعمار من قبيل ماسك ليك السبحة.. ان لصوت الامير نبرات مؤثرة ووقع في النفوس وهو صوت قوي مملؤ باليفين مشبع بالقوة والرجولة وكان الامير في ملابسه الناصعة البياض في كل حين رجل ينتظره الزمان يأتي علي صهوة جواد القدر يحمله الزمان والانصار يهللون ويكبرون..

الله اكبر ولله الحمد.. ليستدير الزمان دورته وتتهيأ الامة للاطلالة البهية للغائبين الحاضرين سليلي الدوحة النبوية الطاهرة واحفاد الحاج شريف كرام من كرام من كرام.


ويقتلون احد المعتقلين في بيوت الاشباح والذي جئ به من مدينة الابيض ويموت الرجل من شدة الرعب والخوف ويخرجوننا من الزنازين الي الجانب الأخر من المكان حتي لانري مشهد اخراجهم لجثمان الرجل الخمسيني وليخفوا جريمتهم ومعالمها ولكن الامير لايتركهم لحالهم فيتمطي وقد وضع يديه المقبوطتين علي بعضهما علي عنقه تحت راسه ويقول لهم.. الليلة قصتكم دي موت عديييل.. فيضطربون ويقولون له تقصد شنو.. والعبارة في ظاهرها التعب وفي باطنها جريمة القتل.


اي والله انه الامير نقد الله رجل بقامة هذا الوطن كله اكرمنا الله اذ كنا معه والاستاذ سيد احمد الحسين والمناضل يوسف حسين رجال قل الزمان ان يجود بمثلهم وطنية ورجولة وثبات اللهم فاشف عبدك الامير.

التعليقات مغلقة.