لقد سخَطَهم الله وأخزاهم

لقد سخَطَهم الله وأخزاهم
  • 31 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

د. بشير إدريس محمدزين

• شيئاً فشيئاً بدأنا نستوعبُ أن الإنقاذ عندما اجتهدت أن تصادر حرية الاختيار، والسمع، والإرادة، والرؤية، والتفكير من الشعب السوداني لم تستثنِ في ذلك أحداً قط..لقد (درشت) الناس جميعاً درشاً، (وقشَّتهم) قشّاً، (وكسحتهم) كسحاً، (ومسحتهم) مسحاً على قول (سعادة الوالى أحمد هرون)..ولم يسلم من (كسحِها) هذا حتى أتباعها، ومريدوها، ومهووسوها، ومصدقو مشروعِها!! الفرق الوحيد أنها (درشت) أتباعها وهم راضون وسعداء، ودرشت باقي الشعب وهم لها كارهون !!

لقد إستهدفت الإنقاذ بصورةٍ مباشرة، طوال حكمها كسر الإرادة والتصميم عند الشعب السوداني عامةً، وبشكلٍ خاص عند المعارضة، وفي مرحلةٍ مَّا من مسلسل المصادرة، وصل الحال بالمعارضة أن كان مطلبُها قد إنحصر في رجاء (عدم ترشُّح البشير) فقط، على أن يأتي (أي حرامي) آخر غيره من شلة الحرامية في المؤتمر الوطني !! لقد كان (الدرش) وكسر التصميم (نظيفاً) ومُتقناً تماماً !!

سمعتُ مرةً من بعض كبار مثقفينا المعارضين -والإنقاذ في عز جبروتها- يقولون إنَّ القوتين الوحيدتين القادرتين على إسقاط جبروت الإنقاذ هما إما قدرة الله بعزته وقوته تعالى في السموات، أو أمريكا بجيوشِها وجحافلها في الأرض !!

ولقد توهَّم (فراعينُ الإنقاذ) ذات التوهُّم؛ ولكن بمنتهى المباهاة، والفخر، وقالوا، وتيقَّنوا ألَّا زوال لملكهم أبداً، لا بالله ولا بأمريكا..فأمَّا مع الله فلأنهم (عندهم معاهو سِلِك برَّاني) كما قال بمنتهى الوقاحة حسبو محمد عبد الرحمن..
وأما مع أمريكا فإذا كانوا قد أعطَوها -حُباً وكرامة- كلَّ ما طلبت، وما لم تطلب، حتى شبِعت، وتجشَّأت وقالت (بااااااااع).. فلماذا تسقطهم ؟!!!

هكذا إنطلت (وهمة قوة الإنقاذ) على الإنقاذ نفسِها، فصدَّق دهاقنتها أنها بخير، وأنها على القوة الدائمة التي لا يقهرها أحد..
الشريحة الوحيدة التي لم تنطلي عليها تلك الكذبة -وكانت قد تناستها الإنقاذ تماماً والحمد لله- هي شريحة شبابنا وشاباتنا الذين قَلَبوا الإنقاذ على (قدُّومِها)..

مع أن الإنقاذ قد سقطت، ولكن، وبكل أسف، ما يزال هذا (التوهم)، وحتى هذه اللحظة، متيَقناً عند بعض (بسطاء) الإنقاذيين (وعند مخموميهم ممن كانوا في عداد صغار القياديين فيها)..وإذا سألت (مخموماً) من هؤلاء يؤكد لك، بلا تردد، بأنهم باقون، وقادمون لا محالة، ليملؤوا الأرض عدلاً ونوراً، كما ملأها (القحَّاتة) ظلماً وجورا..ولعل هذا يفسِّرُ لنا بالضبط ما عليه حال بعض إخواننا من (فلول الإنقاذيين) من هياج، وهستيريا، ونَزق، ولا معقولية إجتاحت حتى من كنا نظنهم فيهم من الراشدين !!

• خُذ أيَّ إنقاذي، (كوز غالباً) من مجموعة أهلك، أو أصدقائك، أو زملائك في المراحل المختلفة، ممن كنت تظن فيه الرزانة، والرجاحة، والرُّشد، وأنظر كيف أصبح فقط (ماكينة رونيو)، مفرَّغةً لتوزيع الإشاعات، والتخرصات، والتشويشات، وبث أخبار الفتنة، والقلاقل، والأكاذيب، وبلا هوادة !!
لقد أصبح أغلبهم (جداداً بيَّاضاً) يفقِّس الأكاذيب صباح مساء، ولا يتردد !! يوزعونها بنفس الترتيب، وبذات النسق، وفي كل المجموعات الإسفيرية !!
لقد أصبحوا (مناضلي كيبورد) لا غير، تماماً مثلما كانوا يعايرون الناس من قبل !!
لحُسن الحظ أن هذ (الجداد) لا يتجاوز عدده الثلاثة أو الأربعة في كل مجموعةٍ إسفيرية، وأصلاً هذه النسبة هي بالضبط نسبة (الكيزان الإنقاذيين) إلى باقي الشعب السوداني كله، بحمد الله !!

إنها السَّخطة.. ولكن، ويا سبحان الله..إذا كان ثمة ما يعجب في (إخواننا) هؤلاء هو جرأتهم على أمرِهم، ولو كانوا على الباطل !!

• بعض عُقلاء الإسلامويين، كالسيد أحمد عبد الرحمن محمد كان قد نصح إخوانه، وقال لهم: (مشروعنا يا جماعة فشل، وحقو الناس يسردبوا بس).. يسردبوا يعني يقِـرُّون بالخطأ، ويطلبون الصفح من الله، ومن الشعب، (ويقوموا يشوفوا معايشهم).. وكان هذا كلاماً واقعياً، وعاقلاً، ولكن من يسمع؟!!..

لا أحد يسمع، ببساطة، لأنهم انسخطوا.. ولم يتبقَّ لهم غير وسيلةٍ واحدة للتعيُّش الإسفيري..هي نشر الإشاعات، والفبركات، والتخرصات، والفتنة والأكاذيب مثلما يفعل المسخوطون..

• وهذه الحالة (السَّخطية) دواؤها بسيطٌ جداً، فقط مزيد من الديموقراطية..و هي سوف لن تستمر طويلاً، إذ إن الإشاعات لا تعيش أبداً في أجواء الديموقراطية!!
ونبشِّر (إخوانُنا هؤلاء) أن الشعب سيصبر عليهم حتى يتعافَوا من سخطتِهم هذه.. (فمن صبر على الثلاثين لن يغلبه أن يصبر على ما هو دونها)!!

•••

التعليقات مغلقة.