الدوحة تتدثر ” كتاب قلم وكلمة ” بمعرض الكتاب

الدوحة  تتدثر ” كتاب قلم وكلمة ” بمعرض الكتاب
  • 19 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

عواطف عبداللطيف


” ألا تتفكرون ” اقتبست من كتاب الله وسطرت بحروف بارزة زينت اجنحة واركان معرض الدوحة للكتاب في دورته الثلاثون … والاية الكريمة لا تحتاج لكثير أجتهاد لشرحها ولكن أروقة المعرض وأرففه والندوات وورش العمل والاحرف والكلمة. والحوارات وارجل الزائرين الكثر ترجمتها لارض الواقع ..
من الصعب حصر الفعاليات والندوات واللقاءات التي تعقد يوميا ومنذ ان افتتح في صبيحة التاسع من الشهر الجاري بأرض المعارض والمؤتمرات المجاورة لمركز الستي سنتر الشهير والقريب من كورنيش الدوحة
الانطلاقة الأولى للمعرض كانت العام 1972 تحت إشراف دار الكتب القطرية، وهو الاقدم خليجيا . وقد اكتسب الصبغة الدولية بعد نجاحه في استقطاب أكبر وأهم دور النشر في العالم حيث بلغ عددها في أول معرض 20 داراً ليصل الآن الى 335 ناشرا تمثل 31دولة على مساحة 29.000 متر مربع.
ومنذ العام 2010 يقوم معرض الدوحة الدولي للكتاب باختيار إحدى الدول لتكون ضيف الشرف فكانت الولايات المتحدة الأمريكية ثم تركيا، ايران، اليابان، والبرازيل وألمانيا، و جمهورية فرنسا في دورته الحالية .
بينما وصل عدد التوكيلات المشاركة إلى 51 توكيلا عربيا وأجنبيا، وأجنحة الكتب العربية 559، ممثلة بـ228 دار نشر، أما الأجنحة الأجنبية فبلغ 91 جناحا ممثلة بـ35 دارا بينما عدد دور النشر للأطفال 72 دارا، ليصل العدد الإجمالي إلى 797 جناحا.
وهناك مشاركة واسعة لدور النشر القطرية الخاصة، مما يعني انطلاقة حقيقية وقوية لصناع الثقافة والنشر محليا في ظل تشجيع واضح للمبدعين والمؤلفين الشباب وهذا المهرجان او العرس ان صح التشبيه يعتبر محطة سنوية مهمة سواء للمثقفين والمبدعين القطريين أو لنظرائهم في الوطن العربي وخارجه، حيث يلتقي الناشر والمؤلف والقارئ، ليعبروا معا عن الأفق المشترك لتطوير الثقافة العربية والابداع الإنساني على السواء.
وكان وزير الثقافة والرياضة القطري صلاح بن غانم العلي وصف هذه التظاهرة بأنها ستكون مميزة، وليست محطة لبيع وشراء الكتب فقط لكن مكانا للتفكر، إذ سيشهد المعرض تنظيم فعاليات متنوعة لتعزيز الحوار وتبادل الأفكار وتحفيز التفكير وطرح الأسئلة والبحث عن إجابات للقضايا الراهنة.ولفت إلى أن المعرض رسخ مكانته كقبلة لمحبي المعرفة بشتى أصنافها وحافز للبحث عنها، من خلال مشاركات جادة للناشرين المميزين وتفاعل كبير بين المثقفين من قطر وخارجها، ويدل ذلك على هذا الأرقام القياسية لدور النشر والصوالين الثقافية واركان ومقاهي المناقشات والعزف علي الاوتار الموسيقية الهادئة وتناول المرطبات والقهوة العربية بالهيل والزعفران والاصدارات التنويرية بجداول الفعاليات
ويشمل البرنامج الثقافي لمعرض الدوحة للكتاب 18 ندوة ومحاضرة، منها “تعزيز التراث لبناء مستقبل أفضل” التي يتحدث فيها رئيس مركز الآثار الوطنية الفرنسية فيليب بلافال، وندوة “الثقافة التركية بين العمق التاريخي والانفتاح الحضاري”، وحفل تدشين الهوية الجديدة والعضوية للملتقى القطري للمؤلفين، وجلسة حوار المسرحيين، ولقاء وزير الثقافة والرياضة القطري بالكتاب في نهاية المعرض.
كما يشمل تسعة عروض مسرحية وست أمسيات فنية وأدبية، و شعرية بمشاركة شعراء من قطر وخارجها، إضافة إلى أمسية موسيقية فرنسية.
وعلى هامش المعرض، تنتظم 13 ورشة تدريبية تتنوع بين حقول التربية والتنمية الذاتية والقراءة وتطوير مهارات الكتابة واللغة ، ومن أبرزها ورشات في أسس بناء الهوية الوطنية، و التخطيط الشخصي وورشات خاصة بالنساء وللاطفال نصيب واسع واركان لممارسة فك حروف الهجاء واللعب والتجريب والتشكيل والرسم وبرغم ان الزوار يشكون ارتفاع اسعار الاصدارات إلا أن الايادي لا تخلوا من احتضان عدة كتب والبعض يتبعه حمال بازياء مميزة بشعار المعرض كخدمة تسهل حمل الكتب واللافت عدد الزوار بجناح المكتبة التراثية لعبدالعزيز الهاشمي والتي تزخر بكتب وصحف قديمة وقد استضافت الاعلامي والباحث المعروف سعد الرميحي رئيس تحرير مجلة الصقر الرياضية التي توقفت والتي صدرت اوائل السبعينات وحققت انتشارا عربيا ودوليا لافتا وقد ذكر الضيف ان السودان والعراق كانتا من اكبر الاسواق وربما هذا ما يدلل علي مقولة ” القاهرة تؤلف ولبنان تطبع والخرطوم تقرأ ” هذه المقولة القديمة الحديثة ولا أدل عليها من فوز اكثر من رؤية او قصة او منتج سوداني في الاونة الاخيرة تزامنا وثورة ديسمبر التي من المنظور ان تعيد تسطير اسم الخرطوم لادوارها الثقافية والعلمية كرائدة يحق لها الانتشاء بمكونها وامكانياتها الغائرة في متون النهم للمعرفة والريادة المجتمعية واعد القراء بعرض كتاب ” نودار دومبادزه ” الملازم كوكاراتشا ” مجموعة قصص جورجية دشنت بجناح وزارة الثقافة القطرية بحضور سفير جورحيا اول امس وكان قد ترجمها للانجليزية كما ذكر سفير جورجيا الشاعر السوداني المعروف د عبدالرحيم أبو ذكرى العام ١٩٨٧ انطلاقا من حبه للأدب الجورجي إلا انه لم يتمكن من نشرها حتى وافته المنية في العام ١٩٨٩ بموسكو وها نحن وتباشير العام ٢٠٢٠ والدوحة تضيء بشعاع نور الكتاب والقلم والكلمة ليكون هذا المولود المترجم بين ايادينا لتنشره الدوحة وتقرأه الخرطوم وكل العواصم التي أبت إلا ان تكون إضاءة وشعلة استنارة لانسانها

اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com.

التعليقات مغلقة.