مسيرة الثورة السودانيه من يعطلها؟

مسيرة الثورة السودانيه من يعطلها؟
  • 23 يناير 2020
  • لا توجد تعليقات

غازي البدوي


منذ ان خلق الله الانسان وجعله خليفته فى الارض انزل الدين وارسل الرسل ليرسوا مكارم الاخلاق ليتعايش الناس فيما بينهم بقيم ومواثيق قيدت بالحلال والحرام وامور اخرى تركت لمقياس المستحب والمكروه وبالتالى فان من ينكر الدين اويتنكر له فهو حتما يسقط الاخلاق من حساباته ويفعل مايشاء اتباعا لهوى نفسه وكما قال الحاج وراق فان من ينفى وجود الله فقد اسقط الوازع الذى يردعه اخلاقيا فى اشارة للشيوعيين ولكنه افصح عن الكيزان الذين وضعهم فى ميزان متساوى معهم لانهم جعلوا هواهم هو الدين فما استحسنوه هو الخير حتى وان كان قتل النفس التى حرمها الله وما استقبحوه هو الشر وان كان اطعام المساكين فسقط كليهما من ميزان الاخلاق من انكر الدين ومن ادعاه وهو ما جعلهما يتطابقان فى السلوك ويختلفان فى الزى فاؤلئك حمر وهؤلاء خضر وكلهم شموليون استعلائيون اقصائيون فاسدون يدعون العفة زورا وفاجرون فى الخصومه ويستخدمون اعلام الفواتى فى محاربة الآخر المختلف معهم بتشوية سيرته بالتزوير والتلفيق والكذب ومحاولات قتل الشخصيه كما يفعلون مع الامام الصادق المهدى دون حياء ولاخوف من عقاب الله ولكنه لم يهتم بذلك وظل سائرا فى دربه شامخا لايلتفت للصغائر.


فقد الكيزان السلطة بانحياز القوات المسلحه والدعم السريع للشارع الثائر واقتلعت اللجنة الامنيه البشير من كرسى الحكم الذى تسمر فيه ثلاثة عقود كالحات عاشها الشعب فى ظل القهر والقتل والدماء والتعذيب ومر العيش وكان الحزب الشيوعى هو آخر الموقعين على ميثاق الحرية والتغيير بعد انتصار الثوره كانه كان يستبعد سقوط الكيزان او كان متحالف معهم خصوصا انهم روجوا ان الثورة يقودها الشيوعيين الذين جا حزبهم ورا وحدق الضرا وسرعان ما بدأ بث شعاراته فى ساحة الاعتصام محاولا الهيمنة عليها وعمد الى التصعيد البليد والتحرش بالعساكر خصوصا قوات الدعم السريع حتى بلغ الامر منطقة كولمبيا واصبح مهددا امنيا للثوار وللجيش وبدأت كتائب الظل هجوماتها الغادرة وقتل الثوار وبعض العساكر وعندما سعى تجمع المهنيين لاقناع الثوار بعدم جدوى التصعيد الذى سبقهم عليه الامام الصادق المهدى بدأ اعلام الفواتى تناولهم بالهجوم والاستهداف الى ان حلت فاجعة فض الاعتصام والذى كان ينبغى ان يكون سلميا كسلمية الثوره وحضاريا كتحضرها ولكن الشيوعيين ارادوا غير ذلك جريا وراء كسب حزبى ولو على حساب دماء وارواح الشباب واذكر هنا حسرة الفريق ياسر عطا حين قال( كنا نتمنى ان نحتفل بفض الاعتصام احتفالا يليق بعظمة الثورة ) نعم كان ذلك ممكنا ولكن الحزب الغشيم اراد غير ذلك كانما عمد لان يعطى اشقائه الكيزان الفرصة لالتقاط انفاسهم والانقضاض على الثورة وبالفعل هذا ما حدث فهو لم يقبل بالاعلان السياسى ولم يعترف بالوثيقة الدستوريه وبذلك وضع نفسه خارج اطر المرحلة الانتقاليه ومع ذلك يصر على التكويش على مؤسساتها وهذا لايفهم الا فى نطاق السعى لتعطيل مسيرة الثورة وشل الحكومة الانتقاليه.


عمد كذلك على الدعوات المتكرره للتظاهر والاحتشاد بالتوافق مع دعوات الكيزان 30 يونيو و21 اكتوبر وحتى بعدما بدأ الكيزان مسيراتهم الاخيره ظل الشيوعى يدعو للتظاهر رغم علمه التام ان اى تظاهرات لاتخدم الا اجندة الردة .


هذه الثورة المباركة قادها نداء السودان وتجمع المهنيين عندما توافقوا على تحويل المذكرة المطلبيه الى مذكرة سياسيه وتحويل وجهة مسيرة موكب المهنيين من البرلمان الى القصر وبالتالى ينبغى ان يوضع هذا فى الاعتبار والحزب الشيوعى يدرك ذلك تماما ولذلك بدا هجومه مستخدما اسلوب الفواتى على تجمع المهنيين ليبعده عن ساحة الفعل ويبقى هو الفاعل المتحكم فى لجنة تسيير قوى الحرية والتغيير لانه يسعى لسلطة مستدامة عبر الفترة الانتقاليه او اعادة البلاد الى مربع الانقلابات مرة اخرى.


من هذه الحيثيات فان الحزب الشيوعى ليس له ادنى حق فى فرض رؤيته على قوى الحرية والتغيير والشارع الذى يهدد باخراجه ان لم تنفذ مطالبه هو حتما ليس شباب الثورة بل هم قوى الرده ولهذا على تجمع المهنيين التقاط القفاز وقبول التحدى فاما ان يعترف الحزب الشيوعى بالاعلان السياسى والوثيقة الدستورية او يغادر قوى الحرية والتغيير التى يجب ان تتم اعادة هيكلتها وكتابة ميثاقها والتوقيع عليه ليكون ملزما للاطراف الموقعه وعلى تجمع المهنيين ان لم يكن لبعضهم هوى شيوعيا ان يتصدوا لهذا العبث فالشارع السودانى لايعترف لاحد غيرهم هم ونداء السودان بقيادة هذه الثورة المباركة.


تعتبر المرحلة الحاليه من اخطر مراحل الثورة لانها مرحلة العبور وهو عبور لبحر متسجر تتلاطم امواجه ويقذف حممه بين الفينة والاخرى فى شكل تلفتات امنيه وتمرد عسكرى وانفلات فى الاسعار ومضاربة فى الدولار وافتعال الازمات قسرا فى المواد التموينية والمواصلات لاثارة الشعب حتى يكون صيدا سهلا للزحف الاغبر ناسين ان مرائر الانقاذ لازالت علقما فى الحلوق تغصها كلما جاءت سيرة الكيزان مما جعل الناس يصرحون حتى وان حصدهم الجوع فلن يعود الكيزان لان يموتوا احرارا افضل من عيشهم اذلاء تحت حكم الكيزان الذين اذاقوهم الامرين.


الحكومة الانتقاليه تحتاج لدعم الشارع والوقوف معها بصلابه حتى تتخطى هذه العقبة وبشائر الفجر بدأت تلوح كما على الشباب القيام بدورهم الرقابى على الجشعين من اصحاب المخابز كما على الحكومة شن حملة على التجار لكبح جماح الاسعار ومراقبة الواردات وحظر الكماليات التى تعتبر اكبر مشجع لتجارة الدولار .


لم يعد سرا عدم تعاون افراد جهاز الامن مع الحكومه وعرقلتهم لمشروع قانون ازالة التمكين باخفاء المعلومات عن المختفين والمضاربين فى سوق العملات والمهربين والهاربين من منتسبى النظام البائد بتحريض من ضباط الجهاز الذين اغلبهم ان لم يكن كلهم مؤتمر وطنى ويعملون على تعطيل الحكومه تمهيدا لعودة اولياء نعمتهم للحكم فقد فقدوا اغلب امتيازاتهم التى كانت تمنح لهم على حساب الغلابه وفقدوا بطشهم وسطوتهم على المواطنين العزل وظلت قيادات المؤتمر السجمى تنشط بينهم تذكرهم بمجدهم الذى افل ولابد ان يعود ليترفهوا ويتنعموا وهؤلاء البسطاء يحتاجون لعلاج واعادة دمج فى الحياة فلابد من تنويرهم واستنهاض القيم فى دواخلهم واحياء الوطنيه ومعانيها حتى يفهموا انهم يعملون من اجل الوطن وليس من اجل حزب ظالم فاسد افل نجمه للابد فيستوعب منهم من ثاب لرشده ويسرح من ابى واستكبر على ان تتولى الاستخبارات العسكرية ومباحث الشرطه المهام الامنيه وسد الثغرات التى تركها هؤلاء مشرعة تشجيعا لخلق الفوضى والتفلتات الامنيه وهذا الجانب يجب ان يوليه الشريك العسكرى الاهمية القصوى لانهم يتحملون مسؤلية امن البلاد.


من ناحية اخرى على رئيس الوزراء افاقة وزرائه من سباتهم للعمل على اقصاء ركائز التمكين فى الخدمة المدنية ومراقبة انشطة المصارف التى تمول المضاربين فى سوق العملة وفى السلع حتى يتم كبح جماح الاسعار التى اصبحت تزيد على مدار الساعة دون اى مبرر سوى الحرب على الثورة بالتضييق على المواطن فى ظل غياب الرقابة على الاسواق والمتاجر وعدم تحديد تسعيرة موحده لبيع السلع واصبح كل بائع يبيع بمزاجه لايرقب فى المشترى الا ولا ذمة ولايخاف الله فيه.

الوسوم غازي-البدوي

التعليقات مغلقة.