الهلال والاهلي والشغب الجماهيري

الهلال والاهلي والشغب الجماهيري
  • 02 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

استغربت جدا لتصريحات مسؤولي النادي الأهلي المصري و هم يتحدثون عن عدم الأمن في استاد الهلال ليلة البارحة وعن تقديمهم شكوى بهذا الخصوص للاتحاد الافريقي ، فالشاهد ان الأجهزة الأمنية قامت بالواجب و زيادة في تأمين المباراة بطريقة لم تحدث في كل تاريخ السودان ، وأعتقد أن جميع وحدات الشرطة و الجيش و الدعم السريع الموجودة بالخرطوم بالامس قد تم حشدها لتأمين هشه المباراة من الداخل و الخارج و كل ذلك من أجل أن لا يتعرض احد الضيوف من طاقم فريق النادي الاهلى ولاعبيه وطاقم التحكيم والمشجعين المصريين ، و هو ما نجحت فيه الأجهزة الأمنية بامتياز رغم بعض التفلتات والتوقف الذي حدث في المباراة .

جماهير الكرة السودانية لا تقارن اصلا بجماهير الكرة المصرية في مضمار الشغب الجماهيري ، فالتاريخ والحاضر يشهد بأن المباريات كانت تجري في السودان و يحضرها المشجعون في عز أيام الثورة وفي غمرة الانتفاضة الجماهيرية ضد المخلوع ، ولم يحدث طوال فترة الثورة السودانية أي شغب يذكر في اي مباراة سودانية او افريقية للدرجة التي تصل إلى إصابة او اغتيال مشجع ، بينما يشهد التاريخ بان الجماهير المصرية قامت بأحداث شغب متكررة ومؤسفة ايام الثورة المصرية راح ضحيتها عشرات المشجعين ، مما دفع السلطات المصرية إلى إصدار قرار بعدم دخول المشجعين إلى مباريات كرة القدم و هو قرار استمر لمدة ثلاث سنوات ، فلماذا يستنكر طاقم الاهلى المصري الوجود الأمني من أجل تطمينهم هم اولا بأن الأمور تحت السيطرة وان ما حدث لهم في مصر لن يحدث في السودان !!

شغب الجماهير المصرية ابتدأ في أبريل ٢٠١١ باقتحام الملعب في مباراة افريقية بين الزمالك المصري و الافريقي التونسي وهو الاقتحام المشهور بموقعة( الجلابية ) ، ثم توالت اقتحامات الملاعب في الاسكندرية وبورسعيد و المحلة ، وفي الأول من فبراير ٢٠١٢ وقعت مذبحة بورسعيد في مباراة بين فريقي المصري و الأهلي و التي راح ضحيتها ٧٤ مشجعا و مئات الجرحى، واستمرت الأحداث بين منع للجماهير من الحضور و السماح بحضورها حتى جاءت أحداث مباراة الزمالك و انبي في فبراير ٢٠١٥ و التي راح ضحيتها ٢٢ مشجعا .

ما حدث في مدرجات الكرة بمصر نتيجة الثورة المصرية لم يحدث في السودان بعد الثورة السودانية ولن يحدث ، لذلك على مسؤولي النادي الأهلي المصري ضبط النفس والتصريحات ، والاحتفاء ببطاقة التأهل التي جاءتهم نتيجة أخطاء الحكم والتغييرات المتكررة للمدربين التي شهدها الهلال في الفترة القليلة الماضية ، وبالمقابل يحق لنادي الهلال ان يحتفي كذلك رغم الخروج من السباق الأفريقي بما قدمه من عروض كروية جيدة في هذه المسابقة .

جماهير الكرة السودانية بالامس رسمت لوحة مؤازرة للهلال من مختلف الأندية بما فيها الند التقليدي المريخ وهي لوحة وطنية خالدة شوهها الخروج من البعض على الخلق الرياضي و قذف الملعب احتجاجا على قرارات الحكم ، وأعتقد أن التعبئة الإعلامية كان لها دور في شحن هذه الفئة من الجماهير وجعلها مؤهبة لمثل هذه التصرفات و هو ما يجب التفطن له مستقبلا ومعالجته . المظاهر العسكرية كانت بحجم ضخم لا داع له ، وإن كان هو تقدير الأجهزة الأمنية والعسكرية الا انها كانت مبالغ فيها ويبدو انها كانت تستهدف بث الاطمئنان في نفوس الضيوف وليس العكس كما ادعى طاقم النادي الاهلى .

نبارك للاشقاء المصريين و لجماهير فريق الأهلي المصري و هاردلك للهلال و القادم أحلى بكل تأكيد للكرة السودانية بعد استقرار الأوضاع لحكومة الثورة وتنظيم العمل الرياضي بصورة تزيد من التأهيل والتدريب والدعم لمنشط كرة القدم الرياضة الأضخم والأشهر في العالم .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.