أن يزورك أستاذك في الهاتف

  • 09 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد ود قاسم


إحساس غريب انتابني وأنا أنظر إلى اسم أستاذي الطيب عبد الحميد يظهر على شاشة هاتفي ظهر اليوم . ابتدر التحية ببيتي شعر ، وكنت أنا من الذين أدمنوا قراءاته الشعرية والأدبية . أستاذ الطيب إنسان كامل الإنسانية ، متميز في كل تعامله . كان أستاذا في اللغة العربية، آدابها وقواعدها وفنونها . كان أفضل من يربطك بالمكتبة المدرسية ، وكنا نتسابق على استلاف الكتب طمعا في الحصول على بعض معارف الأستاذ الطيب . أستاذ الطيب كان معلما بالمدارس الوسطى ، أيام سطوتها . التقيناه في مدرسة 24 القرشي الوسطى في أيام عز مدينة 24 القرشي . كان أستاذ الطيب يشاركنا كل الأنشطة المدرسية ، يحب لعبة الكرة الطائرة ، ويقضي معنا أطول وقت ممكن . ويشرف على الجمعية الأدبية ، ويتولى الإشراف على إحدى الداخليات . يتحمس لفريق داخليته كأنه أحد طلابها ، لكنه يبتسم في كل الأحوال . يبتسم للنصر ، وللهزيمة . استاذ الطيب مدرسة كاملة ، أدبا وخلقا ووسامة مع طيبة في النفس . لا أذكر أبدا أنني شهدت أستاذ الطيب يعاقب أحد تلاميذه عقابا بدنيا . كان يكفي أن يكلمك ، ينبهك ، أو يبعث إليك برسالة فيها عتاب تراها مرتسمة على وجهه الصبوح .
أستاذ الطيب كلمني منتصف النهار وهو في كامل وسامته ، بنفس الروح التي تقطر أدبا وشعرا وسماحة . تلقيت المكالمة بنفس روح التلمذة ، فلا أحد يمكن أن يكبر في حضرة الأستاذ الطيب عبد الحميد . كلمت أولادي ، وزوجتي وبعض ضيوفي بخبر زيارة أستاذ الطيب لي على الهاتف ، فتبسموا جميعا ، وأطلقوا من خشبة مسرحهم : يا سلااااااام .
وليست هذه أول مرة أكتب فيها عن الطيب الطيب ، فقد سبق أن كتبت عنه في موقع سودانيزاونلاين قبل بضعة سنوات، شكرا لأستاذ الطيب عبدالحميد ، وربما أن الطيب يستحق منا التكريم كله والتمجيد كله ، وله صفاء نفوسنا تجاهه ، وحبنا له . وله الصحة والعافية .

الوسوم محمد-ود-قاسم

التعليقات مغلقة.