فوضى الاسواق والاسعار

فوضى الاسواق والاسعار
  • 18 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري


___
ما يحدث في أسعار السلع والخدمات في اسواق السودان شيء يفوق الوصف . هناك فوضى بطريقة لا يستوعبها العقل البشري … الاسعار لا تزيد فقط بل تتضاعف على رأس كل ساعة .

أضرب لكم مثالا واحدا وقس على ذلك كل المواد … طن الاسمنت يوم الاحد كان بمبلغ 18 الف جنيه … بعد أقل من 24 ساعة اي يوم الاثنين ومع بداية اليوم أرتفع سعره الى 20 الف !!!!

ما الذي يجري في الاسواق ؟؟ لا يمكن ان يقنعني احد ان هذه الكارثة سببها ارتفاع سعر الدولار . حتى الدولار نفسه لم تعد عملة مبرئة للذمة .. الدولار اصبح سلعة مثلها ومثل الطماطم والبصل وهذه هي المشكلة .
لا يمكن ان تشتري الدولار اليوم لتعرضه غدا للبيع وبسعر اعلى .

هل ستقف حكومتنا الانتقالية في موقف المتفرج من هذه الفوضى العارمة في الاسعار ؟؟!! . وهل ستصر ان ما يحدث هي النتيجة الحتمية لسياسة التحرير الاقتصادي والمتبعة منذ ان اقرها سيء الذكر عبد الرحيم حمدي .

الكل يعلم ان سياسة الاقتصاد الحر لا يمكن ان تنجح في ظل اقتصاد الندرة واحتكار السلع والخدمات . الشرط الاساسي لنجاح التحرير الاقتصادي هو الوفرة في السلع والخدمات ونحن بيننا وبين سياسة الوفرة سنين ضوئية .

وزير المالية واهم اذا اعتقد ان العرض والطلب هما العاملان الاساسيان في كبح جماح الاسعار الملتهبة .

عدم تدخل الدولة وتركها الحبل على القارب للتجار والشركات الموردة للسلع والخدمات ستأتي بنتائج وخيمة جدا وربما نصل الى نقطة اللاعودة ..

مثلا لماذا يرتفع سعر الاسمنت ؟؟ لماذا يرتفع سعر السكر بهذا الشكل الجنوني .. وما هي المبررات … وتبقى المصيبة اعظم اذا علمنا ان ادارة سكر كنانة دفعت حوافز للعاملين في المصنع لتحقيقهم نسبة إنتاج عالية وغير مسبوقة في تاريخ المصنع القريب ورغم ذلك يتضاعف سعر السكر في السوق … اي مصيبة هذه ؟؟!!

على الحكومة ان تعلم ان الامر اصبح فوق حد الاحتمال وان الحكومة وبصمتها المريب تجاه هذه الفوضى انما تقود نفسها لحتفها لا محال في ذلك .

على اقل تقدير على وزارة التجارة و وزارة المالية ان تتدخلا في تحديد اسعار السلع الاساسية . مثلما تحدد الحكومة سعر الخبز وسعر البنزين في استطاعتها ايضا ان تحدد سعر السكر وسعر الزيت وسعر الادوية ..!!

نحن لم نطلب من الحكومة ان تحدد لنا سعر كيلو البامية او كيلو الطماطم .. نحن نطلب تدخلها في السلع الاساسية على اقل تقدير .

هل يعقل ان يترك الاخ مدني وزير التجارة كل هموم واوجاع التجارة وفوضى الاسواق ويكون همه الوحيد متابعة الخبز لدرجة مروره على مخابز العاصمة منتصف الليل للمراقبة ؟؟!!! من الذي أعطاك هذه الفكرة الغبية ..؟؟

أسعار الزيت والسكر والالبان والادوية تطحن المواطنين طحنا وانت تفرغ نفسك وجهدك ووقتك في متابعة الافران والدقيق حتى منتصف الليل .وكأن تعيينك في هذه الوزارة الحساسة والمرتبطة بمعاش الناس فقط من اجل رغيف الخبز …… يا للهول !!!

اذا لم تتدخل الدولة وعلى وجه السرعة في ايقاف هذه الفوضى وردع المتلاعبين بمعاش الناس من التجار والوسطاء والسمسارة فإن القادم سيكون سيئا …

ولا اعدو الحقيقة في شيء اذا قلت لكم اننا على بعد أمتار قليلة جدا من ثورة الجياع .
واذا إندلعت ثورة الجياع فأنها لا تبقى ولا تذر
أللهم بلغت …أللهم فأشهد


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.