من الذي يدير الدفة

من الذي يدير الدفة
  • 23 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

علاء الدين الدفينة


(1) توصلت لجنة نبيل اديب لكافة الحقائق حول فض الاعتصام … والحقائق التي شملها التقرير تمثل الحقائق… ولكن نشرها يحتاج من نبيل لشجاعة الامام علي وقوته… فان نشر غيرها أرضى اصحاب الاغراض والهوى… وان نشرها كما هي سيؤرخ التاريخ لنبيل بأنه نبي من أنبياء (أهل الفترة).. ونبيل بحاجة الى معجزة اخلاقية حتى يخرج من سعة (ضب) (الجحر) الى براحات (جحر) (الضب) ويرضي ضميره والحقيقة والتاريخ.
…….
(2) اغلب دول العالم تنظر بعين الريبة للجواز السوداني وحامله.. ليس لأن الجواز محل ازدراء وليس لأن حامله محل شك.. لكنها مخلفات نظام البشير… وبصمت تام تعمل اللجان المكلفة بكل ملفات الانهيار العظيم الذي خلفه نظام البشير وعصاباته… الحقائق صادمة… صادمة للغاية… ان قلم الهالك عمر البشير جرى بالتوقيع الشخصي مانحا الجواز والجنسية السودانيين لأكثر من 13000 ارهابي… وتجري المعالجات على اوسع نطاق لتلافي الكارثة.. وبصمت تام… والرقم اعلاه لا يشمل كل من حاز على هذه (العطايا الرشيدية) (والمنح الهارونية) اذ ان أمير المؤمنين منح في شيك واحد فقط عامله على ولاية (قطاع غزة) خالد مشعل مبلغا وقدره ثلاثون مليون دولار من حر مال شعبنا المسحوق… والمبلغ تمت مصادرته من حقيبة مشعل في معبر رفح.
بصمت تام تجري المعالجات… فهي أشياء لا تقال.
……
(3) مليارات الدولارات المتحركة من حساب الى حساب ببنوك العالم تخص شعبنا… اعترافات مهولة من ارباب العصابة تقود لخيوط صادمة وحقائق مذهلة.. ولجان الحكومة منهكة وهي لا تقوى على التزود بدقيقة للاستجمام.. وبعض الدول تبدي استعدادها للمساعدة في رد الحقوق (لشعبها)… وبصمت تام… لانها اشياء لا تقال.
……
(4) ما يحدث الان من فوضى بإسم الثورة لا يحتمل أي تصنيفات من باب (الصدف) أو من فئة (التفلتات).. ما يحدث هو برامج وخطط مدروسة جدا خطوة تلو خطوة وفي طريقها للتطور وهي في طاولات تعتني بها وبإخراجها… اذ ان ما يحدث مما لا يقال يضرب المنظومة الدولية للارهاب الاخواني في اعمق الاعماق وينسف فسادهم نسفا ويغير مجريات التاريخ… فحتى قبل عام فقط كانت بلادنا بالنسبة لهم مرتعبا وفردوسا خصيب… ثم ضاع الامس منهم.
…….
(5) في أكتوبر الماضي ابتدر البعض وبإسم الثورة حملات ممنهجة لتعطيل الحياة المدنية تحت ذريعة المطالبة بالدولة المدنية (كلمة حق يراد بها باطل… والمقاومة حمالة اوجه)… وبنفس العنوان قاموا باحتلال بعض المحليات وتعطيل العمل بها وكاد الامر ان يتطور للاسوأ لولا حكمة بعض القيادات الميدانية التي نجحت في امتصاص الصدمة.
ان من يتحدث باسم الثورة كان يعلم ان وثيقة الثورة قد حددت يوم 17/11/2019 تاريخا لانفاذ متعلقات الحكام المدنيين… فمن الذي سعى في اكتوبر لتعكير صفو الوثيقة قبل التاريخ المضروب للتغيير والمتفق عليه؟.
…….
تحدثت الوثيقة والاتفاق السياسي عن 6 شهور لمفاوضات السلام… وهو خلل سياسي اربك التاريخ اعلاه والذي ينص على تعيين الحكام المدنيين… فهل كان الاجدى الصبر على القيادة التي تسنمت زمام الثورة ام الانقلاب عليها باسم الثورة؟… ان الثورة المضادة للاخوان المسلمين تلعب على نفس الوتر وفي نفس الميدان… وباسم المقاومة تلهب في الشوارع… فاين مقاومتنا… واين مقاومتهم… ومن يقاوم من… ومن يثور على من؟؟ هذا الخلط في اوراق اللهيب الذي بدأ يتمدد في الشوارع باسم الثورة والمقاومة بحاجة الى (وداعية) تسهم في تشخيص الواقع وفحص الاوراق.
…….
(6) في خطوة اخرى اشتعلت الفتن الاثنية والقبلية بغرب وشرق البلاد في عدة مناطق ومدن وقرى ببلادنا الحالمة بالسلام والحرية… وفقدنا نفرا عزيزا من ابناء شعبنا… وتم احتواء الاحداث باعجوبة.
صاحب ذلك ارتفاع مهول في قيمة العملات بالاسواق الموازية وتجارهم يبيعون الدولار في شوارع القصر.. وقفزت اسعار السلع قفزات جنونية… واشتعلت بعض المدن (مطالبة بالخبز) (وهي نفس المدن التي ركلت الخبز عند اندلاع الثورة وطالبت بالحرية).
في الاثناء يخرج الاف المنظمين تحت مظلات العصابات يجوبون شوارع البلاد ويسطون ناهبين للمارة تحت تهديد السواطير والسكاكين… الملفات الرسمية تؤكد انهم عصابات (منظمة) والملفات الصادرة من أقبية جهاز الامن تؤكد انهم متدربين ولهم صلات ببعضهم… وبعضهم منتسب لقوات نظامية… وتاريخ تنظيمهم يمتد للعام 2006 وان المجموعة الاولى منهم تدربت في دولة جارة من الناحية الشمالية… والمجموعة تضم 15 فردا هم قوام القيادة.. وانتشارهم يشمل كل العاصمة.
وبصمت ايضا تجري المعالجة.
……
(7) صاحب ذلك الاعلان عما يسمى بالزحف الاخضر للثورة المضادة وفلول النظام… في عدة مدن وبعضها يشهد انتشار مليشيات تمثل قوام كتائب الظل التي كان احمد هارون احد قياداتها… في الفولة… وتجري احداث دامية في مدني… واخرى في الخرطوم.
وفي نهار ومساء اليوم التاريخي لمحاكمة قتلة الشهيد الاستاذ احمد الخير تندلع احداث عنيفة من عمق الثورة وباسم الثورة وضد الثورة كان يمكن ان تتطور ويهرب القتلة اثناء الاحداث اذ تمت محاصرة المركبات التي كانت تقلهم من قاعة المحكمة الى الزنازين… وتنطلق عبوات الغاز من القوة الامنية التي كانت تحرسهم… وتعم الفوضى… فمن الذي اثارها؟.
……
(8) وفي 14 يناير ينطلق الرصاص في شوارع الخرطوم وتعلن الدولة تمرد قوة من الامت هي ادارة العمليات المحلولة وفق خطة تهدف الى اعادة الهيكلة… والخطة تشمل كل القوات النظامية… وكاد الامر ان يتطور للاسوأ لولا الحسم العسكري الذي واجهت به الدولة هذا (الانقلاب)… وفي الوقت الذي وجه فيه تجمع المهنيين وقوى قحت نداء للشعب بالتزام المنازل نزل البعض لمواقع الاحداث مشكلين ستارا بشريا وخنادقا مدنية حالت دون المعالجة الانية وبالصورة المطلوبة والحسم اللازم… من هم قوام هذه الدروع البشرية المدنية التي احتمى بها الانقلابيين؟… ومن هم الذين انجرفوا وراءهم ونزلوا للشوارع مساندين (بغباء) وباسم الثورة والثوار والمقاومة والمقاومين؟.
…….
(9) ثم ياتي كشف الجيش الذي احال مجموعة من الضباط للمعاش ومنهم اصدق العناصر الوطنية… وتضاربت المواقف ما بين تبريرات الجيش ونداءات الثوار… وخرجت المواكب المؤيدة للضباط الوطنيين… ومواكب الثورة التي اسقطت النظام لم تشهد مطلقا اي تفلتات او تخريب… لكن المواكب الاخيرة لم تخلو مطلقا من ذلك… فمن هم الذين عاثوا تخريبا من داخل هذه المواكب وباسم الثورة والمقاومة؟.
……
نحتاج الان وفي هذا التوقيت للقيادات الواعية.
فبعض من كان ينادي شكرا حمدوك اصبح يصرخ سحقا حمدوك.
من هنا يبتدئ الانزلاق… من هنا يظهر اختلاط (الحابل بالنابل)… ومن هنا نبدأ بالتساؤل :
من الذي يدير الدفة؟.

التعليقات مغلقة.