جولة في شارعنا الواعي

  • 05 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

مرتضى التجانى

أشكر أنَّ سيارتى تعطَّلت صباح اليوم فى الطريق الى شرق النيل او (شرشر) كما يحلو للطفلين رِيل وحَمُّودي عِيال أختى أن يسمِّياها وذلك لحبِّهم لزيارتها، فقد إلتقيت بعض النماذج المختلفة من شرائح مجتمعنا السودانى أثناء رحلة (التَّصليح) والإنتطار والبحث عن الإسبير قبل نهاية اليوم وقفل المحلات المبكِّر ومسابقة الزمن قبل الحظر فى زمن الكورونا.

المكنيكية لهم وعى سياسى متفتح وذكروا أنَّ المخرج من الأزمات هو تحقيق مسألة (الوعى) لدى الشعب وأن يحرسوا الثورة وألَّا يتركوا أىِّ فرصة لمجرد فكرة عودة الكيزان برغم قسوة المعيشة التى لم تمر عليهم بهذه الدرجة والطول وبالرغم من انهم فتية يستمدون قوتهم بعمل أيديهم (رزق اليوم باليوم) فحينها ذكر لى احدهم مثلاً الوعى لدى معظم الشعب معدوم لأنهم يشترون خبزاً ووقود لسياراتهم أكثر من احتياجهم وذلك بسبب الهلع والتوجس الذين اكتسبوه بسبب سياسات الكيزان وعقليتهم المتعفنة، وذكر لى ان أسرته الصغيرة هو وزوجته فقط يكفيهم (رغيف) بمبلغ عشرين جنيه(عشرين قطعة خبز – الكيس برَّه) فى اليوم ويفوق عن حاجتهم أحياناً كثيرة، فلماذا تشترى أُسَر كثيرة فوق حاجاتها هل انتقاماً من الصف الطويل ؟ وأنه أيضاً كثيراً ما يرى الرغيف القرقوش بالشوالات فى السوق !
أما من ألتقيت من أصحاب اللَّوارى والذين ليست لهم ثقة فى الحكومة الإنتقالية بالرغم من تأييدهم لها فى بواكير الثورة وبالرغم عن معرفتهم بفساد وظلم الكيزان من خلال تجاربهم معهم فقد كان هنالك من عمل معهم بالقوات النظامية وبعدها من استخدموه فى (السوق) لجمع المحاصيل والموارد وأيضاً فى شحن جوالات (القروش) إليهم من المحليات ومناطق الإيرادات والجبايات او المبيعات، ومعرفتهم بفساد الأوراق والفواتير الشكلية والخطابات الترهيبية والتسويفية وكذا، أولئك غاضبون كثيراً على غياب (الثورية) فى دك الكيزان وعدم مصادرة أموالهم السائبة وعدم قبض تُجَّار العملة ومصادرة أموالهم فوراً وعدم الرقابة عموماً وعدم تنفيذ القرارات القوية والمفرحة، ومستائين من الفوضى وأهازيج الفرح بنيل الحريات والهتاف فى كوشة الوطن المهترئ والشُّح فى أبسط مقومات الحياة البسيطة ذاتها..خبز، وقود، وغلاء مخيف فى السلع و متزايد والتزايد الواضح لأهل العوز وفى الطرقات والأمكنة وإنعدام نسبى للأمن مقارنة بهيبة الأمن (أيّام الإنقاذ) (سيئى الصَّيت) رغم (إرهابهم) هذا بالإضافة الى الشلل التام فى الخدمات والصيانات والتى كانت موجودة ولو شكلياً (أيّام الإنقاذ) (الحرامية) ! يا للدهشة !

أما شريحة ناس سوق الله أكبر ، اصحاب المحلات والدكاكين الصغيرة والعنقالة رواد الدكاكين، فهم لا تقدر على مجادلتهم، يستمعون للأخبار ويقرأون الجرائد وكثيرون فى وسائل التواصل الإجتماعي ذات السلبية الأكثر من الجرائد ففى كل مرة يذكرون (والله قالوا ووالله سمعنا) وكذا وهؤلاء اصواتهم عاليةوصاخبة وحينما أقول لهم ياخى أنا معلم سابق فأرجوا أن تستمع ونتناقش باصوات حضارية ، تأتى المفاجأة بأنهم أيضاً (كانوا) اساتذة وما جابت ليهم الحبَّة وبعضهم قالها ياخى عندنا أخوان لنا وهم لا زالوا (معلمين) الا (معلمين الله) ويعيلوهم وأسرهم لان مرتبهم فى حدود الألفين فقط! يا للدهشة والحزن معاً !
سمعتها كثيراً ويسمعها الكثيرين فى الشَّوارع والأماكن (يا زول ياخى حكومة الناس ديل ما ياها الدايرنها وكنا راجينها) وأحاول جاهداً وكثيراً بأن الآتى أجمل وأذكِّرهم بعسر ولادة الثورة والأسابيع المروعة بعد إجبار الفرعون الفاشل على التَّنحى وكيف كانت المجزرة وكيف ظهرت أطماع العسكر فى الحكم (يا فيها …يا نفسِّيها) وكيف اتخذ شرفاءنا الخيار الأقلَّ مرارة .. بالتفاوض تارةً والبعض بالانسحاب تارةً حتى ما بعد مرحلة التوقيع على الإتفاق واللجنة الأمنية التى والتى تشاركتهم الحكم بعدها وظهر اسمها بالمكون العسكري وكيف كانت مطاردة الزمن والترشيحات من قبل قوى إعلان الحرية – (ولم يذكر أحداً أنَّ قوى الاعلان هى الأحزاب الوطنية المعارضة الَّا حين التوقيع وبعده) – وكذا والمناداة والرهان على شباب الثورة والإعتماد عليهم فى حماية مكتسبات الثورة وتقوية لجان الاحياء والعمل على تكوين وتكريب النقابات، وأن هؤلاء الفتية المختارون يعملون بجدٍ ويعملون على التغيير والتحوُّل الديمقراطى والسَّلام وتغيير القوانين فى شتَّى الضروب وإنِّى شخصى الضعيف -الزول السَّاى- أعرف منهم افراداً (شخصياً) وأبصم على إجتهاداتهم وتفانيهم وخبراتهم فى التَّطوير والمحمولة بداخلهم لتثبيت قواعد الحكم النزيه وعملهم على التفكيك وحل و” بل” رموز الكيزان الفاسدين، فأجد ردودهم كلها يا زول ما شفنا ليهم شيتاً يفرِّح الغلابة والكادحين فى قوتهم وما شفنا لسه كوز إتحاكم او اتصادرت امواله ولسه الكيزان هم من يتحكمون بالسِّلع ويكنزون الأموال ويتبجحون ويمرحون فى الأسواق والطرقات! ونصحونى بان أخبر من أعرف (شخصياً) بالحكومة الانتقالية بالتَّنحى إذا لم يستطع أن يزيل البلاء بجسارة وسريعاً وأن يعتمدوا على النزع، المصادرة وضخها فى مصبَّات الدولة، وتسريع وتيرة التفكيك حتى فى أبسط المرافق وليست العميقة فقط، ونصب المحاكم العاجلة فى الأسواق وعدم (الحديث الكثير) وإبداء النوايا بالعمل فالأجدر العمل فى صمت وبإيقاع سريع حينها حتى لو أخطأوا فانهم (مبسوطين) ويتقبَّلون ذلك بصدر رحب وسماحة البلد، أيضاً أضاف احدهم والله ما بيخصَّنا السَّلام ومباحثاته ولا العلاقات بالإتحاد الأوروبى والفرتكانى والتنظير ! بل هَمَّ البلد والناس هو مستلزمات المعيشة واليوماتى !
شخص واحد (فقط) حاول التحدُّث عن علمانية الدولة وعن حذف “البسملة” من المناهج والخطابات الرسمية وانتهى النقاش سريعاً بالإنطفاء.. وذلك حينما سألته (إنت شفتَ حاجة زى دى ولَّلا سمعت وجابوه ليك ساى ؟)

لم تبدأ صيانة السَّيارة بعد فقد مرَّ (كل اليوم) فى ذهاب المكنيكية زماناً للفطور وبعدها زماناً فى البحث عن أدواتهم وبعدها محاولات (الحلْ والتفكيك..) للإسبير التالف طبعاً.

حنبنيهو!

ولك الله يا وطن.

..ومتينْ جُرح البَلدْ يشفى ومتين تَضْحَكْ سَما الخرطوم حبيبتنا ومتين تَصْفَى..
(محجوب شريف) حتى تتحقق الأمنيات فى كل الأزمنة!

– الخرطوم ٤ ابريل ٢٠٢٠

الحملةالشعبيةالقومةللسودان_٢أبريل٢٠٢٠

احتياطاتالسودانلمنعفيروسكورونامارس٢٠٢٠الزموا_منازلكم

محاولةإغتيالحمدوك٩مارس٢٠٢٠!

العامالثانىثوره_١٩ديسمبر٢٠١٩

٢٠٢٠عامالبَلْ

تجمُّعالمهنيينيمثلنى

قوىإعلانالحريَّة_والتغيير

لجانالمقاومةتمثلني

توقيع_الإتفاق_18_8_019

حمدوكرئيساًللمدنية_21أغسطس2019

‏⁧‫#السودانالحكمالمدنى22أغسطس_2019‬

ثوَّارأحرَارحنكمل_المشوار

ثورةالسُّودانثورةضدالكيزان!

تحدياتالفترهالانتقالية

تنظيفمفاصلالدولة

التعليقات مغلقة.