القومة للسودان

القومة للسودان
  • 05 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

أعلن السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك مبادرة القومة للسودان – الحملة الشعبية للبناء والتعمير ، داعيا الشعب السوداني للتبرع فيها لمساعدة الحكومة الانتقالية في مواجهة الأزمات الملحة وغير الملحة . وهي بكل المقاييس حملة تأخرت كثيرا وكان يجب أن تطلق منذ لحظة تولي الحكومة الانتقالية للسلطة.

من المؤسف ان الواقع الداخلي والعالمي لم يساعد حكومة الثورة في بلادنا ، فهي لا تكد تخرج من أزمة الا ودخلت في أزمة جديدة، حتى جاءت كورونا لتكون ثالثة الاسافي . ففي الوقت الذي كان فيه العالم متحمسا لمساعدة السودان اقتصاديا، جاء هذا الوباء وأغرق اقتصاد العالم باجمعه في جحر ضب ، وجعل الدول جميعها تصرخ ( نفسي .. نفسي ) ، و هذا للاسف مثل ضربة قوية لامال وطموحات الحكومة الانتقالية في استقطاب أموال كافية من الدول المانحة لمعالجة ملفات مكلفة ومهلكة مثل ملف الوقود والقمح والدواء.

دول العالم اليوم في ظل كورونا لكل شأن يغنيه ، كل دولة منشغلة بامرها الداخلي ، لذلك علينا عدم انتظار او توقع أي مساعدات ضخمة محتملة من أي دولة مانحة في الوقت الحالي ، فالكساد الاقتصادي يطل على العالم ، والدول توفر من احتياطاتها ما يدعم اقتصادها الداخلي ويحافظ علي اقتصادها من انهيار مؤسساته المالية والتجارية ، علينا فقط الاعتماد على أنفسنا ، العمل معا ، نبذ الخلافات ، توحيد الصفوف ، تنسيق الجهود ، ومحاربة كورونا معا شعبا وحكومة .

لا اظن ان هناك خلاف على ان المال الموجوع في حملة القومة للسودان يجب ان يذهب الى اوليات محددة اولها محاربة كورونا ، توفير مستلزمات حماية الأطباء والكوادر الصحية ( PPE ) يجب أن يكون اولى الأولويات، ثم بعد ذلك توفير معينات الفحص والعلاج لمرضى كورونا . هذه هي الأهمية القصوى الآن حماية لشعبنا من هذا الوباء الفتاك .

المشكلة التي تواجهها مبادرة القومة للسودان هي كيفية استقبال مساهمة السودانيين بالمهجر ، فهناك ملايين السودانيين في الخارج، ولكن وجود السودان ضمن الدول الراعية للارهاب يقف حجر عثرة ، فالتحاويل البنكية بين بنوك السودان وبنوك العالم مازالت متوقفة نتيجة هذه العقوبات ، وهو ما يتطلب تحرك دبلوماسي من قبل حكومة السودان لفتح حسابات في الدول وخاصة الخليجية من أجل استقبال تبرعات السودانيين بالخارج وهي التي ستمثل دعما هائلا للحكومة الانتقالية.

النجاح منقطع النظير للحملة بالداخل يعطي انطباعا عن حتمية نجاحها بشكل مساو بالخارج ، ولهذه ندعو الحكومة الانتقالية لإسراع الخطى نحو فتح حساب بالعملة الصعبة يستقبل مساهمات السودانيين في المهجر لصالح مبادرة القومة للسودان .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.