الشرطةو سياسة حافة الهاوية

نظرية حافة الهاوية معروفة في عالم السياسة وبالذات في المفاوضات بين دولتين لحل مشكلة ما حدثت بينهما . وبإختصار هذه النظرية تعتمد على تعلية سقف التفاوض لاعلى درجة ممكنة والتمترس والتعنت الشديد من طرف من الاطراف لتصل المفاوضات لحافة الانهيار حتى يفقد الجميع الامل مطلقا في الوصول الى اي حل ممكن . وعندما يشعر الجميع انهم يقفون تماما على حافة الهاوية يفاجئك طرف من الاطراف في تقديم التنازل ومن ثم تعود الامور مرة اخرى لوضعها الطبيعي ويتنفس الجميع الصعداء … هذا ما يجري في امور السياسة ..

فما بال وزارة الداخلية وجهاز الشرطة يمارسون معنا نفس السياسة وهي سياسة حافة الهاوية . والامثلة كثيرة لما يقوم به جهاز الشرطة في هذا الشأن وأقرب مثال هو ما حدث في موضوع المتهم احمد هارون وقصة مرضه بالكورونا مع امنياتنا له بالشفاء وانا شخصيا ضد الشماته في المرض والموت حتى لو كان هو عدوي الوحيد .

كل وسائل التواصل وبعض الصحف الورقية وكثير من اجهزة الاعلام الداخلية والخارجية تناولت هذا الموضوع بكثافة عالية جدا خلال الاربعة ايام الماضية .

ونسجت الكثير من القصص حول هروبه بطرق مختلفة وانتشرت بعض التسجيلات الصوتية حتى من بعض العاملين داخل مستشفى الشرطة حيث يتعالج المتهم .

يحدث كل هذا اللغط والقيل والقال والروايات ووزارة الداخلية صاحبة الشأن الاساسي في القضية ( سادي دي بطينة والتانية بعجينة ) وكأن الامر لا يعنيها من قريب او بعيد .

واخيرا وعندما وصل الامر لحافة الهاوية التي ذكرتها تكرمت وزارة الداخلية واصدرت بيانا كاملا لشرح الموضوع وبعد مضي اكثر من 13 يوم من لحظة دخوله المستشفى بتاريخ 21 ابريل والتأكد من اصابته بالمرض بعد اجراء ثلاثة فحوصات ومن تاريخ 25 ابريل تأكد اصابة المتهم بهذا المرض !!!

لمصلحة من اخفت وزارة الداخلية هذا الخبر ؟؟ ولماذا تأخرت وزارة الداخلية في اصدار هذا البيان لكل هذا الوقت الطويل ؟؟ ولماذا تركت المواطن نهبا للشائعات وهي ترى وتلاحظ هذا الكم الهائل من التفاعل مع هذا الخبر والشائعات التي صاحبته وبالذات من الثورة المضادة والمواكب والمظاهرات التي خرجت من القوى المضادة .

احمد هارون مثله ومثل اكثر من 700 مواطن سوداني اصيبوا بهذا المرض … لمصلحة من وزارة الداخلية تعطى مرضه كل هذه الهالة ؟؟!!

ونقطة اخرى جديرة بالتوقف في بيان وزارة الداخلية .. البيان يقول ( تعرض المواطن احمد هارون ….الخ البيان ) لاحظوا وزارة الداخلية تسمى احمد هارون بالمواطن وهو متهم وموجود في سجن كوبر لانه متهم ولم تتم تبرأته حتى الان هل تستحي وزارة الداخلية ان تسمي احمد هارون بالمتهم ؟؟ وهم يعلمون جيدا انه متهم امام المحكمة الجنائية الدولية ناهيك عن محاكمنا الوطنية فكيف جاز لكم سحب صفة المتهم من احمد هارون ؟؟!!

خاتمة الكلام اصبحنا لا نفهم ماذا تريد وزارة الداخلية وماذا يريد جهاز الشرطة ومن الاخر اصبحنا نتوجس ان هناك امور غير طبيعية تجري في اروقة الشرطة تجاه الثورة .

حمى الله سوداننا من الكورونا ومن الامور الغير واضحة من الشرطة تجاه ثورة ديسمبر