صلاة العيد في الساحات منظر محزن ومحبط

صلاة العيد في الساحات منظر محزن ومحبط
  • 24 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

كان محبطا جدا نقل قناة الجزيرة الفضائية لصلاة العيد في السودان والساحات تعج بالمصلين من كل الاعمار ، في منظر مخالف لكل التوجيهات السياسية والدينية ، الحكومة منعت صلاة العيد وبالتالي هذا المنظر كان جريمة ضد سياسات وقرارات الدولة ، وزير الأوقاف والشؤون الدينية أعلن عدم إقامة صلاة العيد في الساحات والاكتفاء باداءها في المنازل ، وهذا المنظر الذي نقلته قناه الجزيرة كان خرقا واضحا لقرارات أعلى سلطة دينية في البلد وبالتالي كانت تصرفا مضادا للدين ، وبهذا فإن الجهات والمناطق والمدن والأحياء والقرى التي أقامت صلاة العيد اليوم لم تلتزم بفتوى المؤسسة الدينية ولا بقرارات الحكومة ( لا دين لا دنيا ) .

العالم كله في حالة حرب مع كورونا ، تم إغلاق كل شيء توقفت الحياة تماما في بعض الدول ، تم فرض حظر التجوال الشامل كافة انحاء البلاد، تم إغلاق مدن كاملة ومنع الدخول والخروج إليها، كل ذلك ليس ترفا وإنما قرارات موضوعية اصدرتها الدول لمحاربة هذا الوباء الفتاك ، لذلك حين أصدرت حكومة السودان ووزارتها الدينية قرار تعليق الصلوات والجماعات والجمع ، فإن سبب هذا لم يكن مخالفة أمر الله ولا دعوة رسول الله وإنما الوفاء بها في ما يقتضي الحفاظ على حياة المسلمين والبعد بها عن التهلكة ، لذلك مؤسف جدا ( تنظير ) الكثيرين بانه لا توجد كرونا ، ومحزن جدا ان يكون أئمة الدين في مقدمة المخالفين للقرارات الدينية وقرارات الدولة .

واضح ان الحكومة الانتقالية لا تريد فرض التباعد الاجتماعي بالقوة الباطشة مثل الشرطة والجيش ، اذا فلتستخدم القوة الناعمة ، وزارة الأوقاف عليها سحب اي ترخيص إمامة من اي إمام مسجد صلى بالناس في هذا العيد رغم التحذيرات والبيانات الواضحة من وزير الأوقاف، لجان المقاومة عليها تسجيل كل مقر عمل او نشاط غير مصرح به يفتح في أوقات الحظر الشامل ، السيارات التي تجوب العاصمة وتلك التي تقل ركابا من الولايات إلى العاصمة بدون تصريح يجب أن توقع أقصى العقوبات على ملاكها بالغرامة والسجن وسحب الترخيص نهائيا ، هذه الممارسات قد ترسل رسالة واضحة بجدية الحكومة في تطبيق الحظر ، فالظاهر والواضح أن تساهل الحكومة في فرض الحظر الشامل بالقوة ، أغرى المواطنين للخروج للتسوق وللسفر بين الولايات والعاصمة وللصلاة في المساجد ونسيان التباعد الاجتماعي ، وكلها ممارسات تزيد من أخطار الإصابة بفيروس كرونا وتجعل من الحظر كانه لم يكن .

هناك مواطنين ملتزمين بالحظر ، وملتزمين بالبقاء بالمنزل ، ولكن ضعف تطبيق الحظر بالقوة ، جعلهم كالنشاذ في وسط الأكثرية غير المتقيدة به ، وهذا ما دفع كثيرون منهم للخروج من هذا السجن ، ولكنهم للاسف لم يفعلوا سوى الخروج من الأمان إلى المجهول ، فارقام الحكومة عن كرونا بعيدة كل البعد عن الحقيقة، الزملاء في مستشفيات السودان يتحدثون عن موت يومي بالجملة ، انظروا إلى الفيس بوك بين كل بوست وآخر تجدون بوست عزاء ومنشور نعي، وهي ظاهرة ملحوظة للجميع ، لا ينكرها إلا الأعمى، وهذه هي كرونا ولا شيء غيرها ، فلا تخرجوا ايها الأعزاء الملتزمين بالبقاء بالمنازل، لا تخرجوا مهما كانت المغريات الا للضرورة القصوى، فإن خروجكم هو خروج عن الدولة وخروج عن أمر الدين وأمر ولي امره وهو بعد ذلك رمي بانفسكم الى التهلكة، اما المستهترين والهازئين والغافلين فان موعدهم في هذه الدنيا تعريض أنفسهم واهليهم لخطر الإصابة بهذا الفيروس ، وتعمدهم الخروج واصابتهم بالفيروس ومن ثم نقل المرض لوالدهم او والدتهم من كبار السن ووفاتهم نتيجة ذلك هو قد يصل إلى درجة القتل والدخول في الأخرة في حساب الله المنتقم يوم لا ينفع القتلة شيء .

ساعدوا الدولة في تطبيق القرارات التي تصدرها فهي لحمايتكم قبل أن تكون لحماية أعضاء الدولة ، قادة المجتمع، الأئمة، الاساتذة، الإعلاميين، لجان المقاومة ، وجميع النخب نتطلع إلى دور إيجابي لكم جميعا في قيادة المجتمع نحو التباعد الاجتماعي ، نحو نبذ المستهترين باجراءات السلامة، فهذا عمل وطني وديني ثمرته الحفاظ على حياة الناس وجزاءه قول الله تعالى ( ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.