فوضى وقلة حياء

فوضى وقلة حياء
  • 25 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

عبدالإله زمراوي


لو كان ما حدثَ اليوم من صلاة العيد وجمع المواطنين للصلاة بالجريف غرب/الخرطوم قد تمَّ في المملكة العربية السعودية (بلاد الحرمين الشريفين)؛ لتم سجن هذا الإمام المُتنطع مع تغريمه المال الكثير.

تخيلوا هذا الشيخ سيتحمل في سجل ذنوبه المسؤولية عن كل نفسٍ تُزهق لهؤلاء المُصلين جرّاء الكورونا :

مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ

وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا

صدق الله العظيم .

لو كنتُ في مكان الدكتور أكرم علي التوم وزير الصحة أو النائب العام لقمتُ بفتح بلاغ جنائي في مواجهة هذا الإمام حتى يكون عِبرة لغيره.

هذا التنطع من هذا الإمام دليلٌ على جهلٍ كبير بالدين الذي جاء سمحاً فصار في يد هؤلاء نفاقاً بيناً.

لك ما تستحق من الشعب السوداني أيها الإمام الجاهل وأنت تنشر المرض بين المواطنين السودانيين؛ وقبل ذلك اتمنى أن تجد جزاءك العادل امام المحاكم السودانية..

أما الجزيرة، فأتمنى من الأخ الأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام أن يأمر بقفل مكاتبها فوراً ويسحب رخصتها؛ إذ درجت هذه القناة على نقل صلاة التراويح من احد المنازل رغم توجيهات وزارة الصحة بالتباعد الاجتماعي. في بلدها قطر لن تستطيع الجزيرة نقل مثل هذه شعائر في ظل هذا الوباء الخطير.

كما أن هذا الفعل يُسهم في نشر الفوضى، وهو فعلٌ ينافي مبدأ السلامة والوقاية من مرض الكورونا؛ وكان على الجزيرة لو كانت مهنية ان تساعد على بث الوعي بجائحة كورونا لمشاهديها من السودانيين.

والجزيرة بنقلها لهذه الصلاة في ظل هذه الجائحة غير المسبوقة تضع قرارات السلطات الصحية في السودان بالتباعد الاجتماعي في محك كبير؛ وتبعاً لذلك تتحمل مع هذا الإمام المسؤولية الجنائية والتقصيرية، ويمكن للمحاكم المدنية في السودان إجبار القناة على دفع تعويضات لحكومة السودان في حالة وفاة المصلين.
اقل ما بوصف به هذا السلوك أنه منتهى الفوضى، وقلة الحياء، وانعدام الوطنية والتنطع.

التعليقات مغلقة.