يا احزاب الوطن وقواه الحية انتبهوا

يا احزاب الوطن وقواه الحية انتبهوا
  • 28 مايو 2020
  • لا توجد تعليقات

عبدالله الصادق الماحي


لا علاقة بين الامة والإخوان الان الا في المخيلات التي تحاول لي عنق الحقيقة هذه الأيام. وعلى أي حال حزب الامة باقي بحقيقتنا وقيادتنا التي نختارها، وليس بالتي يفضلها لنا البعض. وباقون بجماهيرنا. يعني قاعدين في السودان بي حقنا. مش عطية أو منة من أحد وليس لأحد علينا فيتو..
لا نتعدي على احد ولا نقبل التعدي علينا..
الوطن جميل وواسع ويمكن أن يتسع للجميع. ويمكن أيضا أن يضيق بالجميع إن لم نحسن إدارة خلافاتنا بأخلاق ونحسن تقدير الأرض التي نقف عليها والأوضاع الوطنية التي مازالت عالية الهشاشة.
الذين وصلوا بخيالهم إلى نهاية المهمة ونهاية الفترة الانتقالية، وأعتقدوا أن مرحلة وحدة الكفاح المشترك قد تجاوزها الوطن، وأصبحوا يجندون اقلامهم واصواتهم ويوجهوا الرأي العام في أجندة العزل والسحل والتخوين والتشويه واغتيال الشخصيات وبنشر الكراهية.
اقول لهم أنتم مخطئون، وانكم قراء بليدين جدا للواقع. وانكم بفعلكم هذا انما تسوقون الوطن إلى الخراب، وتعيدون أسوأ تجارب التاريخ وخاصة في السودان الوطن الجميل..
التجربة الديمقراطية السودانية الحالية والتي ينشط فيها البعض بلا ادني مسئولية وبلا أدنى تقدير لحال الوطن، مازالت تقف في الهواء بلا عمد. كما أن حال الوطن الذي يجمعنا متدابرين الان مايزال غارق في خضم المشاكل المتأصلة، ومايزال يكبله التخلف حتى عن ركب الاقليم وليس العالم.
أما المواطن الذي هو أهم وحدة في الدفاع عن النظام الديمقراطي مايزال مشغول بحاله قبل مآله، مازال يعاني ويشكو لرب السماء من بؤس حاله، وما يزال لا يهمة من شكل الحكم في الخرطوم وفي مخيلة النخب، إلا بقدر ما يوفره الحكم له من العيش المعقول، قبل الحرية التي تسيئون استغلالها في تقطيع بعضكم بعضاً.
ولا مجال للعبور بالوطن إلى الوطن الحلم الذي استشهد من أجله الشهداء الا بمنهج وسلوك سياسي وطني جديد، وإيمان حقيقي يصدقه العمل داخل وفيما بين كل القوي السياسية والمدنية، وأن ينعكس ذلك على الأداء اليومي.
مايزال الوطن يدخل للتو تجربته الديمقراطية والتي تواجه تحديات عظيمة، وتتطلب الالتزام الصارم والصادق والعمل وفق أجندة وطنية خالصة ومتفق عليها، مع الالتزام الصارم بكل ما يؤكد وحدة الأهداف والاحترام المتبادل، أن لم يكن لمدة عشرة أعوام قادمة على الأقل، فخلال الفترة الانتقالية المحددة بأربع سنوات، حتى نتمكن من إرساء أهم دعائم استقرار التجربة نفسها لتصبح ثقافة عامة، ولكي نوفر للمواطن ما يجعله يؤمن بالديمقراطية كبديل أفضل للحكم، ويصبحظهير لنا كنخب في الوقوف ضد كل من يحاول وأد الديمقراطية في المستقبل.
على قوانا السياسية أن تترفع عن خطابات الكراهية والاستعداد، وتوجه طاقاتها للبناء في إطار أسس الديمقراطية. وتعمل على تشكيل رأي عام يدعم بناء ثقافة وطنية توفر أجواء مواتية لبناء دعائم الوطن والدولة.

التعليقات مغلقة.