وحي الفكرة: كلنا عنصريون ولكن!

وحي الفكرة: كلنا عنصريون ولكن!
  • 01 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

  • أنت عنصري.. نعم يمكنك انت تسجل اعترافاً داخلياً.. عندما تهمس لنفسك فقط، ولكنك تشبهني تماماً. تكره ان تطالك تصرفاتهم العنصرية أو أن تلاحقك كلماتهم وتصانيفهم التي تدمي قلبك.. وتجعلك وضيعاً في نظرهم… إذن أنت تكره العنصرية.. ولكنك تنسي أنك عنصري ترمي الآخرين بنظراتك العنصرية ومعاملاتك المليئة بالازدراء والتحقير، إذ تراهم أقل منك.
  • العنصرية ليست محصورة في فوارق اللون والعرق، وإنما هناك عنصريات متنوعة. ففي العرق فهناك العنصرية الخفية داخل العرق الواحد، كأن يدعي بطن في قبيلة واحدة تميزه من بطون اخري في ذات القبيلة. وهذه الحالة منتشرة في الجنس البشري، ليس بين القبائل العربية فحسب، وإنما في الأجناس الأخرى أيضاً.. وكمثال فإن الانجلو ساكسون يرون أنهم الافضل بين شعوب أوروبا، إلا أن الالمان يزعمون انهم ليسوا الأفضل بين الأوروبيين فقط، وانما بين كل شعوب الأرض. واذا كان هذا حال الأوروبيين، فإن الزنوج أنفسهم الذين يظن معظم أهل الأرض أنهم الأدني والأحقر والأكثر وضاعة، بل إن من الناس من يري أنهم لاينتمون للآدميين، فالزنوج الذين يعانون من التمييز العنصري، هم انفسهم يمارسون العنصرية، فهناك قبائل أفريقية تري أنها الأفضل، وأنهم هم السادة، وغيرهم عبيد ليس الا..
    عنصرية اللون غير مبررة إطلاقاً، مهما تعددت التبريرات وسيقت الحجج.
  • التمييز الطبقي نوع من السلوك العنصري؛ لأن ازدراء الاغنياء الفقراء هو سلوك عنصري، يترتب عليه ذات الحصار الاجتماعي المضروب علي ضحايا التمييز العرقي.
    وإساءة المتعلمين لمن لم يسعفه حظه ووضعه ليتعلم نوع من التعامل العنصري البغيض؛ لأن المجتمعات المحرومة من العلم تعاني من التمييز والحصار الاجتماعي.
  • بعد كل ماذكرناه ..ألديك الشجاعة لتعترف أنك تكره العنصرية وتمارسها أحياناً؟
  • ثقافتنا نفسها تحتفل بالعنصرية أحياناً، وسلوكنا يغلف العنصرية أحيانا بالنكته والقصة، والحكاية، والمداعبات أحياناً.. نحن وليس غيرنا من يطلق علي شقيقه الأشد منه سمرة (عبد..)، وشقيقه الأنقي منه أو افتح منه درجة ( حلبي).. ..دون نسأل انفسنا مرة: كيف نتباهي بما ليس من كسبنا او اختيارنا. فابونا آدم صاحب البشرة السمراء المشتق اسمه من الاديم، وهو سواد التربة وزرقتها، والذي يقابله السديم سواد السماء وزرقته.. أبونا آدم لم يختر لونه وهو أبو البشرية وصاحب اللون الأصل للبشر جميعاً، قبل أن يصاب الجنس البشري بالطفرات المكتسبة، وتنوع الأشكال والألوان… مثلما جاءت أمنا حواء المخلوقة من ضلع آدم نفسه.. افتح لوناً وأجمل شكلاً.. وهي أيضاً التي ظهرت في سلالاتها من هن أكثر منها بياضاً، ومن نسلها جاءت من هن اكثر من زوجها آدم سواداً… و معظمهم فات عليهم ان يدركوا الحقيقة، وسر التنوع والتمايز في الاعراق، مثلما فات علي الأثرياء المترفعين الذين يحتقرون الفقراء.. أن الفقراء هم سبب تميزهم واحساسهم بنعمة الثروة والمال.
  • مما سبق نصل إلي أن القبح هو الذي يمنح الجمال إشراقه، وأن الفقر هو الذي يتكرم علي الثراء بالجاه والرفعة، فهذا التضاد ضروري في حياتنا، فلا تفسدوا التمايزبالتمييز البغيض.
  • أذكر في إحدى مساجلات الفيسبوك تمادت مجموعة من الإخوة العرب من بلدان مختلفة منهم عراقيون ومصريون وليبيون في التهكم علي شاب وشابة من الصومال، و تطاولت سخريتهم من سواد بشرتهم، فدخلت معهم في سجال انتهي باعتذارهم، لأنهم أدركوا لاحقاً أن لا خيار للإنسان في أصله ولونه، وحتي وطنه، فتلك هي كلها اختيار رباني لا يكتسبه أحد، ولا خيار لأحد في،هف لماذا تفتخر بما لم تختره ولماذا تعير الآخر بما لا يد له فيه… وكان ختام المساجلة أبيات شعرية جاءت بتلاقية وليدة السجال .. جعلتهم جميعاً يرفعون اعتذاراتهم، ويقرون بالجهل الإنساني البغيض.

عزلة الألوان

الله قدر في بني الانسانِِ
مما اراد تباين الالوانِ
والعلم والارزاق في درجاتها
فالاختلاف محاسن الاكوانِِ
لامعني للبيضان حب بهائهم
لولا وجود السمر والسودانِ
والقبح يمنح صامتا في حاله
معني الحلاوة عند اي حسانِ
ان التباين نعمة يا اخوتي
سر الحياة وصنعة الرحمنِ
( قطع اخضر الفته اثناء المساجلة)


التعليقات مغلقة.