حتى لا تجف الأشجار في المزارع المستردّة

حتى لا تجف الأشجار في المزارع المستردّة
  • 17 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

محمد ود قاسم


ما الذي تنتظره وزارة المالية لتتخذ خطوات ضرورية نحو الأموال والعقارات المستردة بواسطة لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة ؟ حتى الآن الصورة المرسومة أمامي هي لمؤسسات ضخمة ، يقف أمامها جنود وعسكر كحرّاس فقط . وأخشى أن لا تتوفر لهؤلاء الحرّاس القوة الكافية للحراسة كما حدث بمزرعة عبد الباسط حمزة ، حيث تمكن أبناؤه من الدخول عنوة وسحب بعض السيارات وربما أشياء أخرى لا ندري عنها .


هذه المزارع التي نمت بأموال الشعب السوداني كانت تحت حراسة ، وعمالة ، وإدارة متمكنة وقادرة على تشغيل هذه المزارع وتحويلها إلى مؤسسات منتجة ، أو على الأقل جعلت منها منتجعات قيمة يرتادها الخاصة ، وربما يتم تأجيرها لمن يدفع . والآن هل تفككت الإدارة في هذه المؤسسات بعد استعادتها أم أنها ما تزال تعمل بدون توقف ؟ وتعلمون جميعا أنه ليس من الصالح العام أن يتوقف العمل في مزرعة مخضرّة ، أو عقار كان منتجا ، أو تتوقف خطةٌ لمشروعٍ ضخم يمكنه أن يمنحنا إنتاجا إضافيا يسد جوعنا وفجوتنا الغذائية .


هناك مزارع أخشى أن يجف اخضرارها ، ويموت الانتاج فيها ، ولن نجد فيها ليمونة نعصرها فوق جراحنا حين نكتشف أن اللص كان يديرها خيرا من الشرفاء . وأراضي ممتدة في نهر النيل والشمالية تم استردادها ، وربما أن مخططاتها وخططها جاهزة ، وكان اللص ينتظر أن يجني حصادها خلال عام أو عامين . إلا أننا نستردها من اللص ونسجلها لوزارة المالية ، وتسكت المالية عنها ، وتقيم برامجا للصدقات لتسكت به شعبنا ، وهو شعب يستطيع أن ينجز الكثير من المعجزات إذا توفرت له بعض المعينات . لماذا لا توزع الأراضي على خريجي الزراعة والبيطرة وحتى الاقتصاديين وكل المقتدرين ليقيموا عليها مشاريع ترعاها الدولة باتفاق على اقتسام الانتاج برسم علاقات انتاج يتم الاتفاق عليها . ولماذا نتلكك ؟ لماذا لا يتم ذلك فورا ؟ وهل ينتظر الجائع حتى يصحو وزير ماليتنا وبقية المختصين من قيلولتهم ؟


كيف يريدنا رئيس الوزراء أن نعبر سويا ، وأن نضع أيدينا في أيدي بعض ، وهو يرى وزارة المالية والزراعة وغيرها أبطأ من السلحفاة ؟


الثورة لن تقف على قدمين دون خطوات واسعة وواثقة وجريئة نحو الانتاج . وسنندم كثيرا حين نكتشف أننا نسير في نفس الطريق الذي سار فيه النميري تجاه المؤسسات المصادرة ، والتي أهملتها الدولة لتكتشف أن الذين صودرت منهم كانوا أفضل في إدارتها، وتشغيلها ، وفيما يقدمونه من دعم للدخل القومي من الذين صودرت هذه المؤسسات من أجلهم .

الوسوم محمد-ود-قاسم

التعليقات مغلقة.