خربشة قلم: الإرادة والسلوك

خربشة قلم: الإرادة والسلوك
  • 14 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

عمر المونة

الإرادة والسلوك مفردتان مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا ببعضهما، حسب اعتقادي أنهم حلقتان متداخلتان مع بعضهما، ونحن في مجتمعنا السودانية في حاجة ماسة وملحة إلى تمعن وفهم الإرادة علاقتها بالسلوك.

ما الإرادة وما تعريفها؟

   يعرفها أحد العلماء بأنها قدرة الشخص على السيطرة على تصرفاته واندفاعاته أو كما تعرف (بالتحكم الذاتي) أو ضبط النفس؛ حيث تمكّن الشخص من التحكم في سلوكه وعواطفه واهتماماته، وبالرغم من أنّ الإرادة موجودة عند جميع الأفراد إلاّ أننا نراها عند بعضهم قوية، وعند بعضهم ضعيفة، ومن الممكن أن تكون متوسطة عند آخرين، كما أنّها تخضع للعوامل الذاتية داخل الشخص نفسه، فقد نجد الشخص يتمتع بإرادة قوية في بعض المواقف، ونراها ضعيفة في مواقف أخرى؛ لذا تُعد الإرادة عملية ذاتية اختيارية، فبيد الشخص أن يقوم بتقويتها أو إضعافها.

ما حدث لبعض الشعب السوداني خلال الثلاثين عاماً الماضية كان سلباً لإرادته وإضعافها، وهذا السلب جعل كثيراً منا واهناً جراء سلب إرادته. إلى أن جاءت ثورة ديسمبر ثورة شباب السودان الواعي والقوي بإرادته الصلبة التي لم تسلب منه، بل سلبت من جيل الكبار فضعفوا واستكانوا.

الشباب الذين تمتعوا بإرادة قوية جعلوا صدورهم مفتوحة؛ لتعانق الرصاص وتتوشح بالدم الزاكي، تلك هي الإرادة التي افتقدها كبار ساسة البلد الواهنين.

أعود للسلوك ، وقبل أن أتحدث عنه أقدّم تعريفا له، حسب أحد العلماء:

يعرف السلوك الإنساني بأنه كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد سواءً كانت ظاهرة أم غير ظاهرة. ويعرفه آخرون بأنه أي نشاط يصدر عن الإنسان سواءً كان أفعالاً يمكن ملاحظتها وقياسها كالنشاطات الفسيولوجية والحركية أو نشاطات تتم على نحو غير ملحوظ كالتفكير والتذكر والوساوس وغيرها.

والسلوك ليس شيئاً ثابتاً بل يتغير، وهو لا يحدث في الفراغ، وإنما في بيئة ما، وقد يحدث بصورة لا إرادية، وعلى نحو آليّ مثل التنفس أو الكحة، أو يحدث بصورة إرادية، وعندها يكون بشكل مقصود وواعٍ، وهذا السلوك يمكن تعلمه، وهو يتأثر بعوامل البيئة والمحيط الذي يعيش فيه الفرد.

 ما حدث خلال الثلاثين عاما وما سبقتها من سنوات هو اكتسابنا لعادات سلوكية ضارة، استمرأناها سنوات بعد سنوات، فجعلت منا أمة جل أفعالها وأعمالها ذات نمط سلوكي خاطيء، ولو أعددت خارطة لسلوكياتنا اليومية فسنجدها أغلبها ممارسات سلوكية خاطئة: النوم والاستيقاظ، والاهتمام بالنظافة العامة للبلد، وسلوكياتنا الغذائية، وسلوكياتنا في التعليم والعمل والعلاقات والإنتاج والاغتراب والهجرة، جل حياتنا كانت أنماطاً سلوكية خاطئة. ولو تناولت كل الأنماط السلوكية الحياتية الخاطئة التي نمارسها يوميا ما وسعها مقالي.

إذن نحن في حاجة إلى إرادة قوية، وعزيمة لا تلين؛ لنبني سوداننا الجديد القائم على ممارسة السلوكيات الإيجابية الصحيحة والقويمة. وأقترح أن نفكر في تدشين حملة لتقوية إرادتنا، وتغيير الأنماط السلوكية الخاطئة.

الموضوع يطول الحديث فيه، ولكن هو حجر أرميه في ماء راكد؛ لعله يحرك بعض السكون… فخربشة قلمي لا تكفي.

مراجع:

1 1https://2u.pw/KIXYf

2 https://2u.pw/canDl

3 https://2u.pw/gkHrZ

الوسوم عمر-المونة

التعليقات مغلقة.