(زغرودة) مذيعة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتثير السؤال حول حدود الانفعال

(زغرودة) مذيعة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتثير السؤال حول حدود الانفعال
  • 04 أغسطس 2020
  • لا توجد تعليقات

الخرطوم : التحرير

ناقد فني: من حق المذيع التعبير عن انفعالاته بطريقة مهنية


مدير البرامج بالتلفزيون: الموضوع عادي، ولكن هناك من يترصد التلفزيون القومي

اختصاصية نفسية: المذيعة تفاعلت بصدق مع أعنية المطرب

خاص: الزبير سعيد

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين تفاعلاً مع (الزغرودة) التي أطلقتها المذيعة ومقدمة البرامج بالتلفزيون القومي سوزان سليمان، وذلك في أثناء تفاعلها مع إحدى الأغنيات الشعبية التي قدمها ضيفها في البرنامج الفنان يوسف البربري.

لقد تباينت الآراء والمواقف، ولكنها لم تخرج من دائرة الانطباعات الشخصية.

لتحليل ما حدث وتقييمه بصورة موضوعية، تقت صحيفة (التحرير) بذوي الاختصاص الذين تطالعون آراءهم في السطور الآتية:

نجيب نورالدين: تعبير في إطار قيم المجتمع

نجيب نورالدين

في البدء لابد من تأكيد أن من حق المذيع التعبير عن انفعالاته، وفق المساحة المفتوحة التي يتحكم فيها. والناس في حياتهم العادية يتعاملون مع (الزغاريد) بصورة عادية، ولكن الذين يحاولون الاصطياد في هذه المواقف هم الأكثر جهلاً بقيمة العمل الإعلامي.

كما أننا افتقد نا كثيراً من القيم الإعلامية المهنية، فأصبح بعضهم حريصا على تنميط العمل الإعلامي.

معروف أن العمل التلفزيوني في السودان، ومنذ الستينيات قائم على التجريب، والمذيع من الطبيعي أن يطرب لبناء أو حديث الضيف، ويعبر عن ذلك بالكلام أو التصفيق.

وفي كل العالم هناك نماذج قائمة على المهنية فيما يتعلق بتفاعل المذيع أو مقدم البرنامج مع ما يقدمه ضيوفه إذا أخذنا الإعلامية العالمية (أوبرا وينفري)، نجد أنها وبالرغم من اعتمادها على مئات من المعديين لبرنامجها إلا أنها كثيراً ما تتفاعل مع ما يقدمه ضيوفها، ولكنها تعبر في سياق لا يخرج عن فكرة البرنامج.

وفي تقديري النقد يجب أن يهتم بأداء المذيع، وثقافته، وطريقته في إدارة الحوار .

أما الاصطياد بتلك الطريقة التي تعرضت لها المذيعة سوزان سليمان فإنه نقد بلا قيمة.

ويضيف نجيب نور الدين: التلقائية القائمة على الانفعال والتفاعل بفهم ووعي مطلوبة، بالنسبة لأي مقدم برامج ناجح، لذلك أرى بأن ما قامت به المذيعة سوزان سليمان هو تعبير عادي جداً، وربما تكون قد عبرت عن كثير من مشاهدي البرنامج.

نقول ذلك؛ لأن الزغاريد تعبير سوداني موجود في كل البيوت السودانية، ويعكس حالة التعبير عن فرح عفوي نتيجة حدث سعيد قد يكون نجاح ابن أو مقدم مولود جديد أو شفاء مريض ..

نخلص إلى أن الزغرودة تعبير لا يعكس أي نوع من الانفلات التعبيري، أو الخروج عن العادات والتقاليد السودانية.

لقد حاول البعض استغلال الأمر بصورة بشعة، ولكن النقد الموضوعي مهم، وله قيمة كبيرة، ولا علاقة له بذلك النوع من السقوط.

السر السيد: الموضوع عادي جداً

السر السيد

مدير البرامج بالتلفزيون القومي والناقد المعروف السر السيد قال: ليس لدينا تقاليد محددة، أو مواصفات لطريقة جلوس مقدم البرنامج، أو الأزياء التي يرتديها، أو الطريقة التي يعبر بها عن إعجابه أو تفاعله مع ما يقدمه ضيوفه من إبداعات على مختلف الأشكال؛ ذلك فإن طريقة تعبير كل مذيع تعدّ اجتهادات شخصية قد تكون مقبولة من البعض وغير مقبولة من البعض الآخر.

ما حدث من المذيعة سوزان سليمان تعبير عادي؛ لأن المذيع يتفاعل مع ما يقدمه الضيف، خصوصاً الغناء، وذلك قد يكون (بالتصفيق) أو تعبير آخر لا يتناقض مع طبيعة المجتمع، ولا يخرج عن أعرافه وتقاليده، ولكن هناك من يترصد التلفزيون القومي ويوجه له سهام النقد باستمرار.

رأي علم النفس
لمزيد من إخضاع الموضوع لمزيد من التحليل والتقييم العلمي التقينا بالاختصاصية النفسية منى عبد العاطي التي قالت: يبدو أن البعض ما يزال يربط بين شكل التعبير والمكان الذي يشهد ذلك التعبير، وهنا نشير إلى أن التلفزيون بوصفه جهازاً إعلامياً مايزال يمتلك قدراً عالياً من القداسة والحساسية؛ لدرجة أنه يستطيع إدهاش البعض بالرغم من التطور التقني والإلكتروني الهائل.

معروف أن الزغرودة تعبير سوداني مألوف عند المرأة، ويكفي أن تلك الزغرودة كانت من أبرز أيقونات ثورة ديسمبر المجيدة، التي كانت تنطلق في الساعة الواحدة بتوقيت الثورة.

والزغرودة التي لا تستنكرها الأسر السودانية داخل بيوتهم والزغرودة التي كانت تشعل الحماس في نفوس الثوار لا يمكن أن يستنكرها البعض؛ لانها صدرت من مذيعة تفاعلت بصدق مع الأغنية التي قدمها المطرب.

التعليقات مغلقة.