لكم الحب أيها الثوار

لكم الحب أيها الثوار
  • 18 فبراير 2019
  • لا توجد تعليقات

آسيا المدني

لكم التحية إخوتي الثوار الأحرار.

وأولادي وهج الثورة، وبناتي ألقها، لكم الحب. صناع الثورة .. ثورة ديسمبر.. ثورة عارمة، نتاج ثورات متراكمة كالبراكين التي تعلم الناس هندسة العمل بنظرية؛ لكي يكون لعملك أثر فيمن حولك فامنحه وقتاً كافياً ليكتمل، وخطط لحصاد ثمرته، وان طالت مدته.. فكل بركان له زمن طويل حتى يصل لدرجة الثوران؛ فوصلت ثورة البركان ذروتها. وتفجرت غضباً ضد الطغاة الفاسدين.. ضد الظالمين القتلة.. في كل مدن وقرى السودان سجل فيها الشباب أجمل البطولات وأشرس التضحيات. ضحوا بالنفيس والغالي…. دماء سالت. ضرجت تراب الوطن عبقت الأجواء بمسكها الفواح.. وأرواح طاهرة صعدت الي ربها راضيه مطمئنة تنقل لأهل السماء ظلم أهل الأرض، وحناجر هنا تهتف “تسقط بس”.

رص العساكر رص.. وأي كوز ندوسه دوس.. هذه هي عباراتهم السلمية التي أصبحت أسلحة فتاكة  للنظام، وأفقدته صوابه، وهدت أركانه، وقوضت سلطته، وأصبح عاجزاً في إدارة شؤونه، فكان كل همة مطاردة الشباب.. فض المظاهرات التي لا يمكن احتواءها والمسيرات الهادرة كالزئبق المسكوب (شديد التوتر السطحي) خاصية الزئبق …
أحبتي الأعزاء.

ثوار بلادي يرفعون أصواتهم عالية لنبذ العنصرية البغيضة، وإقصاء الآخر عندما يقولون العسكري المغرور كل البلد دار فور، ولسان حالهم يقول:

 أنا سوداني انا كل اجزائه لنا وطن إذ نباهي ونفتتن

نتغنى بحسنه ابدا دونه لا يروقنا حسن

ثورة ديسمبر مثال للوحدة.. إذ تماسك وتلاحم فيها كل شرائح الشعب السوداني شباباً وشيبة رجالاً ونساءً.. صغاراً وكباراً.. وضربوا المثل الأروع في التفاني والإخلاص والمشاعر النبيلة تجاه الوطن يعلمون العالم درساً في الانتماء والوطنية.

ولا ننسى السودان المهجر الذي ألهبته الثورة، وأججت فيه حب الوطن وروح الانتماء والحنين وسحر المكان. فهم يقولون أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا…
يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن 

حكموا العدل في الورى زمن يا ترى هل يعود ذا الزمن

 ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن 

فتنادوا وهبوا بجميع تخصصاتهم لنصرة السودان، منهم من تظاهر أمام السفارات، وسجلوا الاحتجاجات في مواقع صنع القرارات العالمية، ومنهم الصحفيون وأصحاب الأقلام الذين هرعوا الي القنوات ودور الصحافة لإيصال صوت الثوار إلى آخر مدى، وعكس الحقائق بما يدور في الساحة السياسية في ظل التعتيم الإعلامي الي أن عرف العالم قضية الثوار العادلة وحقهم المشروع في التظاهر وإسقاط النظام.

أحبتي القراء

تعلمت من ثورة ديسمبر ليس بالضرورة ان تصبح شاباً أو شيخاً ليذكر التاريخ بطولاتك، فأطفالها سجلوا أسماءهم في كبد التاريخ بحبر دمائهم. وعلمونا مصطلح الثورة يعني وداع الذل والصمود مستمدين ذلك من الكنداكات ربات الحجال، مدركين ذلك بأن الله سيغير بإذنه من حال الكيزان إلى أحسن حال أحبتي.

وقد أدركنا عميقاً أن السودان منبع العز والشموخ ومهندس الثورات السلمية.
وإلى اللقاء في مقال آخر في السياق نفسه إلى ذلك الأوان أتمنى الآن:

تسقط بس 



الوسوم آسيا-المدني-

التعليقات مغلقة.