فشل مليونية دعم الحلو

فشل مليونية دعم الحلو
  • 25 سبتمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

رغم الإعلام الذي تم عبر صفحة تجمع المهنيين والدعاية الكبيرة التي صاحبت الدعوة لمليونية ٢٤ سبتمبر بأن الحلو سوف يخاطبها، الا ان المليونية فشلت فشلا ذريعا، ولم تستقطب الا اعضاء لافتات الحزب الشيوعي وبعض السذج والبسطاء. فشل هذه المليونية كان حتميا لأنها مليونية شاذة، ضد ثورة الشعب السوداني ووضد وحدته وضد هويته، هذه المليونية كانت تدعو بطريقة مستفزة لدعم الحلو في مسعاه لتركيع حكومة الفترة الانتقالية ووضعها امام خياران لا ثالث لهما أما العلمانية او الانفصال، وهي مساومة بائسة من فصيل مسلح لا يعلم قدر نفسه اذاء الشعب، ومن عجب أن لافتات الحزب الشيوعي والمهرولين من أحزاب الفكة والحزب الاتحادي الذي سقط مع نظام البشير يدقون له الطبول ويفرشون له الأرض بالسجاد الأحمر ويدعون له علنا لمخاطبة الشعب السوداني بهذا الخطاب الانفصالي!!!

ما الذي يخجل منه تجمع المهنيين ومن معه من احزاب بالدعوة نهارا جهارا لمليونية العلمانية؟ ماذا يخشون؟ انه عهد الثورة والحريات، فليخرجوا هم ككيانات مدنية إلى الشوارع ليطالبوا بالعلمانية، لماذا يدعمون الحلو في مساومته الانفصالية؟ لماذا يقوون مجددا فرصة جديدة لانفصال جديد في السودان؟ الا يخجلون وهم في قلب الخرطوم ان يدعموا انفصال جنوب كردفان؟ الا يخجلون من عقار ومبارك اردول وخميس جلاب الذين لم يساوموا شعب السودان على تقرير المصير ولم يدخلوا المفاوضات باسم الجبهة الثورية الا بإسم الحوار بين ابناء السودان الواحد الموحد؟! الا يخجل الحزب الاتحادي الديمقراطي احد أحزاب الاستقلال من هذا الفعل؟ كيف يتحدث الميرغني سليل المراغنة عن العلمانية او الانفصال؟ كيف يدعم هذا الحزب العتيق فصيل مسلح يريد إجبار الشعب السوداني وحكومته على الركوع لبندقيته؟ انه زمان المهازل ليس الا.

هذا التحالف الجديد بين لافتات الحزب الشيوعي والحلو والاتحاديين هو تحالف ضد وحدة السودان، تحالف لا يجب ان يرحمه احد ولا يفتح له الابواب احد. من أراد أن يمرر مجددا انفصالا جديدا في السودان فعليه أن يمرره كفصيل انفصالي بوضوح، بدل هذا اللعب على الدقون، لو كان الحلو انفصاليا او علمانيا لما شارك في نظام الكيزان الديني لمدة تخطت الخمسة سنوات نائبا للسفاح احمد هارون في ولاية جنوب كردفان، لكن الحلو لا يريد سوى الاستمرار تاجرا للحروب، ليدفع له أطفال جنوب كردفان ونساء جبال النوبة ثمن تجارته السوداء القاتلة . لو كان الحلو يريد سلاما فالشعب قد صنع ثورة من أجل السلام قدم فيها ارتالا من الشهداء في كل أنحاء السودان حتى انتصر، وفتح الابواب للحلو ولغيره من الحركات المسلحة فاستجابت الجبهة الثورية وانضمت بطيب خاطر ووطنية لنداء الثورة السودانية بلا أي شروط تعسفية، بينما تعزز الحلو على ثورة الشعب السوداني وطفق يمليء في الشروط ويهدد الشعب السوداني الثائر بأحدي اثنتين العلمانية او الانفصال ! فهل هذا فصيل مسلح يستحق أن يخرج له طفل في شوارع الخرطوم احتفاءا به دعك عن حزب سياسي أو تجمع مهنيين!.

تلك مفاوضات جوبا لو ارادها الحلو عليه ان يدخلها بدون شروط مسبقة وبلا عنجيهة، تماما كما دخلتها الجبهة الثورية، فليس الحلو أعظم مقاما من الجبهة الثورية ولا أشرف قدرا منها، السلام الذي هتفت له ملايين الحناجر في ثورة السودان لم يكن سوى سلاما بين الاخوة في الوطن العزيز، فمرحبا بمن أراده وتعسا لمن أبى. اما البائسين المصفقين للانفصال من تجمع مهنيين ومن معه فقد عرفوا حجمهم الحقيقي بفشل مليونيتهم وعلموا ان دعوتهم البائسة لا يدعمها احد من أبناء السودان ولن يصفق لها احد، فليرعووا، فإن صمت الشعب عنهم الآن فإن المرة القادمة إن عادوا سيواجههم بشيء واحد فقط هو ( البل ) ولا شيء سواه، وسيظل السودان واحدا وموحدا رغم انف المهرولين.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.