العّلا تعيد الدفء للبيت الخليجي

العّلا تعيد الدفء للبيت الخليجي
  • 06 يناير 2021
  • لا توجد تعليقات

عواطف عبداللطيف

مساء الاثنين حينما فتحت الاجواء البرية والجوية والبحرية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر تناقل الكثيرون الخبر بعضهم بحذر وريبة واخرون بتفاؤل وفرح فعززها وأطرها بالحيوية لقاء الثلاثاء ٥ يناير ٢٠٢٠م الدافيء والعناق الحميم بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والشيخ محمدبن سلمان بمهبط منطقة العّلا الأثرية التي تبعد عن المدينة المنورة 300 كم والتي يبدو أنها اختيرت بعناية شديدة لتكون بقعة مباركة لالتحام منظومة دول مجلس التعاون الخليجي بعد سنوات الخصام والتنافر والحصار سيء السمعة والذي بأي حال من الأحوال لم يكن فال خير علي أي طرف لما يربط أهل الخليج بعضهم بعضا لحمة الدم والنسيج الاجتماعي المتغلغل في العظم هذا اذا تجاوزنا المحيط الجغرافي المتداخل والأرضية المشتركة في مفاصل الحياة المجتمعية ..والشراكات الاستثماريه الضاربه الجذور والمصالح التجاريه المتشابكه …

فقمة العلا كسرت الحواجز النفسية وقفزت بسهامها للاهداف الجادة الرصينة وشدت أنتباه المحيط العربي والإقليمي والدولي فدول الخليج تتماذج ضمن الحراك القوي اقليميا وعالميا وتشكل ارقاما فارهة لا يمكن تخطيها ضمن المنظومة العالمية ومتغيراتها وهي بقعة فاعلة ومؤثرة في الميزان الاقتصادي و السياسي العالمي الاقليمي العربي والاسلامي وأياديها طويلة في الفعل الانساني والنهضة والتطور العلمي ومؤشرات الاستدامة والنماء .

فترة الحصار والتي أمتدت لثلاث سنوات ونصف بالتمام والكمال كان أقساها أنها طعنة أخ وقريب ولكن بفضل الله وجهود الخلص من نفس جسد الخليج دولة الكويت بقيادة طيب الذكر الشيخ صباح الأحمد والذي استطاع رأب الصدع وتهدئة الخواطر وقيادة جهود مكوكية أوصلت السفينة لمرسي مهبط العلا الذي ستنضج بنوده بتروي ورؤيه واضحة خاصة وان فترة الحصار لا اعاد الله سيرتها جعلت من كل بقعة ودولة تسعي للتميز والتقدم وسد الثغرات وبناء القدرات المحلية وفي كل الاتجاهات مما يجعل من القدرة علي بناء وشائج أكثر متانة وقوة لكيان مجلس التعاون الخليجي في ثوبه المتجدد اكثر حظا وضرورة ملحة لاعادة بوصلته للامام وسد الابواب أمام الساعين للفرقة والشتات وبذر الكراهية لمآرب ضالة ومغرضة .

فهذه الدول اليوم ليست هي دول الامس فقد تدفقت مياه كثيرة ساخنة وباردة خلال هذه الازمة محليا وعالميا مما يحتم وضع هذه المنظومة في قواعدها الصحيحة وتنقيح مساراتها بشفافية وحرص لاستخلاص المفيد فالعالم مجراته تتحرك بأسرع من سرعة الصوت والجبهات التي تهدد الاستقرار أكثر من التي كانت بالامس وميزان اقتصاديات الدول تتغير والسياسة تتمحور والقدرات ايضا تنضب وتشح .. وما عاد القرب الجغرافي وحده هو الذي يحتم الضرورات فالعالم اليوم كما يعلم الجميع صار بيت واسع مفتوح الساحات وتتحكم به ضغط الأزرار وتكنلوجيا المعرفة .. وها هي جرثومة كورونا ما زالت خفية تهز عروش أعتى البلدان وأقواها …وكادت كوفيد 19 تركعها وتخرجها من مسارات التقدم والرقي ..

مبروك هذا الصلح ولم الشمل الخليجي والذي حدث الناس عن صفاء السريرة وعزيمة أبناء اللحمة الواحدة وجيل الشباب الناضج الذي تسنم القيادة لتجاوز العقبات ومخاض عسير لبناء كيان اكثر قوة ينفع ولا يضر ويعزز اقتصادها الذي تاثرا كثيرا بجائحة الحصار البغيض .



اعلامية كاتبة
Awatifderar2@gmail.com

التعليقات مغلقة.