الفشقة سودانية ولا عزاء للبائسين

الفشقة سودانية ولا عزاء للبائسين
  • 15 يناير 2021
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

استعادت القوات المسلحة الأراضي السودانية التي استولت عليها المليشيات الإثيوبية وهذا شيء طبيعي وعادي، فقد عاد الحق لاصحابه، غير الطبيعي أن تغضب إثيوبيا لذلك وتعتبر ان ذلك انتهاكا لحدودها ويرسل سفيرها التهديدات المبطنة من داخل الخرطوم وكأنه يتحدث في اديس اببا ولا تحرك الخارجية ساكن!!

لا نملك اي عداء تجاه إثيوبيا وهي جارة نقدرها ويضم السودان آلاف ان لم يكن ملايين العمال الاثيوبيين ويعيشون في السودان معززين مكرمين ويتمتعون بكل الحقوق، ولا يشعر اي سوداني تجاه اثيوبي داخل السودان بعداوة او ضغينة، كل شيء سمن على عسل، ولكن كل هذا لا ينسينا ان الفشقة سودانية وتم احتلالها بطريقة غير شرعية من مليشيات الشفتة الإثيوبية وظلت هذه المليشيات عبر سنوات طويلة تنتهك حقوق المواطنين السودانيين في الحدود لدرجة اغتيالهم، وظل السودان طيلة الفترة الماضية متحملا الاذى نتيجة وجود حكم شمولي كان يريد أن يحافظ على علاقة جيدة مع إثيوبيا من أجل كسبها لصالح النظام او تحييدها في الصراع السياسي السوداني مع المعارضة السودانية بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان، وذاك النظام سقط بقوة الشعب وطبيعي أن يسعى النظام الجديد نحو أن تعود الأراضي لصاحبها ويطمئن المواطن السوداني والمزارع في الفشقة وما جاورها وعلى طول الشريط الحدودي من هجمات العصابات الإثيوبية.

لم يستغل السودان الحرب الإثيوبية الداخلية، ولا يحارب بالوكالة عن دولة اخرى، السودان استعاد اراضيه وبسط سيطرته على ترابه، ويجب أن تتقبل اثيوبيا هذا الأمر وتمضي إلى الامام، فالسودان لا يريد حربا ولا يسعى لها ولا يعتزم الأضرار بعلاقته التاريخية وعلاقة الاخوة والجوار مع اثيوبيا ولكنه بالمقابل لا يريد أن تكون هذه العلاقة على حساب اراضيه وسيادته.

قد نتفهم موقف السفير الأثيوبي فهو منطلق من كونه اثيوبي، لكن ما يستغرب له هو الموقف المخزي لنشطاء وسياسيين ومواطنين سودانيين، يتحسرون على انتصار الجيش السوداني وهو يخوض حرب تحرير وطنية! الملاحظ أن هؤلاء البائسين المغتاظين من تحرير الفشقة هم نفس الذين أحزنهم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وهم نفس الذين أغضبهم توقيع السلام في جوبا وهم نفس الذين صفقوا لاختطاف الحزب الشيوعي لتجمع المهنيين و(لحقه امات طه) وهم نفس الذين يسيرون المواكب ويعلنون التصعيد لمقتل بهاء ويتجاهلون مقتل خمس نساء سودانيات برئيات على يد العصابات الإثيوبية في الفشقة، وهم نفس الذين صدعوا راسنا بهتافات (تسقط تالت) و(تسقط لمن تظبط)، القاسم المشترك بينهم هو الحلم بأن يتدمر السودان او يغرق في الفوضى اويغطس في الحضيض من أجل ان تسقط حكومة الشراكة بين المدنيين والعسكر ويعود السودان لشمولية جديدة ثم يأتوا هم بوجه مسرور ليقولوا لنا: ( اها ما قلنا لييييكم )، الغريبة ان نفس هؤلاء البائسين كانوا يستفزون الجيش طيلة الفترة الماضية بقولهم ان الجيش السوداني منذ الاستقلال لم يطلق طلقة واحدة على الاعداء، وكل طلقاته موجهه ضد السودانيين، والآن حين أطلق الجيش آلاف الطلقات على الاعداء، أسقط في يدهم .

حين تخوض الأوطان معارك التحرير العادلة لا ينظر أصحاب الوطنية والانتماء للتراب والتاريخ إلى من هو الكاسب ومن هو الخاسر، بل يتركون خلافاتهم الداخلية ويتوحدون ضد العدو الخارجي، فالكل رابح حين يستعيد الوطن اراضيه والكل خاسر حين تظل أراضي الوطن محتلة بواسطة الغير، فليقف البائسون مع جيشهم او فليصمتوا فإن العار ان يطعن مواطن جيشه من الخلف وهو في حالة حرب.


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.