دور النشر السودانية وأفق التحول

دور النشر السودانية وأفق التحول
  • 07 مايو 2017
  • لا توجد تعليقات

منصور الصُويّم

مشاركة السودان، في فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي اختتم قبل شهر تقريبا، اختلفت قليلا عن الأعوام السابقة، إذ زاد عدد دور النشر المشاركة من اثنين أو دار واحدة في السنوات السابقة إلى أربع دور في هذا العام.
ورغم أنها مشاركة خجولة إذا ما قورنت بالمشاركات العربية الأخرى، بيد أنها تعطي مؤشراً جيداً أيضاً على الحضور السوداني في مثل هذه الفعاليات الثقافية المهمة، رغماً عن الظروف الاقتصادية الخانقة التي تحاصر البلاد، ويعانيها الجميع، وتكتوي بنيرانها خصوصاً دور النشر، والمكتبات، وصناعة الكتاب بصورة عامة.
من الملاحظات التي يمكن أن يسجلها زائر المعرض عن الدور السودانية المشاركة تشابه المعروض من الكتاب، إذ إن العناوين نفسها تتكرر لدى لدور المشاركة ذاتها، وربما يعود ذلك إلى تراجع عملية النشر في السودان خلال السنوات الأخيرة بسبب أزمات الورق وارتفاع أسعار الدولار مقابل العملة المحلية، وهذا ما جعل الإصدارات الجديدة محدودة وشبة معدومة، وهو أمر يتطلب من الدولة أن تنظر بشكل خاص لعملية نشر الكتاب، بوصفها فعلاً ثقافياً ضرورياً، قبل أن تكون عملية تجارية، حتى تتمكن هذا الدور من المضي في مشروعاتها المتعلقة بالنشر.
دور النشر السودانية التي شاركت في معرض الرياض للكتاب هذا العام، هي: دار عزة للنشر، ودار المصورات للنشر، ودار المتوكل للنشر، ومركز قاسم للخدمات، وهي تكاد تكون أنشط دور النشر الموجودة حالياً في السودان، التي تمكنت من الصمود حتى هذه اللحظة في سوح هذا المجال الطارد بسبب الظروف آنفة الذكر. وعرضت هذه الدور خلال أيام المعرض أشهر وأهم الكتاب السودانية الصادرة أخيراً سواء في مجال الأدب أو التاريخ أو الفكر، أو تلك التي صدرت عن إحدى الدور المشاركة أو عن دور نشر أخرى سودانية أو عربية، ومن أبرز العناوين المطلوبة في المعرض بحسب مدير (دار المصورات للنشر) أسامة عوض، (سلاطين باشا – السيف والنار، مؤلفات الروائي عبدالعزيز بركة ساكن، كتاب معاوية حسن يسن “تاريخ الغناء والموسيقى في السودان”، الروايات السودانية التي صدرت حديثاً لسارة الجاك وحمور زيادة وأمير تاج السر وعمر الصايم، وغيرهم من الروائيين والقاصين السودانيين).
بشكل عام يمكن للزائر المهتم أن يلاحظ أيضاً، فقر دور النشر السودانية من ناحية المعروض مقارنة مع دور النشر العربية، فبينما تتنوع العناوين لدى دور النشر الأخرى دون التقيد بجنسية الدار، لا تزال دور النشر السودانية محصورة في محليتها مع اعتمادها على عناوين في أغلبها صدر منذ سنوات طويلة، وربما كان من الأجدى والأمثل لهذه الدور لو أنها اتجهت إضافة إلى النشر المحلي إلى النشر العربي بالتعاقد مع كتاب عرب معروفين قد يسهمون في الارتقاء بالمبيعات والتعريف أكثر بالنشر السوداني.
هذه مجرد ملاحظات عابرة لزائر لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وقد تصادف هذه الملاحظات ذاتها زائر معرض أبوظبي للكتاب، الذي تدار فعالياته خلال هذه الأيام، وتشارك فيه سودانياً دور النشر السودانية السابق ذكرها.

التعليقات مغلقة.