إلى متى تستمر هذه المحنة؟

يوم نجدد فيه العزاء للوطن

يوم نجدد فيه العزاء للوطن
  • 30 يونيو 2018
  • لا توجد تعليقات

آسيا المدني

أجدد العزاء، وألبس السواد، وأؤبن الوطن في يوم 30 يونيو يوم الشؤم.

يوم نعق فيه الغراب، وتوشحت الأرض بالسواد، وتلبدت فيه السماء بغبار السنين المظلمات. يوم خفتت فيه الأنوار، بل انطفأت، وأُجهضت فيه الأحلام، وتبددت فيه الأماني. يوم نحس.. يوم جاءت فيه الكلاب الضالة الجائعة.. هجمت فيه على المدينة الوادعة، يوم أن خطفت الفرحة من الطفل الغرير، ويومها نزعت الروح من الجسد. ويوم أن عمّ الفساد أرض الوطن، ونزل فيه على السودان سوط العذاب، وحكم عليه بالإعدام من خارطة البلدان بعدما كان يشار إليه بالبنان.. يوم أن بدأت تهد بالمعاول مفاصل دولة السودان، معاول كأنها البركان..لا يترك البحر ولا الشجر ولا الحجر ولا الإنسان.

معاول هدمت التاريخ، وهدت الحضارة، ودمرت الاقتصاد، وأذابت المعاني، وعصرت الإنسان.

معاول الإنقاذ شردت الأسر، وقتلت الرجال، وأنتجت الكراهية، وأفرزت الظلم والفساد، وأشاعت الفاحشة والرذيلة، وأهانت كرامة الإنسان.. يوم جاءت فيه تلك الشرذمة الضالة.. .يوم شؤم. . يوم غبن.

يوم كُتب فيه تاريخ السودان بالمداد الأسود.. سودان الجهل.. سودان التخلف.. سودان الجوع.. سودان الذل.. بل أصبح الجندي السوداني من المرتزقة يباع ويشتري بسعر بخس.. دراهم معدودة ليقوم بحرب ما بدل الأعزاء.. أي ذل هذا؟ وأي هوان هذا؟

أليس هو سودان العز والإباء.. سودان الشرفاء.. سودان الأسود الضاريه.. سودان الحضارات الكوشية.. سودان المهدي ومن معه.. سودان علي دينار.. وسودان السلاطين.. سودان المجد والسؤدد.. سودان الشموخ.. سودان الرخاء والنماء.. سودان سلة غذاء العالم.. سودان السعة والاتساع.. سودان المليون ميل مربع.. سودان الأمل الواعد.. سودان الكرم والجود.. سودانا وطن الجدود.. السودان المحكم.. سودان الأرض الحبلى بالخير.

اليوم نبكي السودان الواحد الموحد.. اليوم نبكي وننتحب للمجد.. يوم نبكي على موطئ القدم، ونحن في قمة الندم.

ومن سخرية القدر أن يحكمنا من قطع أجزاء الوطن.. من سخرية القدر يحكمنا الكذاب الأشر.. من سخرية القدر أن يقودنا من هو مطلوب للعدالة الدولية.. ومن المهازل أن يتقدمنا من أراق دماءنا في دار فور وجبال النوبة في كردفان والنيل الأزرق، وأذل انسان الشمال.

من خيبة الأمل أن نلين ونستكين لمن حرقنا بنيران الفقر، وحطنا في الدرك الأسفل بين الشعوب، وعبث بمقدراتنا، وجعل الجنيه السوداني أضحوكة العملات.

ومن الذل والمعيب أيضاً القول إن الرئيس رمز السيادة.. وأي سيادة تلك؟ لماذا لا يسلم للمحكمة الجنائية إذا كان (حاملاً قرعته الله يا كريم بين الدول)؟ وأي ذل أكثر من هذا 30 عاماً حسوماً ونحن نرذح في الظلم والاستبداد والفساد وانتهاك حقوق الإنسان، وتكميم الأفواه، واعتقال الرجال والنساء والتصفيات الجسدية.. العذاب بجميع أصنافه والتعذيب والتنكيل والتشريد والتمكين للزبانية.

إلى متى تستمر هذه المحنة؟  وإلى متى نبكي ونتباكى على الماضي؟ من ذا الذي يفك أيدينا من الأسر؟ أشخص من كوكب آخر؟ أننتظر معجزة؟

 

 

الوسوم آسيا-المدني-

التعليقات مغلقة.