يااا ربي .. لماذا هذه الحكومة تكره (شعبها) هكذا ؟!!

يااا ربي .. لماذا هذه الحكومة تكره (شعبها) هكذا ؟!!
  • 31 يناير 2019
  • لا توجد تعليقات

د. بشير إدريس محمدزين

لم يكن كثيرٌ من السودانيين، وخاصةً أهل الخرطوم، يصدقون الفظاعات التي كان يكتبها الإعلام الغربي ويقول إن الحكومة السودانية ترتكبها في دارفور!! الآن، وبفضل المظاهرات، أصبح ممكناً لأهل السودان قاطبةً، ولأهل الخرطوم خاصةً، أن يصدِّقوا ويتيقَّنوا مما فعلت هذه الحكومة في دار فور، وكردفان والنيل الأزرق!! الآن، وعندما رأي أهل الخرطوم، أصبح ممكناً أن يري ويصدق كلُّ أهل السودان هذه الفظاعات، ويتخيَّلوا ما هو أفظع منها !! الخرطوم هي التي تري، وتسمع لنا جميعاً، وهي التي تقول لنا، وللعالم الآخر عنا وعن السودان، وليس كردفان، ولا دار فور، ولا النيل الأزرق!! والآن فقط أصبح ممكناً أن يقول أهلُ الخرطوم ومن ورائهم كل أهل السودان، وبملء أفواههم (معاكم حق والله) يا المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، ومجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية!!

فهذه الحكومة وببساطة تقتل شعبها ولا تبالي! وهم يقتلون ويسحقون لأنهم يكِنُّون حقداً عجيباً علي هذا الشعب..حقداً لا يمكن تخيله أبداً -ودون سبب- كشفت عنه الطرق البشعة التي يعامل بها رباطة الحكومة المتظاهرين هذه الأيام!! طرق أقلّ ما يمكن أن توصف به أنها في غاية الوحشية، والحقد، والبربرية..

ماذا تريد هذه الحكومة أن تقول للناس من خلال هذه الوحشية التي تمارسها ضد شعبها سوي أنها تكره هذا الشعب بلا حدود؟! فماذا تتوقع من هذا الشعب سوي أن يكرهها بالزيادة، وبلا حدود كذلك؟!

كيف يمكن لهذه الحكومة بعد الآن، ومهما أوتيَت من أساليب كذب، وتلفيق، ونفاق أن تقنع الناس أنها حكومتهم، وأنها منهم وإليهم، وهي بذات الوقت تأمر ماليشياتها بسحق عظام أبنائهم الشباب المحتجين بهذه الفظاعة المتوحشة التي شاهدها العالم كله عياناً جهارا ؟!!

من يمكن أن يتصوَّر أن هذا الذي يحدث هو بأمرٍ مباشر، وبرضا تام من رئيسهم الذي (يؤمن بالله)، ورسوله، ويقول إنه يخشي الله ويخاف عقابه، وأنه يعمل لخير هذا الشعب؟!

هل يمكن لإي إنسانٍ سويٍ أن يتصوَّر أن متوحشاً من قِوي أمن النظام يمكن أن يتجرد من إنسانيته إلي حد أن يندفع بسيارته بجنون، وبوحشية ليدهس عمداً، وقصداً، وإصراراً أناساً سودانيين (مثله)، وربما أهله، كل ذنبهم أنهم جاءوا يُعزُّون رجلاً فجَعه (الرباطة) في ولده الوحيد؟!!

من يمكن أن يتخيَّل أن شخصاً سوياً، ومهما أمتلأ قلبه بالكراهية، والوحشية، أن يوجه رُصاصةً قاتلة، وبقصد، إلي قلب طفلٍ في العاشرة فقط لأنه تواجد ضمن محتجين علي تقصير الحكومة؟!!

من يمكن أن يتصوّر أن متوحشاً من هؤلاء (الرباطة) -كما تظهر مقاطع الڤيديوهات المصورة- يمكن أن يصعد إلي أعلي قمة في كابينة سيارته (التاتشر)، ثم يقفز منها بأشد ما أوتيَ من قوة برجليه علي متظاهرٍ يثبِّته له (رباطةٌ) آخرون علي سطح السيارة ليهرس عظامه وأحشاءه بلا رحمة ؟!!

هل يمكن لرجلٍ سويٍ، ومتوازن، بعد هذا، أن يؤيد حكومة هذه الفظاعات التي تصل حد الدهس، والهرس المتعمَّد، والتهشيم والسحق ؟!

وماذا يقول مؤيدو هذه الحكومة لربهم عز وجل، بعدما رأوا بأم أعينهم، هذه المشاهد الفظيعة التي لا يمكن تخيلها؟!

يقول إبن القيم: 
‏(فمن كان ظهيراً وعوناً للمجرمين من الظلمة على ظلمهم ليتخلَّص بمعاونتهم ومساعدتهم من ألم أذاهم..أصابه من ألم الموافقة لهم عاجلاً وآجلاً أضعاف أضعاف ما فرّ منه، وسنَّة الله في خلقه أن يعذِّبهم بأيدي من أعانهم وظاهرهم).. (شفاء العليل، إبن القيم )

لم يسمع بعضُ الناس، ولم يصدق بعضٌ آخر من قبل ما كان يقال عن هذه الحكومة لأن للسودان عيناً واحدة، وأذناً واحدة وكلتاهما مركَّبتان في الخرطوم بكل أسف !!

bashiridris@hotmail.com

التعليقات مغلقة.