أسود البراري صنّاع المجد والوطنية

أسود البراري صنّاع المجد والوطنية
  • 08 مارس 2019
  • لا توجد تعليقات

ياسر عرمان

بري كانت ولا زالت حصن من حصون المقاومة، وقلعة من قلاع الوطنية ومصنعاً من مصانع الفخر الوطني، هزمت ميليشيات الإسلام السياسي التي لم تتصدي لغازي ولم تحمي حدود الوطن ولم تتربي علي الأخلاق أو الوطنية أو احترام الدستور والقانون، فهي مجرد ميليشيا رئيسها مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.

أولاً أحيي من سرّب هذا المقطع، قصد أم لم يقصد، فهو قد كشف عن الهزيمة الماحقة التي أنزلها ‘أسود البراري’ نساء ورجال بالمشروع الحضاري الذي بدأ بالحديث عن ‘أمريكا روسيا قد دنا عذابها’ وانتهي بطلب الحماية من روسيا والمساومة مع أمريكا.

إن بري الدرايسة هي (سويتو) السودان.. فكما هزمت سويتو، الضاحية العظيمة في مدينة جوهانسبيرج، نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، فقد هزمت بري الدرايسة نظام الفصل ‘الديني’ ومشروعه المسمي ‘حضاري’ في قلب الخرطوم.

الذين اعتدوا علي المدنيين الآمنين في بري، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الوطني والدولي، هم نفس الذين حدثونا خلال ثلاثين عاماً عن تحرير بيت المقدس (وخيبر خيبر يا يهود وجيش محمد سوف يعود)، وكانوا فرحين جزلين وهم مسلحين حتي الأنياب، وتحرسهم عربات محملة بالمدفعية وهم يدخلون إلي ميدان حي من أحياء العاصمة، يلزمهم القانون والدستور بحمايته وحماية أهله وبمسلكهم هذا قد فضحوا ما قاموا به في ريف دارفور، وجبال النوبة والنيل الأزرق من جرائم، وعليهم بعد الآن أن لا يحدثونا عن استهداف المجتمع الدولي لهم، فهم الذين يستهدفون شعبهم، والمدنيين في قلب الخرطوم، وعليهم بعد الآن أن لا يحدثونا عن تصديهم للحركات المسلحة، فأسود البراري لا يملكون من السلاح إلا إيمانهم بحقوقهم العادلة والدستورية.

إن إجرام النظام الآن قد توزع علي ريف ومدن السودان وقد توحد أهل السودان جميعاً ضد إجرام النظام.
بري هي التي انجبت عبيد حاج الأمين أحد قادة ثورة 1924، وهي الثورة التي علّمت الناس المظاهرات وقد استشهد عبيد وهو ابن 34 عام في سجن واو، ودفن في مدينة واو، عنواناً للصلات الدائمة بين الجنوب والشمال.

الذين أساؤوا للقوات النظامية في هذا الميدان، عليهم أن يتذكروا انه في بري، وفي ميادينها، أعدم الإنجليز ضباط قوة دفاع السودان الذين خاضوا معركة النهر الثانية تحت قيادة عبدالفضيل الماظ، وقد أعدم في بري ثابت عبدالرحيم، وفضل المولي، وسليمان محمد، فأين أنتم يا ميليشيات النظام من هؤلاء؟

وأسود البراري هم أحفاد هؤلاء العظام، وأنا متأكد أنهم سيردون لكم، مع شعبنا، الصاع صاعين. فلتلتقي العاصمة كلها في ميدان بري الدرايسة حتي نهزم صلف هذه الميليشيات وحتي لا يتم الإعتداء علي أي من أحياء العاصمة مرة أخري، فموعدنا جميعاً بري الدرايسة عما قريب.

المجد لأسود البراري والمجد لنساء بري الشامخات.

الوسوم  ياسر-عرمان

التعليقات مغلقة.