الصادق المهدي بالدمازين : القوات المسلحة تعاني التشويه والسلام القطاعي لا يجدي

الصادق المهدي بالدمازين : القوات المسلحة تعاني التشويه والسلام القطاعي لا يجدي
  • 15 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

الدمازين _ التحرير _ محمد حسيب:

السلام لن يتحقق إلا ضمن إستراتيجية محكمة


تناول قضية السلام بالقطاعي لا يجدي ويفتح الباب للمزايدات

يجب أن يقبل حميدتي ومن معه في مهمة بناء الوطن


البشرى عبدالحميد: الحزب يشارك أهل الولاية العيد الأول للثورة التي  أشعلوا وقودها

استهجن رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي انتقاد البعض ابنه اللواء عبد الرحمن؛ لأنه اعتذر للشعب عن مشاركته في حكومة العهد البائد .

وقال المهدي في خطابه الذي القاه بمدينة الدمازين اليوم (السبت 14 ديسمبر 2019 م )، : “ابني اللواء عبدالرحمن كان من الذين استجابوا للنص ، ونشر بياناً بموقفه الأسوياء الذين استحسنوا بيانه، ولكن بعض المعاقين بالفكر وبالعاطفة قالوا: اعتذارك ما بفيدك. وآخرون قالوا: لماذا يوافق والدك على عودتك للقوات المسلحة، ولم يعاد الآخرون؟ وآخرون اعتبروها خطوة تكتيكية للعودة لدور سياسي في حزب الأمة”.

وأشار  المهدي إلى أنه وافق على رد اعتباره العسكري، وطالب بعودة الآخرين، وفتح لهم مكتباً في دار الأمة لمواصلة المطالبة بالإنصاف.

وأكد الإمام أن بيان ابنه  عبدالرحمن بعيد من كل هذه الخزعبلات، لافتاً إلى أنه تلبية للنداء المذكور، ومخاطبة لسدنة النظام أن يقتدوا به.

وأشار رئيس حزب الأمة القومي إلى أن السلام لن يتحقق إلا ضمن إستراتيجية محكمة، ومتفق عليها تتخذ عدداً من  الخطوات تتمثل في اجتماع خارج السودان برعاية إفريقية ودولية للاتفاق على وقف العدائيات، وتسريح ودمج القوات، وهيكلة قومية للقوات النظامية، وإعادة الحواكير لأصحابها، واحتواء المليشيات الحزبية والقبلية، واجتماع داخل السودان للاتفاق حول الأسباب التي أدت للنزاع، وسبل معالجتها وأهمها: الحكم اللامركزي الحقيقي، والتوزيع العادل للثروة والسلطة، والتمييز الإيجابي للمناطق المهمشة، والاعتراف بالتنوع الديني والثقافي، والاستجابة لمطالب قومية مؤسسات الدولة، ومساءلة الجناة وإنصاف الضحايا، وتوازن العلاقات الإقليمية والدولية.

وقال إن ما يتفق عليه في المرحلة الثانية يبرم بموجبه اتفاق في مؤتمر قومي للسلام، ويحال للمؤتمر القومي للدستور ليصير جزءاً لا يتجزأ من الدستور، وأضاف: الخطوتان الثانية والثالثة ينبغي أن تكونا بمشاركة كافة شركاء السلام.

وأوضح رئيس حزب الأمة القومي أن تناول قضية السلام بالنهج القطاعي لا يجدي  ويفتح الباب لمزايدات بين القوى الثورية، ومحاولات البعض الاستنصار بقواعد قبلية، ما يؤجج النزاعات القبلية كما حدث في شرق السودان.

ولفت المهدي إلى أن الوضع الحالي في القوات المسلحة يعاني من التشويه الذي صنعه الطاغية لصالح بقائه،  مبيناً أن علاجه بالشعارات لا يجدي وأن  المطلوب الاتفاق  على المباديء ويكلف المكون العسكري بالتصدي للعلاج على أساس المباديء الصحيحة.

وأشار المهدي إلى أن  موضوع الدعم السريع لا يمكن تناوله بالأماني، وكنتُ أول من انتقد الدعم السريع وكلفني ذلك بلاغات أدت للسجن، واتهام عقوبته الإعدام. و لكن إذا كان موقف حميدتي كما هو معلوم ثم انحاز لمطالب الشعب يجب أن يعامل بإيجابية فعله، وأن يقبل هو ومن معه في مهمة بناء الوطن، أما الاتهامات الموجهة له ولقواته، فالأمر سوف تتناوله العدالة الانتقالية.

وقال رئيس حزب الأمة القومي إنهم سوف يكونون هيئة عليا للتصدي للنزاعات القبلية في جميع أنحاء السودان ولجنة من الحزب والهيئة وناظر رفاعة وممثلين لقبيلة الفلاتة للالتقاء بالطرفين، وتأكيد الصلح على أن يشارك في الأمر المك الفاتح عدلان.

وأشار المهدي إلى أنهم سيناشدون الجهات الرسمية في المركز لمساندة دور الولاية هذا مع مناشدة الوالي بذل كل جهد ممكن لإخماد نار الفتنة.

تجدر الإشارة إلى ان مساعد رئيس حزب الأمة القومي المستشار البشرى عبد الحميد كان قد قدم الإمام الصادق لمخاطبة الجماهير، وحيا البشرى في مستهل كلمته جماهير الولاية على دورهم في الثورة، وفوزهم بقصب السبق في اشعال نار الثورة، وتسجيل علامة فارقة في هذا المضمار، وترحم على شهيد الثورة ابن الدمازين حذيفة، وجميع شهداء الثورة،  مشيراً إلى تاريخ الدمازين النضالي بوصفها واحدة من أهم خطوط حماية الوطن ضد الغزوات، وقال: “إن الدمازين تمثل سوداناً مصغراً من خلال التمازج العرقي الواسع الذي  تتمتع به الولاية”.

وأشار البشرى إلى أن زيارة الحزب في هذا التوقيت تأتي لمشاركة أهل الولاية العيد الأول للثورة التي  اشعلوا وقودها، وللوقوف على مشكلات الولاية والإسهام في إيجاد حلول لها.

وقدم البشرى الإمام الصادق المهدي للجماهير بصفته قائداً سياسياً ومفكراً لا يشق له غبار،  وقال:” إنه أول رئيس عربي منتخب اختير في اللجنة التنفيذية للرؤساء على مستوى العالم، وصنف ضمن أعظم مائة مفكر على مستوى العالم بواسطة المعاهد الموضوعية في شرق وغرب آسيا، وحصل على جائزة قسي للسلام في الفلبين، وهى الجائزة الموازية لجائزة نوبل للسلام في الغرب، واختير بواسطة علماء المسلمين رئيساً لمنتدى الوسطية الإسلامية وعضواً مؤسساً لشبكة  الديمقراطيين العرب، وعضو المجلس العربي للمياه، وعضو لجنة  أعمال الدبلوماسية الوقائية، ورئيس مجلس الحكماء العربي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة آل البيت.

التعليقات مغلقة.