جملة مفيدة: “عندك خت ما عندك شيل”

  • 25 ديسمبر 2019
  • لا توجد تعليقات

ياسر فضل المولى

لعل القائمين على أمر الحكم حمدوك وصحبه أو البرهان وجيشه لا ينتظرون منا أن نذكرهم بان الزمن يمضي والستة أشهر التي حددوها لإعلان السلام كادت تنقضي، لكنهم يحتاجون إلى أن نلفت انتباههم إلى أن الحركات “المصلحة” و”الجبهة الصورية” “كترت حركاتها” “وزودت المحلبية”… فيا قادة الحركات أرجو ألا تنجرفوا وراء الأحلام الوردية والشروط التعجيزية … كما أرجو ألا تسمعوا إلى وسوسة من يريد بكم أمراً وبالسودان شراً.

الإخوة حملة السلاح دعوا المطامع والجرجرة وتسويف الأمور … فما كنتم تناضلون من أجله قد تحقق، أو هكذا نظن. وظننا أن من يستحق أن تفكروا فيه قبل أنفسكم وتطلعاتكم هؤلاء الشباب … شباب الثورة وكنداكات الوطن الذين توجوا كفاحكم المسلح ضد من خانكم وهمش دياركم وجوع أطفالكم وأهليكم وحرق أفئدتكم قبل بيوتكم …فهم من يستحقون أن تنصروهم قبل أن تنتصروا لأنفسكم وأهدافكم.. فالسودان فوق كل هدف؛ لأننا لو فقدنا الأرض فلن تجدوا مائدة تجلسون حولها، ولا فنادق تتجولون في ردهاتها، ولا طائرات تمتطونها لمشارق الأرض ومغاربها … فمن يأتي بعد الحريق لن يرحم، وكيف يرحم وهو من أذاق الناس المر، وأنكب هو في نعيم ما ظن أنه سيزول … فلننتبه إلى أن كثيرين لا يريدون للسودان خيراً، ولن يهنأ لهم بال إلا إذا رأوا بلادكم تتقلب في الجحيم.

الكل يعلم حجم الأطماع التي تترصد الوطن والتحالفات التي تعمل في الخفاء والعلن.. ولا تغرنكم الابتسامات العريضة في وجه البرهان أو حمدوك، فما هي إلا محاولات للاستقطاب، ودعوات للرضا بتنفيذ الأجندة… فالسودان بلد واعد وخيره كثير وموارده تكفي قارات، لكن الناس يخشون قوته، ويهابون أن ينهض، ويعملون دون أن يطيب ويتعافى …

كنت أحسب ومعي كثيرون أن الحركات المسلحة ستسجل حضوراً ثاني يوم من سقوط الطاغية، وتشارك الخرطوم فرحتها. وأن الحوار وليس التفاوض سيكون في القصر أو في ميدان أبوجنزير أو في ساحة الحرية ليومين، أسبوع، شهر “بالكثير” وكل يذهب إلى دوره في عملية البناء …بناء وطن الحرية والسلام والعدالة.. وطن المحبة والتسامح والعفو عند المقدرة … وطن “القيادة” وما أدراك ما القيادة …فوالله لو طبقنا ذاك النموذج الذي أدهش العالم، وذهبنا إلى بيوتنا ومكاتبنا في عاصمتنا وأقاليمنا وعملنا جميعا من منطلق “عندك خت ما عندك شيل” لكان اليوم أمرنا آخر.

عندك خت ما عندك شيل تعني التكافل والأمانة تعني الثقة، حب الإنفاق والعفة …تعني المحبة والإيثار …تعني التنازل والتراحم، تعني المساواة وتضميد الجراح بل تعني الكثير الكثير … طبقوها وطبقوا كل شعارات الثورة التي ألهمت الشعوب … ولنحذر أن نفرط في أعظم ثورة عرفتها البشرية مطلقاً…

جملة أخيرة:
الوطن أمانة وتعطيل السلام خيانة … ومخدوع مخدوع من ظن أن شباب السودان وكنداكاته سيؤتون من بين أيديهم أو خلفهم …فالشعب ليس هم الحكومة ولا السيادة فحسب، هؤلاء هم فقط سفراء الشعب والشعب هنااااااك ينظر ويراقب.

yaserazazy@yahoo.com

التعليقات مغلقة.