المدونة الصحفية –لا تهُزَّنًكُم العاصفة

المدونة الصحفية –لا تهُزَّنًكُم العاصفة
  • 10 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

هيثم الفضل


الديموقراطية منهج شامل للحكم والأخلاق والسلوكيات الجماعية والفردية وثقافة تعمل على تمييز من يتبناها كـ ( فلسفة ) للحياة تمييزاً سافراً واضح المعالم ، أما الذين يناقضونها فليس ثمةْ وصف يتناسب مع ( منهجهم ) سوى ( البربرية ) والإعتماد الكُلي في الإنجاز على السطوة والتعالي و( تجاهل ) الآخر.

الديموقراطية لا يمكن مقارنتها وموازنتها على مستوى الجدل الفكري إلا مع اللا ديموقراطية أو التسلُط وفرض الذات بالقوة ، أما مقارنتها مع نظام سياسي على غرار ما يفعل بعض الجهلاء حين يقولون أن زمان الإنقاذ المشئوم كان أفضل من ما نحن فيه الآن لمجرد الصعوبات والضغوطات الحياتية ، رغم تأكيدنا على إستحقاق الشعب أن ينتزع ( جبراً ) طموحاتهُ وآمالهُ حتى من النُظم الديموقراطية ، فهو في رأيي محضُ إفتراء وتطاول على طبيعة الأشياء وسُنة الحياة وما جبل الله عليه الكون.

فالأصل في الخليقة ( الحُرية المُطلقة ) بلا وازع ولا كابِت سوى ما يضير بإمتداد حرية الآخرين أو ما ترتضيه الجماعة من ( إذعان ) تُنظِّمهُ القوانين واللوائح والأعراف  ، أما ما يحدث الآن وما يسميه البعض فشل للحكومة الإنتقالية فهو مجرَّد ( جزئية ثانوية ) لا تذكر في مقام المنهج الديموقراطي إذ أن إمكانية التخلُّص من الفشل عبر إعفاء الحكومات وتغييرها عبر الدساتير الديموقراطية ، هي في حد ذاتها واحدة من سُبُل ( النجاح ) في تحقيق الآمال والطموحات الشعبية.

لا تتراجعوا ولا تقنطو قيد أنملة ، فقد بذلنا لخطوتنا الأولى في الإتجاه الصحيح أثماناً غالية وتضحيات ، فالإيمان بالفكرة والتشبُّث حتى ( الموت ) بالحرية والسلام والعدالة والتمتُّع بدولة المؤسسات هو بلا شك ( الطريق الأصوب والأقصر ) للحصول على الخبز والوقود والصحة والدواء والتعليم والإستقرار الإقتصادي .. لا تهِزَّنكم العاصفة التي بلا شك يليها الهدوء والسكينة والإطمئنان.

الوسوم هيثم-الفضل

التعليقات مغلقة.