هندسة الفوضى- مدينة فاضلةوشعب عظيم

هندسة الفوضى-  مدينة فاضلةوشعب عظيم
  • 20 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

صديق الشم

المدينة الفاضلة.. افعالها كلها صواب، فلا يتغذى أهلها بالأغذية الضارة يحافظون على النظافة، من الايمان، ويتريضون، ينامون باكراً، يصنعون جودة للحياة ويعمرون الأرض، من خلال افعالهم واقوالهم، ممنوع الكذب، بل هو قول لا يفقهونه، اسماً ومعنى، لا يشهدون الزور، وليس لديهم لغو ليمروا عليه، لا يسرقون.. ويستحلون المال العام قلوبهم (الرحمة).. لا تنزع الا من شقي).. وكم هم اشقياء، من سرقوا قوت الجوعى واليتامى والمساكين!! لسان حالهم (عندك خت .. ما عندك شيل)،


يحبون بعضهم بعضاً،لا يعرفون تصريفاً للفعل (اكره).. ويصرفون الفعل (أحب)، في كل الأماكن والازمنة.
لا يتاجرون بالدين يحفظون العهود يحترمون اوطانهم، ولا يبيعونها بثمن بخس يمتثل حكامها بالقدوة الحسنة، وعمري.. ارى ذلك في فكر.. وحكومة (ثورة) القرن، (ولو كره …..)! من خلال مسؤولين ووزراء، ينزهون أنفسهم عن الحرام سوف يتحقق ذلك بإذن الله، بعد ان يأخذ العدل مجراه، في المفسدين، والظالمين، بعدها.. لن يسرق، ولن يظلم أحد، ومن يفعل فأمامه ما امامه؟ وفكرة المدينة الفاضلة، قد سبقت عصور الفلسفة، من خلال حلف الفضول، قبل وبعد الرسالة المجيمدية، فكانت منهجاً لتزكية النفس، وإقامة العدل، ورد المظالم لا شعارات جوفاء، ارهقت البلاد والعباد.


حيث يحدثنا التاريخ ، ان حلف الفضول هو أحد أحلاف الجاهلية الأربعة التي شهدتها قريش، تعاهدوا فيه على أن: (لا يظلم أحد في مكة إلا ردوا ظلامته هذا الحلف قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، وله من العمر 20 سنة ،سببه ان رجل من زبيد خرج بتجارة اشترها منه العاص بن وائل، ولم بعطه ثمنها، ولم ينصر ، وفصعد الجبل ونادى: بين
يا للرجال لمظلوم بضاعته* ببطن مكّة نائي الدار والنفر
سمي بحلف الفضول، لأنّ قريشاً تحالفوا على أن يردوا الفضول على أهله، وتعاهدوا بالله ليكونن، يدا واحدة مع المظلوم على الظالم، حتى يؤدى إليه حقه، ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي، فدفعوها إليه وقال الزبير بن عبد المطلب:
حلفت لنقعدن حلفا عليهم* وإن كنا جميعا أهل دار
إن الفضول تحالفوا، وتعاقدوا* ألا يقيم ببطن مكة ظالم
كما عقد حلف الفضول، بعد الإسلام على ذات النسق، تبعاً لمباديْ الدين الإسلامي القويم ورسالته الخالدة.


ثم بعد ذلك حذت القرون والفلاسفة حذوهم، فجاءونا بالمدينة الفاضلة، يمثل أفلاطون الذي تدور آراؤه حول أسس المدينة الفاضلة، والتربية الاجتماعية أحد اهم المنادين بالمدينة الفاضلة، خلاصة آرائه لهذه المدينة ان الدولة عبارة عن وحدة حية تتكون من أعضاء ،والفرد خلية فيها (يشبهها بالإنسان). والحاجة الإنسانية تمثل الدافع إلى الاجتماع المنظم والرغبة في العمل تمثل القوة الشهوانية في الإنسان، قوة الغضب وتمثلها طبقة المحاربين الفضلاء قوة النطق وتمثلها طبقة الفلاسفة والحكماء ،وان الأخوة أساس الرابطة بين الأفراد ومن خواص المدينة الفاضلة ان لا يكون فيها طبيب، ولا قاض وفقا لقول الفيلسوف ابن باجة، يوافقه في الرأي (سقراط)،


فكل انسان أدى أفضل ما لديه، لم يكذب، لم يسرق، يحافظ على نفسه باعتباره خليفة الله في الأرض، ويفديها من اجل وطنه.. دين مستحق.

الوسوم -صديق-الشم

التعليقات مغلقة.