هندسة الفوضى-نَخْب (الشرَاب) الرئاسي

هندسة الفوضى-نَخْب (الشرَاب) الرئاسي
  • 27 فبراير 2020
  • لا توجد تعليقات

صديق الشم

لو لم تفعل الحكومة (الانتقالية)، شيء سوى.. تحقيق السلام، ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وتعزيز التعاون مع أمريكيا وألمانيا، لكفاها.. لأنها تهيئ الطريق لفتح باب الاستثمارات الأجنبية على مصراعيه، للاستفادة من الميز النسبية والتنافسية التي يزخر بها السودان، ارضاً وشعبا خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء السوداني، الدكتور عبد الله حمدوك، إلى ألمانيا، مؤخراً وما احدثته من، وهجاً مختلف ألوانه، ومشاربه وحوى هذا الالق، حقيبة دبلوماسية، تؤسس إلى عهد ذهبي، في العلاقات بين البلدين. إضافة الى ما تناولناه في مقال سابق عن زيارة الرئيس عبود والرئيس نميري والتعاون الضارب في عمق التاريخ.. حين تبرع السودان، إثر فيضان هامبورج عام ١٩٦٢ الذي دمر أكثر من (٦٠) ألف منزل وتسبب في وبائيات معوية معروفة بقيادة الرئيس عبود لألمانيا، بمبلغ من المال في ذلك الفيضان…. وكانت ألمانيا قد تبرعت قبلها للسودان عام 1958م، ظل التعاون الايجابي بين ألمانيا والسودان من خلال عدد من مشاريع، مثل التلفزيون والمدرعات ومعاهد التدريب المهني والمنح الدراسية، التي استفدنا منها في التعليم الجامعي، والدراسات العليا، الى ان سقط سهو في العهد السابق..

هذه الزيارة تجسر لعلاقة جديدة، تبشر بان (الماكينة) الألمانية قادمة.. عبر شراكة ثنائية مثمرة في أرض السودان البكر، لتنهمك سواعد بنيه الشابة وتتوجه طاقات مصانعه المعطلة نحو عمل دؤوب يحيل سهول السودان وموارده الكامنة إلى إنتاج وفير وذي قيمة مضافة، بما يحقق المصالح العليا للبلدين.


نعم سياتي الرئيس الالماني، وستحرك (ثورة) القرن الماكينة الالمانية نحو شراكات واستثمارات ثنائية بدأت تباشيرها بالكهرباء ولن تنتهي بالطاقة البديلة وستحدث الزيارة اختراقاً، يكسر حاجز السياسة (الخرقاء) للحكومة السابقة وسيكتب المرجفون في المدينة.. الذين بدئوا بدم كذبٍ، وقميص حمدوك وحديث، وخطاب.. حمدوك وكواليس وسواقط (الكِلم) وسينتهون الى أسفل القدمين، (الشراب). وعليهم ان يختاروا التشكيل المناسب للكلمة، اما ان يشربوا نخب نجاح الزيارة الرئاسية (صفوا)، او ينغمسوا في تفاهات (الشُرَاب)، فينزلقوا الى الاسفل، ويشربوا (كدراً) وطينا؟!

كتب التاريخ والعبر، لمن اعتبر؟! بأن “يونس بن عبد الأعلى” كان أحد طلاب اﻹمام الشافعي.. قال لنا يونس ناظرت الشافعي يوما في مسألة ،ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ،ثم قال لي: (يا أبا موسى لا يستقيم أن نكون إخوانا ،وإن لم نتفق في مسألة) وقال : “ما ناظرت أحداً، إلا قلت اللهم أجر الحق على قلبه ولسانه ،فإن كان الحق معي اتبعني، وإذا كان الحق معه ،اتبعته”.

لا تجعل الخلاف يوغر قلبك، وتسعى بشتى السبل لتنتصر لنفسك فالمعاني والقيم أكبر منك، وللأوطان حق عليك، واختلاف الرأي لا يفسد الود، ونصف رأيك عند اخيك، يقول العلامة ابن القيم: “وقوع الاختلاف بين الناس أمر ضروري لا بد منه، لتفاوت أغراضهم وأفهامهم وقوى إدراكهم، ولكن المذموم بغي بعضهم على بغض وعدوانه”تصديقا لقوله عليه الصلاة والسلام (وإنه من يَعش منِكم بَعدي فسَيرى اختِلافاً كثيراً) .

الوسوم -صديق-الشم

التعليقات مغلقة.