هندسة الفوضى: التفكيييك.. بالذوق

هندسة الفوضى: التفكيييك.. بالذوق
  • 04 مارس 2020
  • لا توجد تعليقات

صديق الشم

في مرحلة ما تحتاج الى التغاضي، عن سفه التطرف الذي يغرس خناجره المسمومة في خصر الوطن، من الذين يبحثون عن نصر شخصي، يلفظ الوطن ويستعدي مواطنيه، الذين هم خاصته اهله.. وابناءه وجاره وابن وطنه. . وفي مرحلة ما تحتاج ايضاً.. الى التغاضي عن الحب المترف للوطن، الذي يجعلك تتغاضى عن أخطاء الفاعلين من صانعي القرار، والذين نحسن الظن بأنهم يريدون نصرا للوطن من خلال ثورة (القرن)؟!

حسناً فعلت لجنة التفكيك، حينما أعلنت مراجعة كشف الإقالة الذي طال عدد من الدبلوماسيين، وكان نائب رئيس اللجنة قد صرح قائلاً: (انهم لا يخجلون من مراجعة أي قرار خاطئ)، وكشف عن تواصله مع أحد الدبلوماسيين لإعادته للخدمة، بعد تصاعد الاحتجاجات من قبل بعض الدبلوماسيين بتهمة الانتماء للعهد (البائد) وكثر اللقط حول تعديلات حدثت في كشف الإقالة.

ما يهمنا في الامر، أهمية مراجعة آليات التفكيك، ووضع مؤشرات واضحة، لكيفية الإقالة واسبابها.. ليست بالضرورة (الخاصة) بل عموم الإقالة من تعيين، وتمكين.. الى كفاءة والتزام بمتطلبات الوظيفة، بغض النظر عن الاتجاه السياسي، أرشيف النجاحات، وشهادة المواطنين في الخارج، هي الحكم الفصل في آلية الابعاد، فالتدقيق يجب ان يطال البيئة الخارجية، التي يعمل بها الدبلوماسي، وهي خير مؤشر لقياس وتقييم الأداء. ويجب ان لا يتجرع المخلصون للوطن والثورة، الذل الذي طال الدبلوماسيين في نظام 30يونيو المنبوذ، من خلال التمكين الاعمى، يقول السفير جمال محمد إبراهيم تحت عنوان (التمكين.. صُوَرُ طافتْ بِذْهِنِي)، ملخصاً تجربة يندى لها الجبين تلحق العار؟!بصانعيه.
قائلاً:(ما الذي طاف بذهني وأنا أنصت لقرارات لجنة إزالة التمكين عن وزارة الخارجية …؟! رأيتُ مثلما يرى النائم مُعلّمي الذي درسني اللغة والأدب الإنجليزي في مدرستي الثانوية، محمد عثمان بابكر، التحق دبلوماسياً بوزارة الخارجية. عدت في أواخر الثمانينات لأراه يغادر الوزارة ممسكاً بخطاب ليس فيه غير سطرين يتيمين: (بهذا قد تقرر إحالتكم إلى الصالح العام. .) ! شاربه الكث ،أكسبه لقبا أطلقه عليه أبناء دفعته في الجامعة: “ستالين”. وقد كتم معلمي غيظه للظلم الفادح، أسلم الروح وغادر الفانية بداء القلب. قَتله “الإنقاذيون” بدمٍ بارد.. (انتهى).. وعدد صور كثيرة من صور (مؤثرة) للتفكيك في حقل الدبلوماسية، في عهد (الظلم) والاسفاف. ويختتم الدبلوماسي جمال قائلاً:(إن “التمكين” في بعض صوره التي عشناها ولمسناها في وزارة الخارجية، لتكاد أن تُحدّث عن جرائم قتلٍ بسبق إصرار واغتيالٍ بدمٍ بارد)؟!.

وحتى تتكرر مأساة (الإنقاذ)!! أورد اليكم رسالة أحد (المتظلمين) من قرار التفكيك الأخير، (الذي اعرفه معرفة تامة) ‼يقول فيه متحدثا عن نفسه فقط: إذا كان هناك شخص واحد سيتقدم ليقول إنني انتميت سياسيًا في يوم من الأيام والى يوم الناس هذا. وتحدى من يثبت أنني قد نلت الوظيفة دون وجه حق. . (تقدمت ضمن ٦ الف للامتحان التحريري والالتحاق بوزارة الخارجية ضمن ٤٣ سكرتير ثالث في الدرجة التاسعة كمدخل خدمة، وكنت ولله الحمد اول هذه الدفعة التي تم تعيينها حينما كان السيد/ لام أكول وزيرا للخارجية في أواخر العام ٢٠٠٦. أكتب لأتوجه للجنة الموقرة أن تجيبني علي أي من الأسئلة الحائرة. والقدح بأي صورة من الصور في مهنيتي كدبلوماسي محترف، لا هم لي سوى خدمة الوطن عبر الحكومة القائمة أيا كانت.

وإن قدر لي الاستمرار في وظيفتي كنت سأمثل بلادي عبر الحكومة الحالية والتي تليها والتي تأتي بعدها، فهذا هو الوصف الوظيفي للدبلوماسي كموظف في الخدمة المدنية. Diplomats represent their countries through the government of the day

معلومة أخيرة أنني كنت ضمن قلة قليلة من الدبلوماسيين الذين أصدروا بيانًا يدعو للتغيير ولكن لم يجد حظه من النشر الكافي في زحمة البيانات.
‼ويختتم الدبلوماسي عمر حامد (في سفارة السودان في المانيا) إنني إذ اكتب ذلك، ليس تباكيا على وظيفة وليس ذمًا للآخرين في انتماءاتهم وإنما لتمليك هذه المعلومات للرأي العام والحكم له. ومن بعد فلله عاقبة الأمور.

رسالة الى لجنة التفكيك.. افعلوا ما يمليه عليكم ضميركم تجاه الوطن ولكن؟! استقصوا.. ولا تظلموا أحد (الظلم ظلمات)؟!

sidiqothman@hotmail.com

الوسوم -صديق-الشم

التعليقات مغلقة.