النداء الأخير قبل الإقلاع

النداء الأخير قبل الإقلاع
  • 11 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

ما أن يطل دكتور اكرم وزير الصحة بطلعته البهية عبر شاشة التلفزيون إلا ويحبس الجميع أنفاسهم ( يا بت علي صوت التلفزيون ويا ولد اسكت خلينا نسمع وزير الصحة حيقول شنو).
تقريباً هذه هي الحالة التي تسود في كل بيت سوداني بمجرد ظهور دكتور أكرم عبر الشاشة .

وينتهي بيان دكتور اكرم بحالتين جديدتين مؤكدتين بفيروس الكورونا، وأنه جرى حظر الحالتين لتلقي العلاج وارتفاع حالات الاشتباه الى ما يقارب ال 250 حالة .

ويختم دكتور أكرم بيانه بالمناشدة اليومية للذين دخول البلاد خلال فترة السماح بالتبيلغ عن أنفسهم؛ لأن الوزارة فشلت في الوصول الى 40% من الذين دخلوا البلاد خلال تلك الفترة .

أصبح من الواضح جداً أن الذين دخلوا البلاد خلال أيام من (20-22) مارس الماضي هم الذين ينشرون الفيروس الآن داخل السودان. ومن الواضح أيضاً أن معظم الحالات المؤكدة إن لم نقل كلها اما جاءت من دبي او حتى مرت من مطار دبي ترانزيت من أي دولة أخرى .

وتحديداً في التواريخ المذكورة أعلاه .. ووزارة الصحة كل يوم تعلن لنا فشلها في الوصول إلى 40% من الذين دخلوا البلاد خلال هذه الفترة.

الوضع لم يعدّ يحتمل المزيد من الانتظار يا دكتور أكرم ..المشكلة أصبحت واضحة، ولا تحتاج إلى كثير عناء ..

يجب البحث عن كل الذين دخلوا السودان خلال الفترة المذكورة، وخاصة من الإمارات. وإيداعهم في الحظر الصحي حتى لو دعى الحال لاستخدام القوة الجبرية ولا ننتظر حتى يقوموا هم بالتبيلغ عن أنفسهم، وكل الحالات المؤكدة تثبت أنهم لن يبلغوا عن أنفسهم الا بعد أن يتمكن فيهم المرض كما حدث لعدد من الحالات .

ولا أعتقد مطلقاً أن الوصول إلى هؤلاء بالأمر الصعب أو المستحيل . هناك سجلات الوصول في مطار الخرطوم وأرقام جوازتهم بالاسماء. حتى لو دعت الضرورة إلى الإعلان عن أسمائهم عبر أجهزة الإعلام الرسمية.

أين الأجهزة الامنية .. لماذا لا تبحث عن هؤلاء. أين شرطة المباحث .. لماذا لا يتحركون للبحث عن هؤلاء الذين ينشرون الموت في شوارعنا ومدننا وقرانا؟

الأجهزة الامنية التي كانت تبحث عن أي معارض ضد نظام المخلوع وفي كل شبر من السودان وتلاحقهم بالضرب والإهانة والسجن .. أين أنتم الآن ؟

نحن مقبلون على شهر رمضان المعظم وكثيرون لا يتخيلون (وأنا منهم) أن يأتي شهر رمضان ونحن في هذه الحالة العصيبة، ولا نتمكن من أداء صلاة التراويح و(لمات) الإفطارات الجماعية للعوائل والأسر والأصدقاء والإفطارات الجماعية في الحدائق مع الأصحاب وأصدقاء الدراسة والعمل وصلوات التهجد .. حقيقة الوضع مؤلم ومؤسف . ندعو الله أن يزيل هذا الوباء والابتلاء .

أعود وأكرر المناشدة لدكتور أكرم وللجنة العليا والأجهزة الامنية بضرورة الوصول لهؤلاء، وبأقصى سرعة ممكنة ولا نعدو الحقيقة في شيء اذا قلنا أن الوصول إلى هؤلاء ووضعهم في الحجر الصحي يعني السيطرة الفعلية لهذا الوباء القاتل على الاقل حاليا .

حمانا الله واياكم .

الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.