يا خيري .. بعنا الجنريتر!

يا خيري .. بعنا الجنريتر!
  • 24 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

رمزي المصري

أشبعنا حكومتنا الانتقالية نقداً وجلداً رغم قناعتنا التامة بالظروف القاسية والدقيقة التي تمرّ على وطننا .. جزء منها ظروف محلية الصنع، وتتمثل في الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ونعترف أن حكومتنا الانتقالية تبذل كل ما في استطاعتها لإخراج البلاد من عنق الزجاجة، تنجح أحياناً وتفشل في أحيان أخرى، ولكننا على ثقة بالله أولاً ومن ثم في حكومتنا اننا سنعبر كما يردد حمدوك دائما ..

ومنها الظروف العالمية المتمثلة في الكورونا اللعينة ومٱلاتها الصحية والاقتصادية .

ولكي لا ننظر فقط إلى النصف الفارغ من الكأس ..دعونا اليوم نلقى ولو نظرة سريعة للنصف الممتليء من نفس الكأس .

نقف وقفة إجلال واحترام لهذا الشاب الذي اقتحم أحد أكثر المواقع التي تسبب للناس كثيراً من المعاناة اليومية، وأحدث فيها ما يشبه المستحيل، وانقلب الحال في مدة زمنية وجيزة لم يتخيلها أكثر المتفائلين، كأنه ساحر قلب كل الموازين، وفي مدة لم تتجاوز الشهر منذ استلام مهمته العسيرة أن ينعم المواطنون باستقرار نادر في الاإمداد الكهربائي .

عن المهندس خيري عبد الرحمن وكيل وزارة الكهرباء أتحدث وأعلم أن شهادتي مجروحة في هذا الشاب الطموح بحكم علاقتي الشخصية والأسرية به، ولكن رغم ذلك الحقيقة يجب أن تقال.

أشفقت على خيري تماماً عندما أعلن عن تعيينه وكيلاً لوزارة الكهرباء لأسباب يعلمها القاصي والداني، ولكن ثقتنا في مقدرات الرجل وخبراته المتراكمة داخل وخارج السودان كانت تعطينا الأمل في أنه سينجح ولم يخب ظننا فيه.

والمهندس خيري – للذين لا يعرفونه – مناضل جسور منذ كان طالباً جامعياً، وواصل كفاحه وابعد من منصبه في الكهرباء، وهاجر مثله مثل العقول الجبارة التي تركت السودان، وعمل في عدة دول خليجية، ورغم ذلك لم ينقطع عن مواصلة النضال عبر عدة منظمات نوبية وغير نوبية .

ويكفي المهندس خيري فخراً أنه كان موجوداً في ساحة الاعتصام ( وصابيها) مع الشباب، إلى أن بزغت انوار الحرية والانتصار، وهو في قلب ساحة الاعتصام.

لا اريد التحدث كثيراً عن نضالاته السابقة، ولكننا دعونا نتحدث عن ما يقوم به الآن .. المهندس خيري أثبت وبما لا يدع أي مجال للشك أن ثورة ديسمبر المجيدة انجبت أبطالاً في كل المجالات، وتملك ذخيرة حية من الشباب الذين في مقدورهم أن يغيروا مجرى التاريخ ومجرى حياة الناس نحو الأفضل .. فقط علينا البحث عن مثل هؤلاء وتسليمهم مقاليد أمور تخصصاتهم، وسترون منهم العجب العجاب .

أعلم ان استقرار الإمداد الكهربائي حالياً ربما لن يستمر هكذا دون انقطاع او دون مشكلات تعترض الإمداد المستقر، ولكني على ثقة أن المهندس خيري وبقية كتيبته الإستراتيجية سيعملون ما في وسعهم لإزالة كل الصعاب مهما تعاظمت، من إجل إمداد مستقر أو على الاقل ألا نعود كما كنا قبل شهر أو شهرين عندما كانت ساعات انقطاع التيار الكهربائي تمتد لساعات طويلة وربما ليوم كامل .

تجربة اختيار المهندس خيري وكيلاً للكهرباء ونجاحه المنقطع النظير ترسل رسالة واضحة إلى الدكتور عبدالله حمدوك والسيد عمر مانيس ان يجتهدا في البحث عن مثل المهندس خيري في المجالات الأخرى وما أكثرهم .. ووالله الثورة لديها ( شباب زي الورد) في كل المجالات استعينوا بهم لنهضة السودان، هم أمل السودان، ومعينه الذي لا ينضب .

التحية للمهندس خيري والتحية لمدينتي الصغيرة عبري التي أهدت السودان هذا الشاب الجميل


الوسوم رمزي-المصري

التعليقات مغلقة.