كلمات ودعوات في حق عزيز وحبيب

كلمات ودعوات في حق عزيز وحبيب
  • 30 أبريل 2020
  • لا توجد تعليقات

د. الطيب حاج مكي


قال تعالى (وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون) صدق الله العظيم

تعودت في موسم الخير وشهره الكريم رمضان ، ان اكتب سطور تحت عنوان “رمضانيات” تكتب بما يناسب الشهر الفضيل وبما يفيد مزاج الصائم. وشاءت إرادة الله ان تخيم جائحة كرونا على بلدنا وعلى الكون بأجمعه ، فينتقل الى رحاب الله صباح اليوم الاربعاء السادس من رمضان وبسبب كرونا حبيبنا وخالنا العزيز (السيد) عبد الرحمن الحاج بشير رحمه الله رحمة واسعه وجعله من اصحاب اليمين واسكنه أعلى عليين.

وهذه سطور نعبر فيها عن الحزن ونعزى أسرته الصغيرة وابناءه وخاصة الابن الكامل ومعاويه ومصعب وكل السادة آل الشيخ الحاج بشير ود سنوسي وموصولة التعازي الى أبناء عمي الحاج الهادي ود ابراهيم وأبناء عمي الحاج مصطفى ولأبناء أخي نور الدين ود الهادي وللسادة البرابيش في غرب بارا وخصوصا إليهم في أم عسل ويتصل العزاء الى الخال الشيخ محمد علي إبراهيم حفيد الأمير جبل الكسرة.

الحبيب المغفور له بإذن الله السيد عبد الرحمن هو ابن الأمير حاج بشير ود سنوسي أحد القادة الشباب الذين بايعوا الإمام المهدي في قدير. وكان من فقهاء المنطقه وسادتها وزعاماتها. وهذه أسرة كلها لها عطاء ديني تاريخي ثر يجسده مسجد عتيق وسبع قباب في قرية أم عسل غرب بارا ويقدر عمر هذا الإرث ثلاثمائه عام.

والد المغفور له الأمير حاج بشير امتد به العمر وعاش في منطقتنا لزمن متأخر لم نحضره ولكن نقل إلينا الراوة الكثير عنه وعن تراثه واطلعت على بعض مخطوطاته عندما شرفني ابنه وكيل الإمام عبد الرحمن الشيخ الحاج إبراهيم ود حاج بشير رحمه الله من الإطلاع عليها.

كان المغفور له (السيد) وهو اسمه الذي لم نعرف له غيره من اسم ، كان رحمه نسخه من والده من حيث الحكمه والرقي والرزانه والعدل والتواصل والاهتمام بالعلاقات الرحميه. فقيدنا السيد عبد الرحمن بدء حياته العلميه بحفظ القران الكريم بقريه ود الفادني بالجزيره والعمليه في وزارة الشئون الدينيه والأوقاف فعمل في جنوب السودان لفترة من الزمن.

ثم انتقل للعمل التجاري في مدينه واو. فجمع الى التجاره نشر الدين الاسلامي واللغه العربيه على نهج الدعاة الرعاة. والأهم سخر التجاره في نشر التسامح والمحبه مع أهلنا في جنوب. حتى أنه عندما تفتحت أذهاننا على الوعي بالجنوب والجنوبين وجدنا جنوبيين في منطقتنا وبين طلاب خلوة الشيخ المبارك. ثم صارت للمغفور له صله قويه وعلاقات تجاريه وتبادل مصالح مع مكونات الجنوب بعد استقراره في الشمال. وكان الحبيب المغفور له السيد عبد الرحمن تاجرا ولكن من صنف التجار الذين وصفهم الرسول الكريم في الحديث الصحيح: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما) فقد كان الصدق والبيان في التجارة من أهم صفاته ولعلها من أسباب تعزيز العلاقات مع الجنوبين وكذلك تحقيق الربح والتوفيق حيثما حل.

في نهايات الثمانينيات وبداية التسعينيات كان حظي كبير حين أصبح التلاقي مع الحبيب المغفور له بإذن الله السيد عبد الرحمن الحاج بشير مستمراً ومتصلا فقد كان وابن عمي الفكي حامد محمد أحمد يعملان معا في تجارة الشاحنات وكانا يشرفانني بالبيت كلما وصلا للسعوديه. وقد كانا كدأبهما مهمومين بالتعليم والتنوير وبالتنميه الاجتماعيه. ومن حسن الصدف أن كان المغفور له السيد بكري عديل وزير التربيه في الديمقراطيه الثالثه في زياره للمملكه وقابلناه وطلب من الاستاذ حامد محمد احمد ان يصله في مكتبه بالخرطوم وأظن كتبنا بخط اليد الطلبات لمدارس وصدق الوزير بكري عديل بعدد من المدارس في منطقتنا وأرجو أن يكون عطاء هذه المدارس من أعمال الخير وفي ميزان حسنات الوزير والحبيب السيد عبد الرحمن الحاج بشير وأيضا (الفكي)حامد محمد أحمد وأن تكون عملا صالحا مقبولا مستمرا ومفتوحا مع الأفق والأيام. فمن سن سنة حسنه كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامه.

وهكذا ومع الحزن على انتقال الحبيب السيد عبد الرحمن الحاج بشير نذكر سيرته الحسنه ونستعيد بعض المعاني التي كان يجسدها فلطالما اتسم في سلوكه بالتواضع والهدوء والبساطه والظرف والاناقة العاليه والصمت والحكمه والرزانه وبالتصرف اللائق في كل موقف وفي وجه أي استفزاز وأصر دائما أن يكون (السيد عبد الرحمن) وأن يتصرف على أنه (سيد) وأنه مليء بالمغفره والرحمه وأنه أمير صاحب مقام وصاحب مكانه لا يتنازل عنها ولكن أيضا أكد أنه يفعل ذلك دون تعال على أحد ودون خيلاء على الناس وبلا استكبار وبلا من أو أذى أو تشوف.
فرحمة الله عليه وتعازينا للأسره مكرره وأرجو أن أعود إن كان في العمر بقيه.

التعليقات مغلقة.