بيت المستقبل: في ضوء أزمة كورونا.. منازلنا عالمنا

بيت المستقبل:  في ضوء أزمة كورونا.. منازلنا عالمنا
  • 22 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

م. سارة الأمين

هنالك حاجة متزايدة إلى الربط المباشر بين منازلنا والطبيعة، إذ إن المصممين وبعد كل هذا التطور المستمر لم يتمكنوا من تجاوز قوة الكوكب الجبارة، فأصبح التطلع إلى بناء المدن المستدامة Sustainable cities هو الحل الأمثل للتكيف مع الظروف البيئية والاقتصادية، ولقد أظهر مقياس البناء نتائج قوية تتمثّل في العلاقة بين المكونات الطبيعية في عملية البناء وزيادة القدرة الإنتاجية للفرد.

وبما أننا أمام تحدي عظيم مع الطبيعة، وقدرة المناخ على التقلبات القوية في العقود المقبلة، التي تشمل موجات الحرارة العالية، والآثار المناخية الأخرى، إضافة إلى زيادة تعداد سكان العالم، فنحن أمام خيار وأحد، وهو طواعية المناخ، والاستسلام له بما يضمن لنا حياة مستقرة وأمنة.

تتمثّل استدامة المنزل في عدة إضافات للمبني، وما حوله، كاعتماد أسلوب مستحدث في تهوية المنازل، واستقبال أشعة الشمس؛ بما يناسب فصول السنة، أيضاً الإضافات التصميمية Design additions المحسنة لخواص وديمومة البناء كاعتماد أسلوب البناء بواسطة الأخشاب المطلية بمؤخرات الحريق، وأنظمة مكافحة الحرائق fire fighting، وموانع تشكل الطحالب والفطريات، وتنفيذ ممرات الأنابيب الأرضية والحدائق المجتمعية.

كما ان مفهوم استدامة المدن يقوم على توفير الضروريات المعيشية بصورة تضمن للفرد اختصار المسافات والوقت، والتوزيع العادل في المنتجات والخدمات كالصحة والتعليم، مما يقلل من خطورة التجمعات، ويطلق العنان للفئات الفقيرة من أجل تحقيق مكاسب إنمائية.

أيضا يمكننا الاستعانة ببعض الإضافات الذكية، مثل: أجهزة التخلص من النفايات اليومية بصورة صحية، وملائمة للبيئة، وأنظمة تحلية مياه الشرب، وأجهزة كفاءة الطاقة، وتطبيق انترنت الاشياء (IOT) لنحصل على نظام متكامل وداعم لديمومة وأمان المنزل.

وفي ظل التدابير الاحترازية المفروضة على العالم بسبب جائحة كورونا وظروف بقائنا بالمنزل، برزت على الساحة الحاجة الماسة إلى تطوير وتمكين منازلنا بما يتناسب مع الاوضاع الصحية والرعاية الخاصة.

تحولت منازلنا الي منشآت صغيرة يدار الوقت فيها ما بين العمل والواجبات الأخرى، فأصبحت منازلنا عالمنا. لذا يجب أن ندرك بانه لا استغناء عن جمال الأنظمة البيئة وقدرتها على إفادتنا صحياً ومجتمعياً، وتحويل حياتنا ومجتمعاتنا نحو الاستدامة والتطور، ولتطبيق كل هذه الخطط يجب أن يكون هناك نظام تحفيزي وتشجيعي، ورعاية خاصة من حكومات الدول تتمثل في رعاية المبادرات وتطويرها، واعتماد أنظمة ومعايير هندسية وصحية وبيئية واضحة ومجربة كما يجب أن نطور من عمل الجمعيات البيئية، ومبادرات مكافحة التصحر، والعمل من أجل مدن مستدامة وصحية.


التعليقات مغلقة.