رؤوس الشياطين

رؤوس الشياطين
  • 29 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

ياسين حسن ياسين


لا يختلف اثنان حول أن مؤتمر شركاء السودان الذي شهدته العاصمة الألمانية بالأمس يمثل معلماً بارزاً من معالم نجاح الفترة الديمقراطية التي تتخلق ببطء في السودان. كما يخرج السودان من دائرة التحالفات الإقليمية الضيقة.

نجاح هذا المؤتمر لا يقتصر على الدعم المالي السخي، والذي بلغ ٨‚١ مليار دولار ستدفع فورا، بل يتعداه إلى دعم معنوي واضح تجود به الأسرة الدولية على الشعب السوداني في صراعه المستميت ضد الطغيان. بالتالي تصبح أطراف المؤتمر بمثابة المراقب الحذر لمسار الديمقراطية في السودان، الأمر الذي من شأنه أن يفوّت الفرصة على المتطلعين إلى إعادة البلد إلى نظام ديكتاتوري ثيوقراطي مستأنف.

ذلك نجاح يحسب لرئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، ووزير ماليته، إبراهيم البدوي، وكل أعضاء حكومته الانتقالية. فقد بُذلت جهود ضخمة استثمرت فيها معرفة السودانيين الواسعة بطبيعة عمل المنظمات الدولية وبآليات استنفار المجتمع الدولي دعماً للانتقال وترسيخ قواعده وتعزيز مساره.

لا الشك يخالجنا بشأن قدرة السودان على اجتياز عقبات الانتقال ودخول رحاب الممارسة الديمقراطية لتصبح البلد نموذجاً يحتذى في العالم الثالث.

إنما ينتابنا شك مفزع من حقيقة أن إخوان الشيطان ما يزالون يهيمنون على مواقع مؤثرة في قطاعات رئيسة، لعل من أبرزها القوات النظامية والقطاع الخاص. وهؤلاء ينتسب بعضهم لجماعة الإخوان المسلمين صراحةً، وبعضهم ينتسب إليها في مواربة وتكتم. بينما بعضهم الآخر يدافع عن مصالحه التي حققتها له الإنقاذ، فهو بذلك إنما يدين بالولاء المطلق لمصالحه. وهذا النوع الأخير هو الأخطر، لقدرته الفائقة على التخفي ومواصلة النفاق الذي درج عليه، ولغياب الأمل في استمرار مصالحه غير المشروعة.

ما الحل إذن؟

إننا نحتاج إلى عبقرية سودانية تقودها لجنة إزالة التمكين بما تملكه من صلاحية دستورية لتفكيك كافة خلايا النفعيين وإخراج الشياطين التي سكنت مرافقنا الحيوية زمناً متطاولاً… والقضاء على قدرتها على تقويض الفترة الانتقالية وزلزلتها بالأزمات.

فهؤلاء الشياطين يعترضون على إرادة شعب حر ضحى بأغلى ما يملك واستطاع بصبره ومعاناته أن يبدد قبضة استبداد استمر وفساد استفحل ودمار استشرى.
في هذا الصدد، لا بد من دور كبير للجان المقاومة التي ينبغي أن تحشد الناس أمام بعض المرافق ودفعها لتقوم بحرق كل بخور من شأنه أن يطرد هذه الشياطين!!

التعليقات مغلقة.