قبلة علي جبين الشمس

قبلة علي جبين الشمس
  • 27 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة



تدهشني مثل كثيرين حلاوة اللقاءات العابرة … ولم ازل اردد قناعتي الشخصية بأن اللقاءات التي تمنح اللحظات العابرة حلاوتها لاينبغي ان تكون عابرة بل علي العكس تماما فهي لقاءات باقية في لحظات عابرة …اقول هذا وانا احدق في قناة ذاكرتي استجلي من معرفتي المتراكمة(اكيد ليس كاستجلاء شاعرنا التجاني يوسف بشير ..

كنت وحدي استجلي من العالم همسه ..اسمع الخطرة في الذر واستبطن حسه) .. افتش في الصور الذهنية الخالدة مادامت الحياة تستأنس بخفقات قلبي المرهق بعد ان كان مرهفا…قلت ان مصرا منحتي بلا من او اذي فرصة لاستمتع بمفاتنها ليس علي نحو من الشذوذ والسقوط وانما علي منصات الالق والنور والعلم والمعرفة والابداع الجميل … في بعض تلك الحظات التي عبرت منذ سنوات …. منحتني مصر فرصا ذهبية اولا بأن ان اكون ضمن كوكبة من ابناء السودان النابهين ( هم نجوم الآن) …ثم انها مصر … تمنحني الكثير من الهدايا …

كنت محظوظا وانا ادرك الدكتور مختار الوكيل آخر عناقيد جماعة ابولو التي اسسها الدكتور احمد ذكي ابو شادي ..واستمع الي الدكاترة محمد عبد المنعم خفاجي رئيس رابطة الادب الحديث …واتتلمذ علي الشاعر الاديب سعد ظلام ..والدكتور الشاعر الاديب ابوسعدة …ثم تملؤني الغبطة وانا استمتع بندوات الشعر التي ينظمها طلاب السودان في الجامعات المصرية …الدكتور الطبيب عادل طيب الاسماء وعبادي محجوب ..وحسن البطري وغيرهم كثير ثم اري بأم عيني زهو قاهرة المعز بشاعر السودان الشاب عبد القادر الكتبابي… القاهرة غمرتني بضياء القناديل …وانا اتردد علي مسرح ذكي طليمات او مسرح الجيب او قل المسرح القومي حينا …

اشعر بدفء الفن الرفيع واشاهد نجوم السينما والمسرح وجها لوجه … فكيف لااضع قبلتي علي جبين مصر وانا احظي …بفرصة نادرة لاشارك كبار ادباء مصر حينها الدكتور الشاعر محمد عزيز نظمي استاذ الادب وعلم الجمال و الدكتور الشاعر هانيء القاضي و الشاعر الضخم عبد المنعم الانصاري( الفائز بجائزة المربد فيما بعد) وشاعر مرسي مطروح اسماعيل عقاب …

لم اكن احلم بهذا وانا اكاد اكون طفلا بين هؤلاء الادباء الكبار لولا ثقة ذااك الاديب السوداني والشاعر المخبوء والذي كانت مصر تنتبه له من النهر الي البحر … حيث يفضل ادباؤها في الاسكندرية ان يتصدر هو مجالسهم الادبية ويقود ندواتهم الفكرية …انه الاخ الشاعر الاديب عبدالقادر احمد سعد ذاك الفتي الذي عشقته الاسكندرية واصغي له البحر ….قلت كانت فرصة ذهبية توجتني فيها اذاعة مصر الاولي بل اذاعة العالم العربي المميزة حينها اذاعة صوت العرب والتي حضرت لتسجل للكبار فأنتبهت لذاك الشاب النحيل شديد السمرة … فلربما اعتقدت انها قد عثرت علي موطن من الدفء الاستوائي …

سجلت صوت العرب ولم تكتف بالبث مرة وانما مرات عديدة …سيظل احتفاء اؤلئك الكبار بمشاركتي لهم نقطة مضيئة في مسار ي الذي شايته كثير من الملوثات …والكيد …والنكران غير الجميل … هي مصر ذاتها التي حرضتني في لحظة انقاع التيار من شقتنا في لظة نادرة الحدوث …ثم مبادرة الاخ عبد العزيز محمد يوسف نعمة بأيقاد شمعةشاركتنا حلاوة الانس وذكريات الصبا والمراهقة ان اقترح تأسيس نادي الشموع ذاك المنتدي الصغير الذي انسربت حلاوة اعترافات العشاق واصحاب المغامرات الجميلة من زواره ثم روعة المطروح من افكار وقضايا في الفكر والادب والثقافة ..حتي انبلجت منه صحيفتنا (شمعة) تلك الجريدة الحائطية التي كنا نحررها ..الاخ عبد العزيز وشخصي.. لتجتذب زوارا لشقتنا الواقعة علي شارع مصطفي صادق الرافعي بحي سانت فاتيما او قل حي النزهة بضاحية مصر الجديدة….

التعليقات مغلقة.