تحتضنه عمان وتشارك فيه 51 شخصية إسلامية

المهدي يدعو الى تعاهد أمني عربي تركي ايراني في مؤتمر الإسلام والتحديات المعاصرة

المهدي يدعو الى تعاهد أمني عربي تركي ايراني في مؤتمر الإسلام والتحديات المعاصرة
المتحدثون الرئيسون في جلسة الافتتاح
  • 27 أبريل 2017
  • لا توجد تعليقات

عمان( الأردن) – التحرير:

دعا رئيس مجلس أمناء المنتدى العالمي للوسطية الامام الصادق المهدي إلى تفعيل العمل العربي المشترك، و”التعاهد الأمني العربي التركي الإيراني”، مؤكدا أهمية أن يدعم هذا التزام بتعايش طائفي بين طوائف الأمة، لا سيما أهل السنة والشيعة، للتعاون في مواجهة التحديات.
جاء  ذلك لدى مخاطيته اليوم ( 27 /4/ 2017م) مؤتمر “الإسلام والتحديات المعاصرة في ظل رسالة عمان”الذي يستمر ثلاثة أيام في العاصمة الأردنية، والذي افتتحه نيابة عن الملك عبدالله الثاني قاضي القضاة الشيخ عبدالكريم الخصاونة.
وفيما دعا العرب والمسلمين الى “صحوة فكرية” وشدد على أن الإسلام ينبذ التطرف والإرهاب، جدد تأكيد  أن “الإرهاب المعاصر ليس صنعاً إسلامياً كما تزعم الإسلاموفوبيا”، ورأى أنه  “لولا الغزو في أفغانستان ما كانت القاعدة، ولولا نتائج احتلال العراق ما كانت داعش”.
وتحدث رئيس مجلس أمناء المنتدى العالمي للوسطية عن أبرز ما بينتهُ مضامين رسالة عمّان عبر سبع نقاط، هي: “أن الإسلام كوّن أمة وحضارة واحدة، وأن الدعوة قدست كرامة الإنسان، وبينت الدين الإبراهيمي، وأوجبت الالتزام بمكارم الأخلاق، والالتزام بمبادئ سيادة العدالة، وأوجبت الجهاد الرادع للعدوان، وأن الإسلام ينبذ التطرف والإرهاب”، وأكد أن عمّان من أكثر العواصم العربية إنتاجاً للمبادرات والأفكار التي تغذي العقول والقلوب، وأن العظمة تبدأ بالكلمة فهي بذرة العمل، وأن الطريق المنشود يعتمد على صحة قراءة الواقع، وأن النصح واجب في كل مجالات الأداء الخاص والعام، وأهمية الوجدان والتاريخ واللغة المشتركة.
ودعا المهدي إلى صحوة فكرية تلتزم بالحقائق الغيبية، والاجتهاد الفقهي على أساس الحكمة والتدبر والعقلانية والأولويات الصحية، وإقامة نظم اقتصادية حديثة تلتزم بمبادئ اقتصادية عامة، وأن التصدي للتطرف والإرهاب واجب ديني وإنساني، وتفعيل العمل العربي المشترك.
وخلص المهدي إلى أنه “إذا تحققت عافية المحيط العربي ينبغي تفعيل العمل العربي المشترك، والتعاهد الأمني العربي التركي الإيراني، وأن يدعم هذا التزام بتعايش طائفي بين طوائف الأمة، لا سيما أهل السنة والشيعة، للتعاون في مواجهة التحديات”، وتطرق إلى الأمم المتحدة والقضية الفلسطينية، بقوله: “ثورة الاتصالات، وكفاءة المواصلات، وحقائق الاقتصاد الحديث، ومطالب الأمن العالمي؛ عوامل توجب الالتزام بالأمم المتحدة، مع العمل لإصلاحها على أساس يزيل ما فيها من عيوب. ومن أهم عيوب النظام الدولي غرس إسرائيل على حساب أهل فلسطين، ما يوجب العمل على موقف فلسطيني وعربي إسلامي وإنساني موحد لمواجهة إسرائيل حتى ترد الحقوق لأهلها”.
وتناول رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات السلمية الشيخ عبدالله بن بيه واقع الأمة وأبرز تحدياتها، قائلاً : “إنه من الصعب وصف الحالة الراهنة التي تعيشها الأمة الإسلامية، ونحتاج إلى حلول مقترحة تقرأ الواقع لحل المشكلات والتصدي للتحديات”؛ مؤكداً أنه “لا بد من التعامل مع الشريعة الإسلامية كوحدة واحدة والقرآن كصورة واحدة، وذلك من خلال فهم الشريعة نصوصاً وقاصد، وفروعاً وقواعد، فضلاً عن أهمية إدراك حقائق الأمر الواقع والتغيرات العلمية”.
وأشار بن بيه إلى أن هناك “بعض التقصير من علماء المسلمين تجاه الأمة، وذلك بعد أن كانوا سبباً بنهضة الأمم”، مؤكداً أهمية التعامل بذكاء مع الانسان وتتبع حركاته من أجل تحقيق السلام بأشكاله كافة.
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الدكتور وائل عربيات: “إن لدينا مشكلات عديدة، الأمر الذي يدعو إلى تشخيص تلك المشكلات للتعاون من أجل حلها، منوهاً إلى أن أول إشكالية تعصف بالأمة الإسلامية هي مشكلة (التخبط الفكري)”.
وأكد أهمية البدء بكلمة “اقرأ”، التي تصدرت أول أية قرآنية، وهي قراءة كتاب الله وسنة نبيه، وأن الفقه الإسلامي يركز على الاجتهادات التي تناسب كل مكان وزمان، لذا لا بد من إعادة النظر بالاجتهاد وصولاً للنهضة، الأمر الذي تحتاج إلى التغيير.
وأوضح رئيس الوفد الإندونيسي، المدير العام للتربية الإسلامية في وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية الدكتور فيل كمارودين أن رسالة عمّان جاءت متماشية مع روح خطاب القرن الـ21 بما يتعلق بالتحديات الراهنة التي يواجهها الإسلام، وأن الرسالة هي وسيلة استراتيجية لتقديم رؤية ومفاهيم صحيحة عن الإسلام والعالم الإسلامي.
وأكد “أن الإسلام في حقيقته عالمي وشمولي، وأن مصادره هما القرآن والسنة النبوية في كل مكان وزمان، ولكن مظاهره قد تختلف باختلاف الزمان والمكان”، منوهاً إلى أن أهمية رسالة عمّان تكمن في إلهام التنوع والتماشي مع الحداثة والديمقراطية واحترام الاختلافات.
كما أشار كمارودين إلى أن إندونيسيا أكبر دولة إسلامية، وتمتلك بلاده أكثر من 700 جامعة إسلامية حكومية وأهلية تقوم بتقديم الإسلام المعتدل، وفيها أكثر من 800 ألف طالب ونحو 33 ألف محاضر في مجال العلوم الإسلامية المختلفة.
وقدمت أستاذة التعليم العالي بجامعة ابن طفيل – القنيطرة في المملكة المغربية الدكتورة مريم آيات أحمد كلمة الباحثين والعلماء، تحدثت فيها عن أهمية ترجمة المشروعات النظرية إلى وتطبيقها على أرض الواقع، وتفعيل رسالة عمّان ضمن برامج تعليمية ومختبرات البحث المعرفي.
ودعت إلى وضع استراتيجية لمنهج معرفي أو تكامل معرفي لمشروع نهوض حضاري شامل، لمواجهة التحديات التي تعيشها الأمة في الوقت الحاضر,
يشارك في المؤتمر أكثر 51 شخصية من الشخصيات الإسلامية البارزة، ويمثلون أكثر من 25 دولة في العالم الإسلامي، وياشتمل على 35 بحثاً تتناول جوانب الموضوع الذي يتداوله المؤتمرون.

التعليقات مغلقة.