السقوط الأخلاقي لنقابة الاطباء و( راش ) وأكرم

السقوط الأخلاقي لنقابة الاطباء و( راش ) وأكرم
  • 29 يونيو 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

في بادرة لم تحدث في تاريخ السودان ، ولا في تاريخ مهنة الطب منذ ميلاد اب الطب ابقراط في عام ٤٦٠ قبل الميلاد ،
دعت نقابة الاطباء الشرعية جماهير الشعب السوداني لتحدي جائحة كرونا والخروج في مليونية ٣٠ يونيو !!! لو سمع بهذه الدعوة ابن النفيس لتقلب في قبره حسرة وكمدا على حال الطب في السودان ، ولو سمعها إبن الهيثم لاصابه شلل رباعي ، اما ابن سينا فلو سمع باطباء يدعون الناس لتحدي جائحة ، لاصابته ذبحة صدرية ومات من فوره .

من اين جاءت عبقرية نقابة الاطباء بهذا التحدي ؟ أين درس هؤلاء الطب ؟ هل درسوه في كليات طب بالفعل ام درسوه في المراعي مع الاغنام والبقر ؟!! إنها مهزلة عظيمة بكل المقاييس ، و ( نكتة ) لو سمع بها الأطباء حول العالم لضحكوا على الطب السوداني الذي أخرج مثل هؤلاء . وليست النقابة وحدها من دعت الجماهير للخروج بل كذلك رابطة الأطباء الاشتراكيين ( راش ) ، الاشتراكيين هذه هي إسم ( الدلع ) للشيوعيين، لا أدري لماذا يخجل الشيوعيون من لفظ الشيوعي ؟ في الجامعات لا يطلقون على تنظيمهم الطلابي تنظيم الطلاب الشيوعيين ، بل يطلقون عليه الجبهة الديمقراطية ، وتنظيمهم في الطب لا يطلقون عليه رابطة الأطباء الشيوعيين بل رابطة الاطباء الاشتراكيين ، فلماذا يخفون إسمهم؟ هل يعتقدون أن الشعب السوداني يرفض الشيوعية ، ولذلك يحاولون بشتى الطرق ان يتحايلوا على الشعب ويقدموا أنفسهم في قوالب غير شيوعية؟!

تبني نقابة الاطباء الشرعية ورابطة الأطباء الاشتراكيين ( راش ) لمسيرة ٣٠ يونيو ليس تبني مهني بل تبني سياسي ضمن مخطط يستهدف تفجير الواقع السياسي الراهن بغرض ( دكه) و ( شكه ) من جديد ، يشاركهم في المخطط تجمع المهنيين الجديد والتيار المتشدد داخل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ، بالطبع هناك تيار واعي داخل مركزية الشيوعي، التيار الواعي سمى هذه المليونية بإحتفالية ذكرى ٣٠ يونيو ، وسعى إلى اجتماع وئام وتعاون مع حزب الأمة القومي، بينما التيار المتشدد صرح بأن المليونية ليست احتفالا ، والجلوس مع الأمة ليس خيارا ، التيار المتشدد بدل الاحتفالية يفضل المذبحة ، وبدل التعاون مع القوى السياسية الوطنية يفضل الصراع ، وفي كلا الحالتين الخاسر هو الشعب السوداني وحزبهم .

ما عدا نقابة ورابطة الشيوعيين فإن بقية الأجسام الطبية السودانية رفضت الخروج في المليونية ، وفاءا للقسم المهني الذي يحتم عليهم حماية أرواح الشعب ، وليس المتاجرة بها ، على رأس الأجسام الرافضة ، لجنة اطباء السودان المركزية، لجنة الاستشاريين والاختصاصيين ، لجنة الصيادلة المركزية ، تجمع ضباط الصحة ، تجمع التمريض السوداني ، تقريبا جميع اطباء السودان في الداخل والخارج وجميع الكوادر الطبية والصحية متفقة على رفض هذا الخروج وحذرت الشعب من آثار التقارب الخطيرة في ظل الجائحة .

الجماهير حرة في اختيارها اذا أرادت الخروج ام لا ، ولكن المليونية كشفت زيف مجموعات مهنية هي ليست مهنية بل سياسية ، تبيع شرفها المهني من أجل خدمة أجندتها الحزبية ، وهو سقوط مخزي في زمن يحتاج فيه الشعب إلى موقف مستقل من مجموعاته المهنية ،موقف غير منحاز ، وللأسف وجد موقف النقابة و ( راش ) دعما من وزير الصحة اكرم ، الذي ازعج الجميع منذ تقلده المنصب بالاطلالة يوميا عبر التلفاز او الراديو او الصحف او الفيسبوك ، ومنذ أعلن عن هذه المليونية اختفى تماما، وسكت تماما ، في أسلوب يفضح تواطئه الصريح مع خروج الجماهير للمليونية وتحدي كرونا في الشوارع . مع العلم ان السيد الوزير في أبريل خرج في مؤتمر صحفي يستنكر مظاهرات الزواحف لأنها تعرض الشعب لخطر كرونا وتوعدهم بالمحاسبة وتوعد الأطباء الذين دعوا للخروج بالمحاسبة كذلك ، فهل يصمت اكرم ويواصل السقوط أخلاقيا ، ام يخرج للعلن منتصرا لمهنيته ومبادئه ليقول لا لمليونية ٣٠ يونيو ؟!

كطبيب أحمل نقابة الاطباء الشرعية مسؤلية اي روح نفقدها بسبب كرونا بعد مليونية ٣٠ يونيو، واحملهم المسؤلية المهنية والأخلاقية على المتاجرة بالمهنة من أجل الأجندة السياسية ، فالفعل الذي اقدموا عليه بالترخيص الطبي للجماهير بالخروج في ظل وباء قاتل هو كالترخيص الذي أعطاه البشير لامنجيته بقنص وقتل الثوار ، الفرق ان البشير يقتل الشعب بالرصاص بينما هؤلاء يقتلونه بالكرونا، وكلاهما قتلة ، والقتلة لا مكان لهم إلا مذابل التاريخ


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.