كلمة الإمام الصادق المهدي في ورشة استدامة السلام و التنمية بجنوب كردفان

كلمة الإمام الصادق المهدي في ورشة استدامة السلام و التنمية بجنوب كردفان
  • 04 يوليو 2020
  • لا توجد تعليقات

الإمام الصادق المهدي

ألقى رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي اليوم السبت (4 يوليو 2020م ) كلمة بالورشة القومية لاستدامة السلام والتنمية بولاية جنوب كردفان لحزبه، التي أقيمت تحت شعار: جنوب كردفان ما بين الواقع المأزوم و المستقبل المأمول.

نص الكلمة

أخي رئيس الورشة أخواني واخواتي
الحاضرين، والمحضرين، والمحاضرين
السلام عليكم مع التقدير لمجهودكم، وأطيب التمنيات لهزيمة هذا الداء الخبيث الذي يعدي حتى دون أن تكون له أعراض.
أخواني واخواتي،
لقد اندلعت في عدد من مناطق البلاد أحداث تتال ت، ومع أنها في الغالب انطلقت من حوادث فردية فإن الواقع السكاني جعلها تتطور لاستقطاب إثني عمّق الفرقة وجر إليها أجهزة السلطة والأمن نفسها.
لقد أرسلنا وفوداً عليا إليها جميعاً بهدف: تحري الحقيقة، ومقابلة أطراف النزا ع، والعزاء في الشهداء ، وعيادة الجرحى ، وتقديم المساهمة الإنسانية الممكنة.
كانت توصيات وفودنا، لا سيما وفد جنوب كردفان، أن الأمر يتطلب عقد ورشة لدراسة الموضوع من جميع جوانبه وتقديم توصيات بالحلول الحاسمة.
أقول:
إن لي مع منطقة جنوب كردفان صلة خاصة فقد أمضيت ثلاثة أشهر من عام 1958 فيها، وقضيت في كردفان عامة أكثر من أربعة أشهر من ديسمبر 1960 حتى أبريل 1961م طفت فيها جنوب كردفان. لقد طفت جنوب كردفان من أقصاها إلى أدناها خمسة مرات وتكونت لي رؤية واضحة أن هذه المنطقة هي السودان مصغراً وأن مصيرها ينعكس سلباً أو وإيجاباً على السودان الكبير .
هنالك الخواص الآتية في المنطقة:
1- في مرحلة المواجهة العدائية قالت الحركة الشعبية بقيادة المرحوم جون قرنق إن النزاع في السودان ليس جهوياً بين شمال وجنوب بل إثني بين عرب وأفارقة ورفع شعار إجلاء العرب من المنطقة.
2- ثم جاءت اتفاقية السلام الذي سمي الشامل في يناير 2005. وكانت الاتفاقية سيئة لذلك أصدرنا كتيباً بعنوان اتفاقية السلام والدستور في الميزان في مايو 2005. قلنا إن هذه الاتفاقية لن تحقق السلام ولا الوحدة الجاذبة ولا التحول الديمقراطي وقد كان، فصحّ ت التوقعات.
3- من أهم تركات اتفاقية السلام الفاسدة: إبرام اتفاقية جنوب كردفان وتجميد مطالب المنطقة للتركيز على العلاقة بالجنوب. والنتيجة وجود حركة شعبية شمالية مغبونة وتركت لها في الشمال فرقة عسكرية مسلحة. كان هذا سيناريو حرب، ولذلك قدمت لرئيس النظام البائد في 24/3/2011م مشروعاً قومياً يتناول تحقيق مطالب البروتوكولات المعلقة ، وقلت له هذا المشروع هو المطلوب لتجنب اندلاع حرب أهلية في جنوب كردفان.
أعرض عن المشروع لأنه كان يتطل ب تنح يته لينفذه رئيس وفاقي، فوقعت الحرب.
4- مفاوضات واتفاقيات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة استمرت حتى يومنا هذا تركز على التفاوض بين الحكومة والحركات المسلحة دون اهتمام كا ف بنزاعات الخاصرة.

5- نزاعات الخاصرة هذه اندلعت وعمت مناطق كثيرة في البلاد: في بورتسودان ، في كس لا، في الدمازين، في القضارف، في غرب دارفور، في جنوب كردفان وغيرها. هذه النزاعات أظهرت صفة مشتركة أهم مكوناتها اصطفاف إثني سقط نتيجة له عدد كبير من الشهداء والجرحى.
6- بصرف النظر عما سوف تحققه اتفاقية السلام القومية. فنحن محتاجون في منطقة جنوب كردفان لاتخاذ الإجراءات الآتية:
أولاً: تعيين إدارة جديدة مؤهلة ومحايدة بين أطراف النزاع.
ثانياً: مراجعة كاملة لأجهزة الأمن التي انقسمت على نفسها.
ثالثاً: القيام بتحقيق شامل حول الأحداث للإنصاف والمساءلة.
رابعاً: مراجعة البرامج الزراعية والتوفيق بين الزراعة والمرعى وإيلاء المنطقة تمييزاً إيجابياً في التنمية والخدمات.
خامساً: مشاركة القوى الجديدة من أبناء وبنات المنطقة في القرارات المصيرية.

سادساً: النظام المباد حاول تحويل الإدارة الأهلية لمجرد طبالة لسياساته. ينبغي إصدار قانون جديد يرد اعتبارها لتشارك في المصالحات والسلام.
سابعاً: يكلفّ وا ل جديد على جناح السرعة أسوة بما حدث في غرب دارفور، ويمكن بتمويل استثنائي من تحقيق السياسات الجديدة.
ثامناً: إن للإسراع بالصلح والسلام في جنوب كردفان أهمية خاصة لأن القوى المتربصة بالسودان الهادفة لتمزيقه قررت أن تبدأ حلقتها الأولي في جنوب كردفان. ونحن يجب أن نهزم هذا المخطط الشرير بدء اً من جنوب كردفان.
ينبغي أن نتعامل مع المصالحة والسلام في جنوب كردفان باعتباره لبنة مهمة في بناء الوطن.
لقد كتبنا لشركاء السودان جميعاً وللكونغرس الأمريكي ننبههم أن يراهنوا على خروج السودان من المستنقع لأن في سقوطه مجالاً واسعاً لانتشار كافة أسلحة الضرار الشامل وسيكونون من بين المستهدفين .أسلحة الضرار الشامل هي: الغلو، والإرهاب، والهجرة غير القانونية، وغيرها.
تاسع اً: يرجى من هذه الورشة أن تضع برنامجاً مفصلاً للسلام والمصالحة والتنمية لكي نتبناه ضمن العقد الاجتماعي الجديد الذي قدمناه ونعتبره طوق النجاة للوطن الذي وإن كثرت أزماته فإن فرص الخلاص وعزيمة الشعب والعناية كفيلة بالنجاة.
(وَمَا كَانَ رَبكَُّ لِيهُْلِكَ الْقُ رَىٰ بظِلُْ م وَأهَْلُهَا مُصْلِحُونَ ) .
هذا وللورشة أطيب التمنيات ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

التعليقات مغلقة.