صدر العدد الأول في اليوم العالمي النوبي ٧ يوليو ٢٠٢٤م لرمزية هذا اليوم عند النوبيين، الذي ابتدره الأستاذ محمد سليمان ولياب، رحمه الله، وتأكيد لهوية المجلة؛ التي تُعدُّ جهداً مقدراً وعظيماً من الرابطة النوبية السودانية بالمملكة المتحدة برئاسة الأستاذ رضا بدر، و رئيس التحرير الدكتور حسين حسن حسين واستشارية نوبيانا، وهيئة تحريرها.
سعدتُ بانضمامي لهيئة التحرير ومشاركتي في العدد الثاني، فكان تجربة ممتعة وثرة أنهل فيها من خبرات دكتور حسين في المجال الصحفي.
مايميز نوبيانا اختيارها شخصية لكل عدد من الشخصيات المؤثرة في النوبة، ممن لديهم إسهامات في مجالات مختلفة، كما تتميَّز بتبني محور للعدد، يطرح قضايا جوهرية مهمة في الشان النوبي، وزين غلاف العدد الأول (هيرمان بيل أحبّ النُوبيْينَ فـأحَـبُّوه)، وكان مدخلاً اكثير من المواضيع والمقالات المهمة بأقلام قامات نـوبية كتبوا بكل الحب عن النوبة والآثار واللغة النوبية.
وصدر العدد الثاني بغلاف يجمله بورتريه لفنان محمد وردي ( استثنائية المسيرة والحب)، وهو بريشة المبدع عماد عبدالله، الذي يضع لمساته في كل الأعداد.
وتناول العدد مقالات عن (السياحة في المنطقة النوبية: تجارب واستشراف)، وكتب دكتور وجدي ميرغني (السودان منجم السياحة المهمل)، وحاور رئيس التحرير الأديب النوبي الكبير حجاح أدول (النوبة وصل لا فصل)، بجانب مقالات عن ريادة الأعمال وموضوعات أخرى.
في عددها الثالث جاء الغلاف مزيناً ببورتريه للبروفيسور (نجم الدين شريف حارس الآثار والمُنقّب عن الجذور)، وكان محور العدد (آثارنا جرح الهوية النازف)، ومن شخصيات العدد شارلي بونيه السويسري عاشق النوبة وحضارتها، وجاءت مشاركتي في المجلة التي سعدتُ بها من خلال ريشة فنان وروايات حديثة تنقل نبض المجتمع النوبي…
صدر العدد الرابع مزينا بصورة القامة (مكي علي إدريس فيضُ الإبداع النوبي)، وهذا المقال أعده رئيس التحرير، وكان المحور (الموسيقي النوبية العنوان الأبرز لتفرّد الهوية النوبية)، وبشر العدد بانطلاق مشروع (نوبا ميري)، بالشراكة مع متاحف عالمية، إلى جانب حملة ضم أطباقّ نوبية لتكون على مائدة اليونسكو، وقائمتها للتراث الثقافي غير المادي، إلى حانب كثير من المواضيع والمقالات التي تعكس الاحترافية في الجهد المبذول في هذا العمل، في ظل الظروف التي نعلمها جميعاً.
وأكثر ما أعجبني اهتمام (نوبيانا) بتمثيل النوبيين من أسوان إلى دنقلا في كل عدد، واستقطابها محبي الحضارة النوبية من كل العالم، كما أن إسهامها في توثيق علاقات الشعبين الشقيقين (مصر والسودان) بارز، والشراكة مع دار النخبة العربية خير دليل، وهي تحتفي لكل عدد في ملتقى ثقافي محبب يجمع رموزاً ثقافية في البلدين، كما أن ملتقى نوبيانا الاسفيري الشهري (مسل جما) مبادرة ثقافية داعمة لمشروع نوبيانا الثقافي، الذي يؤكد أننا نستطيع إذا أخلصنا النوايا.
كل عام ونوبيانا في تطور وتألق، وبوابة ونافذة للإطلال على القضايا النوبية، ومزآة صادقة للتراث والعادات والتقاليد النوبية.
كل عام وكل النوبيين في كل بقاع الأرض بخير وسلام (نـوبة مـلي سـلام).
