انحياز الخطاب الإسلامي

عندما قرأت شتائم القيادي الاسلامي أمين حسن عمر، للشيخ الأمين، لم استغرب من غثاء سابلة السوشيال ميديا وجحافل الحمقى من الفاقد التربوي.
بل كثيراً ما أظن، وليس كل الظن إثم، أن هؤلاء السابلة هم أشخاص قياديين وصحافيين ( كبار) يتخفون تحت لافتة أسماء وهمية، وخلف حسابات زائفة.
كانت لغة امين، وهو القيادي، والوزير السابق والكاتب الصحفي المعروف تشبه لغة هؤلاء السابلة وابطال حواري وخيران الفيسبوك.
طالع ( الاسكرينشوت).
غضب أمين، وأرغى وأزبد لمجرد رأي ذكره شيخ الأمين، او قل رواية من روايات الحرب المتعددة، حيث نفى تورط الجيش والدعم السريع في اطلاق الرصاصة الأولى في هذه الحرب العبثية.
واتهم شيخ الأمين، الكيزان ببدء القتال في المدينة الرياضية في صباح الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣.
وبدلاً من الرد الموضوعي على الرواية ترك امين، الموضوع وركز على كاتب الموضوع، وهو منهج عقيم لا يخدم الخطاب السياسي في شي، بل يساهم في ترسيخ خطاب الكراهية، ويعمق الانقسام المجتمعي، والتشظي السياسي.
مسألة اتهام كل من يختلف مع الاسلاميين بأنه ( جنجويدي) ستتحول قريباً إلى بضاعة كاسدة، وسوف تفقد تأثيرها بمرور الوقت.
وهنا لا ادافع عن شيخ الأمين، فيكفي ان استخبارات الجيش حققت معه، ولو وجدت اي صلة تربطه بالدعم السريع لما تركه القوم يخرج بسلام من منطقته، بل يغادر كل السودان وعبر المطار المعروف.
لكن يبدو أن ما لم يعجب أمين وجماعته، هو ان شيخ الأمين، بقي في منطقته خلال أصعب أيام القتال، وظل، ولا يزال يطعم الجوعى، ويسقي العطاشة لحوالى ( ٨٠٠) يوماً، وهذا فعل فشلت فيه حتى المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية، وكان الاجدى شكره على هذا الفعل ؛ فهل لم يسمع امين ما يرد في الأثر الديني عن اطعام الجائع؟ وأن لقمةً في بطن جائع كجبل أحد؟. بل أن الله سبحانه وتعالى قال في فضل من يطعمون المساكين (( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (9))).
لكن أمين وقومه لا يعجبهم ذلك، لذلك سارع إلى ( شغل التلاتة ورقات).
بالعودة إلى موضوع الخطاب المبني على الكراهية والعدمية لابد من بحث جذور هذه الظاهرة، وهي ظاهرة قديمة تمتد جذورها إلى تاريخ سحيق، لكنها في عصرنا الحديث، يمكن الإشارة إلى صراعات حركة ١٩٢٤، إلا أن انحطاط الخطاب وصل السفح مع صحافة الجبهة الاسلامية خلال فترة حكم الصادق المهدي في الثمانينات، وهو امر مرتبط بجوهر فكرها المبني على الاقصاء لدرجة العمل على إراقة كل الدماء، فليس في الأمر عجب.