يا الله كم أنا جميل
قبل أيام وقفت أمام مرآة فصفعتني وانكرتني، فقد قمت بمسحها وتنظيفها فغدرت بي، وهكذا قررت مقاطعة المرايا، بمنطق العارف عزّو مستريح، وأنا اعرف عزو حق المعرفة، وأعرف أنه ابن ناس وظريف ومجامل، ثم جاءني أبو الكتاكت في المنام وأقنعني بأنني شخص وسيم وآخر حلاوة! ثم بصق على وجهي، فتعجبت ولكنه قال لي: كدا حصنتك من الشلب والنهب ب”التُفاف” المبارك.
قد تراني قبيحا: عيون على “قد الحال”، وجودها مثل عدمه، وأنف مستطيل، وبشرة “سوداء”، ولكن رأيك لا يهمني، طالما صرت جميلا في نظر نفسي؛ لا أقصد “جميل” بعقلية ” ألف من تتمناني” رغم ان الكثير من البلهاوات يحسبون كل مغترب مثلي قبة تحتها شيخ، ولكن جميل وبس
بحكم طبيعة عملي ظللت ألتقي بألمع “نجمات” الفن والتلفزيون، وخلال عملي في البي بي سي في لندن كنت التقي كثيرا بممثلات ومطربات شهيرات كاسيات عاريات ولا أعطي أيا منهن الإحساس بأنها تتفوق عليّ لأن خصرها نحيل، وخدها أسيل (علي بالطلاق لا أعرف معنى أسيل هذه) وشعرها يتهادى ناعما كالحنان وطويلا كنظرات المتطفلين! ومن تكون لوشي أو تامر حسني مقارنة بجعفر عباس؟
ليس معنى هذا أنني معجب بنفسي ومغرور، بل معناه أنني راض عن نفسي، وبما قسم الله لي من ملامح. ورأيك ورأي المرايا في ملامحي لا يهمني. وبالمقابل أطالع في الصحف إعلانات يومية عن عمليات تجميل: تصغير الأنوف.. شفط الدهون من البطون والأرداف.. تكبير هنا وتصغير هناك. ترقيق الشفاه أو تغليظها. هذا على صعيد النساء أما الرجال فقد أصابهم أيضا فيروس التصابي والتجمل وصاروا يسافرون الى الخارج ويعودون وهم أكثر شبابا!! وأرى على شاشات التلفزة أشخاصا من فئة “يا هو زولي الما بيغباني”، ووجهه مرسوم بدقة جراحية؛ وكان قبل سفرته الأخيرة يعاني من وجود أكياس تحت عينيه وكانت خدوده متهدلة تتحرك يمنة ويسرة كلما تعرضت لنسمة هواء وفجأة صار وجهه مشدودا وعليه “لمعة
باختصار: ما شاء الله، جمالي رباني، فقد خلقني الله في أحسن تقويم، ولن اسمح لطبيب للعبث بملامحي التي “تهبل”، لأخدع نفسي باكتساب ملامح “فالصو”. ما العائد من اكتساب وجه مشدود وكرش مشفوطة بعمليات جراحية وأنا أعرف ان مصاريني بايظة ومفاصلي سايبة وجهازي الهضمي “فضيحة”، ومن ثم فإنني أدعو القراء جميعا ان يقفوا أمام المرآة ويتأملوا محاسنهم ويحسوا بالسعادة. ويا بناتنا أنتن جميلات بلا حاجة الى تدخل جراحي. لا تجعلوا مثلكن الأعلى هيفاء وهبى، فهي مثل باربي حسناء البلاستيك، لأن معظم أجزاء جسمها تعرضت للحذف والإضافة والتعديل، حسب الكتالوجات التي أتت بها الى عيادة التجميل. وتذكروا ان جعفر الذي ترون صورته أمامكم يحس بأنه أحلى من “عجرم” فانظر لنفسك جيدا، وستكتشف انك أحلى من جعفر الذي هو أحلى من عجرم. وكل ذلك بدون بنج او مشرط.. يا بلاش… (وإذا لم تجد نفسك أحلى من جعفر فالترابة في خشمك).


