من حكاياتنا ” مكي “
عبر الامتداد التاريخي الطويل لحضارة النوبا بشمال السودان وجنوب أسوان وضالع وبرديس، يظهر اسم الهرم النوبي الكبير الراحل المقيم / مكي علي إدريس ، ليشكل أيقونة رمزية لتلك الحضارة يستلهم منها الجيل الحاضر اليوم واجيال الغد بلا نهاية الأصالة وعبق الحضارة والتاريخ والجغرافيا والحدود بين دول الجوار وانسان المنطقة بلا شك .
بليلة اليوم الختامي لتأبين الراحل المقيم الأستاذ الفنان مكي علي إدريس، بعثت لجان التأبين عدة رسائل في بريد المهتمين والمختصين للمجتمع المحلي وللسودان كافة ولعموم المعمورة بأن الحضارة الكوشية القديمة ممتدة عبر أبنائها بلا انقطاع في الاتجاهات التالية :
١ / إقامة مركز ثقافي نوبي يحمل اسم الراحل وهو جزء من أفكاره وطموحاته التي سعى لتحقيقها في حياته .
٢ / طرح برنامج تمليك الحرف النوبي ليكون من ضمن المناهج التعليمية بالسودان ، وقد سبقت الإشارة إليه بدراسة الحرف النوبي بجامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم ومن ثم إقامة الكورس للراغبين بمركز جمعية أبي سمبل الخيرية بالقاهرة الفترة الماضية والذي تجاوز المائتي دارس في أقل من أسبوع مما يعني شدة الإقبال على دراسة الحرف النوبي والتعريف بهوية وثقافة جزء مهم للغاية من حضارة السودان القديم.
٣ / يلاحظ تركيبة الكلمة النوبية من الحرف اللاتيني والحرف الهيروغلوفي مع تلقين النطق الصحيح به .
٤ / تركزت كلمات المتداخلين حول أهمية التنبيه إلى مكانة الرجل الثقافية والاجتماعية والعملية والمهنية والفنية والفكرية وإلى مشاريعه المتبناه لصالح المنطقة ، ومن ثم شكر القائمين على فعاليات التأبين .
٥ / رسالة أخيرة إلى المسؤولين في الدولة لأهمية الاعتناء والاعتراف بهوية منطقة بلاد السودان القديم وتدريس لغتهم المحلية للناشئة حتى لا تندرس حضارة عظيمة في اتون العولمة والرقمنة الحديثتين .
في ذات السياق، كان الإعداد المبكر جيداً لاستقبال الوفود من شقي البلدين المتداخلين عرقياً والذين يمثلون جانباً كبيراً ومهماً للغاية من حضارة وادي النيل الممتدة بامتداد نهر النيل العظيم، والذين امتلأت بهم قاعة ايوارت بالجامعة الأميركية بالقاهرة حتى آخرها بينما شاركت فرقة تراثية بقيادة المايسترو دفع الله الحاج لتعكس أصالة الشعبين والمنطقة وتراث السودان المختلف مع ترديد لأغاني وطنية اشعلت الحماس الجماهيري الكبير بالذكرى السابعة لثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٩ ، بجانب فرقة نوبية قدمت باقة فنية نوبية رائعة ختمت بها الليلة باللهجة المحلية المشتركة السودانية المصرية .
القاهرة في: ٢٠/١٢/٢٠٢٥


