وحي الفكرة-مع التطبيع إذا … وضده لو..

وحي الفكرة-مع التطبيع إذا … وضده لو..
  • 26 سبتمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

محجوب الخليفة

موضوع الساعة هو التطبيع مع اسرائيل أي ان تكون العلاقات السودانية اﻹسرائيلية مثل كل علاقات السودان مع دول العالم اﻷخري أو ان تكون اكثر تميزا وافضل من علاقاته مع دول قريبة الاواصر والمصالح.

ولكن السؤال لماذا كل هذه الضجة تجاه مايجري من محادثات بين الاطراف المعنية بهذا الأمر ونعني امريكا واسرائيل والسودان ودولة اﻹمارات ؟

واﻹجابة واضحة وضوح الشمس فاﻹدارة الامريكية تلهث من اجل انجاز هذا التطبيع ﻷنه يعد انجازا حاسما في سباق الرئاسة الامريكيةإذا ما اضيف الي انجاز تم بالفعل وهو التطبيع مع دولة الامارات ومملكة البحرين وينتظر ان يكتمل بضم كل من السودان وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ، أما الحكومة اﻹسرائيلية فهي المستفيد الاول من اتساع دائرة التطبيع إستراتيجيا وسياسيا وأقتصاديا ويمكن الحكومة الاسرائيلية من قطف ثمرته بسرعة داخليا،

اما دولة الامارات العربية فمن مصلحتها انضمام دول عربية اخري لموقفها الجرئ بتطبيع علاقتها مع اسرائيل لتتجاوز مرحلة الضغوط الناتجة عن قرار التطبيع ﻷن انضمام السودان ودول اخري يخرجها من دائرة حملات المعارضين للتطبيع وسهامهم ، اما الحكومة السودانية فلها هي اﻷخري مصالح عاجلة في مقدمتها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية لﻹرهاب فورا ثم إخراج الحكومة اﻹنتقالية من الضائقة اﻹقتصادية الخانقة علي وجه السرعة ومن ثم إعادة السودان لكافة المحافل والانشطة الدولية والسماح له باﻹستفادة من المنح والقروض واﻹنفتاح الكامل تجاه الشركات العالمية والدخول في شراكات إستثمارية ضخمة تؤهل السودان ﻹستعادة اقتصاده لﻹستقرار .

الشعب السوداني ربما يكون منقسما في موقفه تجاه التطبيع الي تيارين رئيسين ، التيار اﻷول يقف مع التطبيع بحجة أن اهل القضية انفسهم (الفلسطينون) يحتفظون بعلاقات مع اسرائيل وان دول المواجهة علي تواصل مع اسرائيل ، فإذا كان التطبيع ذريعة تسهم في حرمان الشعب السوداني من حقوقه الاساسية وتجلب له الضيق وتمنع عن الشراكات اﻹستثمارية وتعيق نهضته فمن اﻷجدي واﻷفضل الذهاب للتطبيع الكامل مع اسرائيل، وهذا التيار مع التطبيع الكامل إذا كان في مصلحة السودان ، وإذا كان دخول اﻹسرائيلين واليهود الي البلاد لايمنع الناس ممارسة حياتهم ولا يخرجهم من اﻹسلام .

اما التيار الثاني وهو التيار الذي يعارض التطبيع فله ايضا حجته فهو يري إن التطبيع مؤامرة خبيثة تجعل السودان ضمن قطيع التطبيع لصالح امريكا واسرائيل ، والحكومة اﻹنتقالية ضعيفة اﻹرادة وهي تساق قسرا الي التطبيع ليس ﻷجل مصلحة السودان وشعبه ولا لمصلحة امته العربية وعالمه اﻹسلامي وإنما لصالح اليهود وكل الذين يتربصون بالبلاد اﻹسلامية ويخططون للسيطرة علي موارد العالم اﻹسلامي وإستباحته بالكامل، فأصحاب هذا التيار هم ضد التطبيع لو أن اسرائيل وامريكا والدوائر العميلة لليهود تهدف من وراء التطبيع إلي السيطرة الكاملة علي الشعوب العربية واﻹسلامية واﻹستفادة من مواردها الضخمة والسودان احد اهم تلك البلدان والشعوب الغنية.

إذن اصحاب التيار الاول المؤيد للتطبيع يمكن إن يكونوا ضد التطبيع لو انه خالف رؤيتهم وحقيقة فوائده المنتظرة، كما أن اصحاب التيار الثاني المعارض للتطبيع يمكن ان تتغير قناعتهم لتأييد التطبيع إذا إكتشفوا أن مخاوفهم من مضار التطبيع مجرد اوهام وأن السودان قد تخلص من كل اﻷسباب التي تعيق سلامه وامنه واستقراره واﻹستفادة من ثرواته بتوظيف آخر ماتوصل اليه العالم في التكنولوجيا والتقانة في المجالات الزراعية والصناعية وغيرها من مجالات.

التعليقات مغلقة.