دعوة لصحوة الضمير الثوري

دعوة لصحوة الضمير الثوري
  • 12 أكتوبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

البلاد تمر بمنعطف خطير، الأزمة الاقتصادية أصبحت مهددا حقيقيا لاستمرار حكومة الثورة الراهنة، لابد من دق جرس الانذر للجميع حكومة وثوار، هذا الوضع لا يمكن أن يمضي هكذا، المسير بنفس هذا الوضع لن يعبر بنا ولن يقودنا إلى الديمقراطية، بل سيعود بنا القهقري إلى الشمولية ووقتها سيكون الجميع خاسرا ولن ينجو احد.

عدد من الأحزاب السياسية ساهمت في الوصول إلى هذه المرحلة من الضعف والانهيار الحكومي بتهافتها على المناصب بالمحاصصات، أحزابا أخرى ساهمت في هذا الواقع المزري بكف يدها عن المساهمة الجادة في إخراج البلاد من الورطة، أحزابا اخرى وكيانات عديدة لم تضمها قوى الحرية والتغيير عملت على زلزلة الوضع وتشكيك الجماهير حتى تثبت لقحت خطأ استبعادها من الحكم، الاختراق الحزبي الذي حدث لتجمع المهنيين حوله من سيف الثورة البتار إلى كيان باهت ضعيف لا يهش ولا ينش ولا يحظى باحترام احد، الاختيارات الفاشلة للوزراء التي لم تراع لخطورة المرحلة ودقتها ساهمت في الوصول إلى هذا المنحدر، خيارات مجلس السيادة الضعيفة من المدنيين وخاصة العنصر النسائي، افتقار العنصر العسكري في مجلس السيادة ومجلس الوزراء لقدرة القيام بدور ملحوظ في إكساب الحكومة الانتقالية الهيبة والرهبة وطول اليد على المجرمين وعناصر النظام السابق، كل هذه العوامل كانت سببا في الضعف الراهن للحكومة الانتقالية.

بالمختصر كانت خيارات الحكومة ومواقف الأحزاب السياسية المشكلة لقحت والتي خارجها في معظمها غير متوافقة مع ثورة عظيمة هزت الأرض ونالت اعجاب العالم من أقصاه إلى أقصاه، العمل في الحكومة كان أقل قامة من تضحيات الثوار ومن نضال الملايين الذين انتزعوا المخلوع من سلطانه وقذفوا به في كوبر، الأداء كان ضعيفا، أوصلنا إلى هنا حيث يقف الشعب اليوم غير مدرك لماذا يعاني بعد أن أطاح بالكيزان؟ بينما الامر الأكثر مأساوية كان هو رئيس الوزراء، لم يظهر الدكتور حمدوك اي صفات تؤهله ليكون رجل المرحلة، لم تشعر الجماهير بأنها امام كاريزما رئيس وزراء قوي حاسم وحازم، بل شعرت كثيرا جدا بأنها امام رجل توافقي متمهل لدرجة بعيدة في اتخاذ القرارات الشجاعة والتي تحتاج الحزم والحسم والسرعة.

الذين قادوا المرحلة الماضية من عمر حكومة الثورة لا يوجد ما يشفع لهم بالاستمرار، التشكيل الذي مثل حاضنة سياسية للحكومة كذلك لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار، اتفاقية جوبا للسلام تمثل فرصة يجب أن يقف أمامها الجميع لمراجعة ما مضى والإعلان بشجاعة عن الفشل في إخراج البلاد من أزماتها، والاعتراف بأن الطريقة الماضية لابد أن تتغير وان ذلك يستلزم تغييرا في الأشخاص والحاضنة السياسية ، وأن ذلك ليس موقفا وطنيا فقط بل موفقا ثوريا يمليه الضمير الثوري، فلنتذكر الشهداء الذين نزفوا على هذه الأرض من أجل ان تنهض البلاد لا ان تنتكس ولنقدم التنازلات ان كنا ثوارا بحق من أجل غد مشرق يعجب الثوار ويشرف الشهداء.

sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.