كرونا تهجم بعنف

كرونا تهجم بعنف
  • 19 نوفمبر 2020
  • لا توجد تعليقات

يوسف السندي

كل المؤشرات تشير إلى أن الموجة الثانية من كرونا ستكون أسوا من الأولى بمراحل وقد بدأت ملامحها العنيفة تتبدى للجميع وخاصة للاطباء، يقول أحد اطباء مستشفى يونيفرسال ( الوضع اسوأ مما تتخيلوا، في يونيفرسال فقدنا 15 مريض في 48 ساعه) هذا الوضع مقلق بالفعل ويستوجب ان تنتبه الحكومة له وتعيد ترتيب لجنة الطواريء الصحية وتوفر لها كل الإمكانيات اللازمة.

وزارة الصحة لا يتم دعمها من وزارة المالية بالمال الكافي لمواجهة الجائحة، وهو شيء محزن ومخزي، ما هو الأهم الآن في جدول الحكومة؟ هل هناك ما هو اهم من حياة المواطنين الذين تحصدهم كرونا؟ وتحصد في مقدمتهم الكوادر الصحية! معظم الحكومة الآن مصابة بالكوفيد بما فيهم وزيرة المالية نفسها، ندعو الله لهم جميعا بالعافية، ونتسأل هل سوف تغير وزارة المالية الآن من سياستها تجاه وزارة الصحة ام ستستمر في سياسة الانشغال بقضايا أخرى غير الجائحة التي دفعت لها بلدان العالم مليارات الدولار لمواجهتها وتقليل خطرها على مواطنيها؟!

الخرطوم هي أكثر ولاية متضررة، وعدد الحالات الموجبة اليوم الخميس فقط ١٣٩ حالة جديدة، هذه نتائج المفحوصين فقط فما بالكم بغير المفحوصين!! كل عينة موجبة سيكون خالطها العديد من المواطنين وهؤلاء خالطهم آخرون، والآخرون خالطوا اخرين، الوضع فعلا مقلق وهناك انتشار مجتمعي كثيف يستوجب من جميع المواطنين أخذ الحيطة والحذر بلبس الكمامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي وغسيل اليدين بالماء والصابون او تطهيرهما بالمعقم الكحولي. فالواضح ان الحكومة قد تركت المواطن ليواجه الخطر، فولاية الخرطوم بها فقط فريق تدخل سريع واحد في كل محلية، كل فريق فيه فقط ثلاثة أشخاص، فكيف سيغطي هؤلاء كافة المحلية!!!

الدولة عليها ان تحمي الأطباء والكوادر الصحية العاملين في المستشفيات والمراكز الصحية بتوفير معينات الحماية لهم، وعليها الصرف على تهيئة مراكز العزل، وعليها دعم فرق الاستجابة السريعة وزيادة عدد الفرق مع تفعيل دور اطباء طب الاسرة في المراكز الصحية للقيام بواجب متابعة الحالات وتوعية المجتمع، كذلك على الدولة ان تمنع التجمعات مثل الحفلات ومشجعي مباريات كرة القدم وكل تجمع يزيد عدد أفراده عن الخمسين فردا. وعليها أن تعيد التفكير في فتح المدارس في الوقت الراهن فهذا سيكون قرارا كارثيا غير مضمون العواقب. على الدولة أن تقوم بواجبها فهي السلطة وهي الموجه وهي المدافع عن صحة المواطنين حتى من انفسهم، اذا لم تلتزم الدولة بدورها في مواجهة الجائحة فإن المواطنين بالتأكيد لن يلتزموا وسيصلح وقتها ان ننشد مع القائل ( اذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ).


sondy25@gmail.com

التعليقات مغلقة.